الخميس، 24 أبريل 2008

ملامح من نيوكاسل

الخميس10/4/2008 البوابة السوداء (Black Gate)، وكنيسة نيكولاس

و11/4/2008 متحف المقتنيات بجامعة نيوكاسل، والـart gallery
لا يزال النشاط يتفجر من مسامنا كل صباح يقاوم البرد والملل، نستيقظ، إفطار بسيط، وحين تأذن لنا الساعة العاشرة بالمغادرة ننطلق في شوارع المدينة، التي بدأت تأخذ براحاً في قلبي وبين حجيراته، أحياناً نعرف وجهتنا وأحيانا لا نعرف، نصطحب معنا (زوادة)، زجاجة عصير برتقال ولوح كبير من الشوكلاتة وآلتي تصوير، واحدة للصور الفوتوغرافية والأخرى لتصوير الفيديو.
نسلم أنفسنا للمسارب والطرقات، نتبعها، ودائما توصلنا لا تتوه، نيوكاسل مدينة جميلة، غير مزدحمة، تهنأ في هدوء دون ضوضاء وتلوث، ورغم امتعاضي الشديد من قسوة البرد الغير معتادة عليها، إلا أن ارتباطاً يختلط بمشاعر لا أفهمها بدأ يضج في صدري، يذكرني بكلمات وصلتني كتعليق من السيدة الــ د.(أم دانيا/ أغرق في حب هذه المدينة حتى الثمالة)، وما غير الثمالة، ملمح صادقٌ للحب.
أعشق المتاحف والمواقع الأثرية ومعارض الفنون، يرهبني جبروت الصمت التاريخي فيها، قسوة أننا نمر وتنتهي الحياة بنا، بين عشية وضحاها ونحن غافلون، في الأثر أرى الأقوام الأخرى، في نقش على حائط، على صخرة، في جدار يناور الصمود في وجه توالي الليل والنهار، بعد أن رحلوا أصحابه، دون عودة.

الرهبة ما أحس، عظمة الزمن القاهر، الذي يمضي دون أن يلتفت لصغائرنا، يرانا كما نرى نقاط الأرصفة، دون طرفة عين.
رسم القرن الماضي، لوحة لفنان تركها ورحل، وبعد أن تشكلت بين يديه، صارت تملكه، بأحقيتها في ما ترغب بالإفصاح عنه أو تكتمه.

وما يعنيه اسم نيوكاسل هو القلعة الجديدة وما وصلته أنا وزوجي في ذلك اليوم هو البوابة السوداء للقلعة القديمة التي على أثرها وبمباركتها نهضت القلعة الجديدة (نيوكاسيل) في وجه الزمن، مطلة على نهر التاين كسلفها.

سرادبها التي تحمل الحاضر جنبا إلى جنب مع الماضي، مأوى من طلب السكينة والهدوء، للحظة وحسب.

الصدفة وحدها وبقيادة الشوارع هما فقط من أوصلانا إلى متحف جامعة النيوكاسل (Museum of ANTIQUITIES)، قسم العلوم الإنسانية، وبعد تردد مهيب، قررنا الدخول، وأهم ما رأيت، هو استثمار الحضارة، ولا أعني هنا الاستثمار المادي، فالدخول لكل المتاحف التي زرتها مجاني، إنما استثمار الذاكرة، حفظ لقيمة التاريخ، وحياة الغابرين وأثرهم، المتحف يحوي مختلف المقتنيات وكل ما له علاقة بحياة من مروا بهذه الرقعة من العالم.

إلى الـart gallery دخوله مجاني هو الأخر، ومحتواه من لوحات فنية عريقة يمتد عمرها إلى مئات السنين، لمشاهير الرسامين من انجلترا وبلدان أخرى، لوحات ترصد زوايا متباينة للإنسان في رحلته.

أمام كنيسة (St. Nicholas) تقاذفنا الفضول والتردد في آن، هل ندخل ونكتشف مجاهل هذا الأثر الشامخ، أم نعود أدراجنا، التكهن لا يجدي، ولا أجمل من المغامرة وطرق أبواب المجهول لرؤية الأساطير النائمة، سيدة انجليزية وأختها لمحا ترددنا، وسرقتنا للخطوات إليها، فرحبتا بنا، وخبرانا عنها القليل، أما الكثير فنحن من سيستدرجه إلى جعبتنا، كنائس أخرى نصحانا بزيارتها والوقوف عندها، أعترف بحبي للكنائس، وأقدرها، يكفيني أنها لله.

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

اشتم رائحة التاريخ من بين ثنايا احرف كلامتك .
ادراج جميل كريمة اتحفتنا به
موفقة

غازي القبلاوي Ghazi Gheblawi يقول...

رائع يا كريمة جولة مفيدة وخاصة للقلعة والكنيسة، القلاع والكنائس اهم ركيزتين في الثقافة والتاريخ البريطاني من العصور الرومانية، ودارت حولها عدة تغيرات ساسية واجتماعية ارجو ان تحاولي الاطلاع على كتب تاريخية مختصرة عن تاريخ المنطقة ولعل موسوعة الويكيبيديا الالكترونية تسعفك بالكثير من المعلومات التي ستفيدك في الكتابة السردية.. هل سنقراء قصة قصيرة جديدة قريبا اتمنى ذلك..
غازي

كريمة الفاسي يقول...

شكرا يا نسيم ليبيا، يا أجمل المتابعات
تمنيت لو كنت معنا في هذه الجولة التاريخية
كريمة الفاسي

كريمة الفاسي يقول...

حاضر يا د.غازي سأعمل بالنصيحة وفعلا كنت أفكر في الامر، أنا أحب الاماكن التاريخية والمتاحف وحتى أنني أحب الكنائس، أجد من العيب أن أعود بلدي دون أن أرى وجه الحضارة هنا بزواياه المختلفة ودون أن أتعلم سيرته.
وإن شاء الله يختمر دماغي ويتحفني بقصة ما، لا أدري، منذ زمن طويل لم أكتب القصص، وأضع اللوم على الطب، وقد لا يكون ذلك صحيحا(سبلة وخلاص)
شكرا ياغازي

غير معرف يقول...

أحيكي أختي على هذا الطرح .. ولا مانع إن إختلفت معك قليلا..


أتمنى أن لا يكون إعجابكي بالكنائس إعجابا عقديا.. لأن للمسلم عزة..

والإعجاب بدور النصارى ينافيها..

أما إن كان إعجابا هندسيا معماريا.. فلا بأس..


ألا يوجد مساجد في نيوكاسل؟؟

ألم تزوري نادي كرة القدم بالمدينة؟؟
إنه نادي عظيم.. رغم أنه يمر بأوقات عصيبة حاليا..

شكرا..