الخميس، 22 مايو 2008

تظاهرات انجليزية وصباحات طرابلسية

24/4/2008

خرجت في جولة والى أين؟، طبعاً إلى مركز المدينة، يقال إن أغلب مدارس التعليم الأساسي والمتوسط أقفلت اليوم أبوابها في نيوكاسل إضرابا واحتجاجاً على تدني قيمة المرتبات، وما همي في هذا كله (انا بنطلع وندهور ويحل الانجليز مشاكلهم والا يخلوها.. يدبروا راسهم).

خرجت مع فتاتان في ربيع العمر تدرس إحداهما بالمرحلة المتوسطة والأخرى بالمرحلة الإعدادية، وأنا أمني نفسي بأني سأريهما الأماكن الأثرية القريبة في المدينة، وسآخذهما إلى (Discovery Museum) وأيضا (art gallery) وسنمر على البوابة السوداء (black gate) والى المكتبات واشرح لهما كيف يمكنهما شراء الكتب عند التخفيضات وأولى الشروط هي الذهاب إلى مركز المدينة سيراً على الإقدام، فأنا لا استعمل الحافلة إلا إذا كنت مصابة بوعكة صحية جليلة، الفتاتان صعب عليهم التصديق أنهما سيسيران إلى (السنتر) مشيا على الأقدام، وفعلا، سرنا رويدا حتى وصلنا الى (eldon square) . وهناك بدءا في سبر المحلات التجارية واحداً واحداً وراحت كل مقترحاتي أدراج الرياح، (أي متاحف يا ابلة كريمة من مازال يدور فيها ). أحسست أني عتيقة جداً وقديمة (وموضتي طايحة).
(بعد خطرها، سيدة ليبية نصحتها بأخذ أطفالها ليزوروا الـ(Discovery Museum) فسألتني علاش هو شن فيه تخفيضات؟ قتلها لا هو الدخول مجاني لكن أسعاره لداخل شايطة فيها النار، أنا ما شريت شي غير تفرجت؟؟؟؟؟؟؟؟ متحف وتخفيضات هذا اللي ما خطرش ببالي ابدا؟؟!!!!!!)
أخذا الفتاتان وقتهما في المركز التجاري وخرجنا إلى الشوارع أخيرا، ما يعجبني في مركز المدينة أن به حياة ودفق أحداث جديد متنوع في كل مرة أزوره، شركة لطعام القطط تقيم احتفالا صغيراً للدعاية لمنتجها ولتوعية المواطنين (قال ايه..... القطط تأكل طعام غير صحي وعلينا أن نهتم لها، أما ناس فاضية وخايبة) الشباب والفتيات يرتدون ثياب تنكرية للقطط سوداء ويضعون أقنعة على وجوههم، يصرخون:
مياو مياو مياو مياو مياو مياو ميـــــــــــــــاو
يخدشون الهواء بمخالبهم، يوزعون الملصقات والشارات الدعائية، يضعونها على ثياب المارة، الفتاة الصغرى رفضت رفضا قاطعا تقول: (حتى لو كلاب في الهم عزا، لكن قطاطيس هذا اللي ناقصني).
سرنا في اتجاه محل تجاري آخر، عندما مرت بجوارنا مجموعة شباب يحملون لافتات ويهتفون، على عجل اتفقنا أن يسبقانني للمحل بينما الحق أنا هذه التظاهرة فأفهم ما يحدث، (لم يعجب ذلك رفيقتاي كثيراً، كل ما تشوفي حاجة يا ابلة كريمة تبي تعرفيها؟! /.........الله غالب الفضول ضاربني شن بندير)
لحقت المتظاهرين وفهمت، وخيراً فعلت، أنهم يحيون ذكرى غزو العراق، يحيونه بتأكيد اعتراضهم على الحرب ويطالبون الحكومة الانجليزية بالانسحاب من الأراضي العراقية وترك العراق وحاله.

فاجأني ذلك كثيراً، الشباب والفتيات ذوي البناطيل المتهدلة والتي تكشف عوراتهم، الملونين لشعرهم بالوردي والأزرق والأخضر، يخرمون شفاههم وأذانهم ويعلقون بها الحلقات المعدنية، ذلك الشباب الذي حتى انه يدعو للشفقة، يذكر يوم غزو العراق ويعترض، يحملون صورة الرئيس الأمريكي جورج بوش مشوهة، وينعتونه بالإرهابي العالمي.

في حديث جانبي مع إحدى الفتيات المشاركات: "نحن ضد الحرب وضد احتلال العراق تماما"، فعلقت، لكن هذه الضد لم تقف في وجه تدمير العراق بشكل كامل، فتأسفت لذلك وطأطأت رأسها خجلا أما أنا فتمنيت لو أتراجع عن كلامي وندمت عليه؟

في زاوية أخرى من الشارع تقف عربة عسكرية، الفضول أيضا قادني إليها، يقف على بابها جنديان بزي عسكري وقور، تعرض صوراً من ملامح الحرب في الأراضي العراقية، صور فقط، فالجنديان لا ينطقان بحرف، سأكون صادقة أنا لم أفهم الموقف، التقطت الصور فقط، هل هم مع أم ضد، لست أدري، لكم أن تخمنوا.
عند تمثال المونيمنت تجمهر المحتجون ضد الحرب، وبدء وصول دفعات أخرى، من الانجليز، هاتفين ومنددين، ليس ضد حرب العراق هذه المرة، بل ضد الحكومة، إنهم المعلمون والمعلمات الانجليز، يطالبون بزيادة مرتباتهم، يصرخون بصوت جهور (fair pay for teachers) ، بعض المحتجين صعدوا أعلى التمثال الذي يطل على المدينة رافعاً يده ويبدو أنه محتج هو الأخر. أخبرتني صديقة انجليزية (ليست هيلينا) أن المعلمين يتقاضون 24,000جنيه إسترليني سنويا، هؤلاء اللذين لهم خبرة تربو على العشر سنوات، أما المعلمين الجدد فيتقاضون 12,000 سنوياً، بالمقابل فإن الطبيب العام (general physion) يتقاضى 120,000 جنيه استرليني سنوياً. ولتقريب الصورة فإن الجنيه الإسترليني يساوي2.5 دينار ليبي فقط لا غير.

أرجوا أخذ نفساً عميقاً أولا: شهيق، زفير، شهيق، زفير.
صحيح هذه الأرقام ضخمة ونحن غير معتادين على سماعها خاصة في خانة المرتبات، لا يتقاضاها المعلمون ولا الأطباء ولا حتى بحاث الذرة في بلادي.
ولا أخفي عليكم أنني منذ بدأت في كتابة هذا الموضوع وأنا أتفادى أن أصف لكم إحراجي عندما سألتني (السيدة جيني) عن قيمة المرتبات التي يتقاضاها المعلمين في بلادي.
أي إحراج هذا الذي أنا فيه!!، لا يمكنني طبعاً أن أنتقد بلدي لغريب، ليس من خُلقي (لا، وزيادة انجليز) لكن هل أجيبها أنه يدفع لهم فتات ما يدفع للمعلم الانجليزي، وليت الحال على ذلك، لا أدري من الذي استيقظ ذات صباح طرابلسي جميل مزهر، وأخذ يشطب الأسماء ويضيف ويحذف جل من كان في قطاع التعليم، حتى الذي قضى ثلاثون عاماً من عمره المديد بين فصول الطباشير، ولو أنني أقف مع ما حدث من زاوية أخرى، أن تبنى ليبيا، إلا انه ليس بتلك الطريقة، تماماً كحكاية الهدم هذه الأيام، والتي هي الأخرى يبدو أن احدهم استيقظ ذات صباح طرابلسي جميل ومزهر وأخذ يشطب البيوت والأسواق والإحياء، يبدو أن طرابلس ستتحول إلى عاصمة ثانية بعد باريس في تقليعات الموضة، غير أن الأولى تشتغل بالعطور والأزياء، وطرابلسنا تشتغل على أعصاب الناس وقوتهم ومساكنهم، (حد يوقفني يا جماعة شكلي سرحت مرة واحدة).
عموماً، أنا ألان في المظاهرة التي اختلطت بين هتاف المحتجين والرافضين للحرب على العراق والمنددين بتدني مرتبات المعلمين الانجليز، ومواء الشباب القطط، الذين يروجون لشركة أغذية (القطاطيس).
هذا كله والفتاتان لا يزالان في محل الثياب، التقينا بعد مكالمة هاتفية ليحدد كل منا موقع الأخر، ولم يصدقا، أن كل ذلك حدث وهما بين صفوف القمصان والفساتين.
تحياتي وليلة سعيدة وهانئة دون أن يستيقظ أحدهم في صباح طرابلسي جميل ومزهر، ويبدأ في شطب.................من يدري دور من وماذا هذه المرة؟.

دعوة لرحلة

رامز يغرق في امتحانات غير مثبتة المواعيد، يوم تُقدم، يوم تأخر، يستشيط غضباً، يعود إلى البيت مزمجراً، أحرق الانجليز أعصابه مع أعصاب رفاقه، يقول:درست خمس سنوات بكلية الهندسة جامعة الفاتح ومنذ بداية العام أو الفصل الدراسي، يوضع جدول الامتحان ولا يغير، زميله ليبي درس بمعهد (اسبيعة) للطيران ثلاث سنوات ولم يقلب رأس جدول الامتحانات يوماً، كما فعلت أكاديمية نيوكاسل للطيران (العريقة)، زميلهما الإيراني (مهيار) قال: هذا لا يحدث في أصغر مدرسة في أصغر قرية في إيران، قالوا هذا ليس لي، بل لإدارة الأكاديمية، في جدل احتدم بينهم عندما تغير جدول الامتحان للمرة الثالثة وبعد كل ذلك غيُر الجدول للمرة الرابعة؟ والخامسة؟، وهناك احتمال لتغييره.

هيلينا بعثت بايميل، تدعونا الى رحلة
Good afternoon Karima! I hope you have had a good week. I have been busy at work and today I am going to a wedding party. We are still planning a trip to Lindisfarne (Holy Island) next Monday, or possibly a place called Alnwick in Northumberland if the weather is not so good. You and Ramez are welcome to come but please let me know if you would like to, so I can make transport arrangements. If this is not good for you I also have some time the following weekend of 10th/11th if you would like to visit then. Also on Tuesday nights in Gateshead there is a big event called Just 10 which you may be interested to know about. This is a Christian event where there will be a speaker talking about the 10 commandments in the Christian faith. I understand that you and Ramez are committed Muslims, however I thought you might be interested to see and hear this kind of event. It is being held in a large marquee/tent in Gateshead at 7.30pm. I will be going on Tuesday nights and you are welcome to come if you would like to. Here is the website for more information http://www.just10northeast.org.uk/.

العرض مغري و(الباش مهندس) غارق في الامتحانات، وغير مستعد لا من قريب أو بعيد للخروج وهدر الوقت، وبعد نقاش صغير اتفقنا، انه لو اجتهد وحاول موازنة الموقف، يوم واحد للنزهة لن يفسد الدنيا.

على أمل الموازنة سنرد على هيلينا
وستعرفون ما يحدث معنا.

الأحد، 18 مايو 2008

التقاطات

التقاطة أولى: (لن أطيل الشرح المكتوب باين من لافتته!!، أقصد من عنوانه!!).

إنهم يستأذنون من المواطن الانجليزي البسيط المحترم في قفل طريق الـBARRAK ROAD يوم الأحد مساءاً الموافق لـ20/4/2008 من الساعة الثانية ظهراً حتى الخامسة مساءاً، وللعم فقط هذه اللافتة موضوعه منذ أكثر من شهر.

الأمر برمته لا يهمني، ففي بلادي وفي طرابلس وفي منطقة باب بن غشير (بالقرب من البريد المركزي) وهذه مصيبة أخرى، فنحن لا نملك أسماءاً لشوارعنا، كنت سأقول أنه حيثما كنت أسكن لم تعلق لافتة كهذه أبدا، فنحن لا لا لا لا لا لا لا لا نحتاجها.

لان الطريق في حالة تنقيب مستمر، لا يعرف السكون أو الركود.

المواطن (زعلان: يخبط راسه في الحيط)

الدولة (تهدر في أموال الميزانية وزعلانة: تخبط راسها في الحيط)

المهم أن نحفر وأن نحفر وأن نحفر والأمر غصباً وخارج السيطرة، فالأمر له علاقة بجينات تقاسمنها مع (حيوان الخلد الحفار)!!!.

التقاطة ثانية:

خرجت مع هيلينا في جولة بسيارتها تريني أنحاء نيوكاسل، في مساء انجليزي لطيف، وسماء صافية ودفء هادئ وزهور وأشجار وحدائق ودون أي صورة لسياسي في الأفق.

يا جماعة والله عييت أبحلق بعيني، أبحث عن أي صورة لبلير أو العجوز مارغريت تاتشر –هذا ما تحفظه ذاكرتي من سياسيين إنجليز-، (يا سيدي بلاش، أي رئيس، أي سياسي، أي مستشار، أي وزير، أي عامل حكومة. فوق جسر، فوق كوبري، فوق السامافرو، عالمرشابيدي، في أي تركينة من التراكين، بح بح بح بح).

سألت الفتاة الانجليزية:

لا أرى أي صورة لرئيس وزراء أو حكومة أو أي من السياسيين الغابرين أو اللاحقين فأجابت متبرمة: الناس هنا غير راضون عن الحكومة.

أردفت، يا سبحان الله مثلنا تماما، فنحن لا نعلق صور السياسيين المغضوب عليهم في كل أرجاء الوطن العربي من المحيط إلى الخليج (ولو مش مصدقتيني عليك وعلى تذكرة للأمة العربية، تذكرة بس للحقيقة).

على فكرة، صورة واحدة فقط هي التي تملأ نيوكاسل، صورة الطباخ الانجليزي رامزي (ramzy)، إذ يعتبره الانجليز، الرجل الذي طور المطبخ الانجليزي وحدثه.

صورة طباخ يا جماعة؟، (شن رايكم لو نعلقوا صورة الطباخ الليبي الشهير البرعي)

الأربعاء، 14 مايو 2008

حديث الحب

لافتة ضخمة موجودة على جدار المبنى الخارجي في لون العناب، كتب عليها بالأبيض (Love) هكذا دون أي من أدوات التعريف.
ترك لأدمغتنا الصغيرة براح الانطلاق والتفكير في هذا الـ(Love)، ولم يكن الموعد حان لبداية معرض يوشوش بأسرار هذه العلاقة السحرية في حياة البشر، لكنا شهدنا في الصالة العلوية حركة تشي به، فعزمنا على الحضور.

المعرض وكما يقول إعلانه يبدأ 19-4، وينتهي 13-7-2008، بقاعات (LAING ART GALLERY) بمركز مدينة نيوكاسل. المركز قريب، ولا يكلفنا إلا دقائق للوصول، وهنا نحن أمام بوابة المكان، إنها الساعة العاشرة من صباح السبت:19-04-2008، والأصوات التي تصلنا تؤكد أن الكثير سبقنا.

بداية المعرض، ساحة الاستقبال، منحوتة بالحجم الطبيعي لفتى وفتاة في قبلة، اتخذت شعاراً للمعرض، سوف تقف مبهوتا من قدرة النحات (Marc Quinn-2001) على إبراز التفاصيل، وقوفي أمامها كشف لي لماذا؟. لقد أراد النحات أن يقول إن الحب لا علاقة له بما تصوره لنا مخيلتنا من كمال، فالفتى والفتاة موضوع المنحوتة يحملان عاهات جسدية بالغة، والإعاقة لم تقف حاجزاً لنمو هذا الشعور النبيل في ثنايا فؤادهما.

نصعد للأعلى، حيث خصصت إدارة المعرض قاعتان للمعرض، ضمتا مجموعة من اللوحات لكبار الرسامين من القرن التاسع عشر حتى الواحد والعشرين، وبمختلف الأحجام والتقنيات والمدارس الفنية، بعض اللوحات لعالميتها سوف لن يتمكن المشاهد من رؤيتها إلا بعد فترة طويلة، أو قد تكون الفرصة الأخيرة لمشاهدتها في بريطانيا، قبل أن ترحل لتطوف معارض العالم ومن هذه اللوحات لوحة (Isabella and the Pot of Basil) للفنان "Holman Hunts".

المعرض لم يقدم الحب كصورة مكرسة، إنما قدمه في أكثر من صورة، وهو ما ألمح له التعريف بالمعرض، من إن الحب عاطفة إنسانية أكبر من أن تحصر في شكل أو تعبير، فالحب يتعدى العلاقة بين الرجل والمرأة إلى العلاقة بين طرفين مهما كان جنسهما، فيكون أسلوب اقترابهما وتعايشهما حالة حب. لقد صور الفنانون كيف يمكن للحب أن يكون قاتلاً كما في لوحة الفنان "Anthony Frederick A. Sandys" المعنونة (Medea-1868)، أو صورة الحب المثال في لوحة (Astarte Syriaca) للفنان "Dante Gabrial Rossetti". أو التطرف في الحب ممارسة أو ما يمكن تسميته بالشذوذ (الذي نرفضه نحن) والأساطير والروايات والخرافات.

إدارة المعرض لم تقدم اللوحات بالطريقة الاعتيادية أو كما أعرفه من زياراتي للمعارض في ليبيا، إنما عُلقت بجانب كل لوحة تعريفاً بها، يشير إلى الرسام واسم اللوحة وتاريخها وكيف وصلت، والأهم، شرحا لأهم ما تضمنه أو التيمة المكونة لها. وأمام هذا الحجم المعرفي، قررت أن أقرأ كل تعريف مرفق، وأتمعن ملء عيني بطرقات اللون. الأمر لم يعجب زوجي الذي يقول (النص لا يشرح) وبالتالي (اللوحة لا تشرح). لكني مضيت أقرأ، وانطلق هو إلى بقية اللوحات.

زوايا:

- الكثير من الجمهور كان حاضراً، والجميل أن نرى الأطفال يحضرون هذه المعارض، قريباً مني كانت أم تشرح لصغيرها لوحات المعرض.

- استوقفت زوجي عند أحد اللوحات، وأشرت بأصبعي إلى أحد تفاصيلها، واقتربت منها أكثر وأكثر، فوجدت رجل الأمن يقف على رأسي يراقب ماذا أفعل. (ولما لا وهي كنوز ثمينة لا تقدرها ثروة)

- إدارة المعرض تدعونا للحب، وذلك من خلال مساهمة الزوار في لوحة مفتوحة أعدت بقاعة (Yoko Ono)، فكل زائر يمكنه أن يضع صورة من يحب أو أن يكتب رسالة لمن يحب، كما فعلت أنا وزوجي.

- في زيارة ثانية للمعرض، وجدت في لوحة الإعلانات جدولاً للمدارس ينظم زيارتها للمعرض، علمت من المشرفين أنه يتم توزيع استبانة على التلاميذ لقياس درجة إحساسهم باللوحات.

التقاطة:

هنا الأطفال يستلمون مذكرة كل صفحة فيها تحوي خانة لكتابة اسم اللوحة ورقمها وبعض أسئلة لمناقشة الأعمال المعروضة فمثلاً هناك حيزا مخصصاً للـ visual responses to the work أو الاستجابة البصرية للعمل وآخر للــ emotional response to the work أو الاستجابة الحسية أو العاطفية للعمل..................اوووووو

بالله عليكم أي كلام هذا لطفل لم يتجاوز السابعة أو لنقل الثامنة، سيتشدق باستجاباته العاطفية والبصرية للوحات لعباقرة الرسم والنحت؟، ففي بلادي ولا تؤاخذونني على هذه المقارنة، فالوطنية الجارية في دمي تزفر حرقة، حينما أذكر أختي وهي تخبرني أن (أبلة مادة الرسم) أقنعت التلاميذ أن هذا الرسم رجس من عمل الشيطان وانه من الخير لدينهم ودنياهم أن يطالعوا ما يشاءون بدلاً من الهرطقة الملحدة، السؤال الذي يلح علي ولا ينفك لماذا تعمل معلمة لهذه الإلحاد المسمى فنوناً جميلة؟، وهل المال الذي تتقاضاه مقابل حشو أدمغة الطلبة بتلك الــــ؟؟ هل (مرتبها) حلال أم انه رجس من عمل الشيطان؟، الله أعلم.