الأربعاء، 23 أكتوبر 2013

(اللي ما يعرف تدابيره)


جارتي العراقية في بريطانيا والتي تدعى (أم مروان) تقول عن (صدام حسين) وقد عرضت قناة الــ(BBC) البريطانية مسلسلاً عن حياته من انتاجها، فيه الكثير من القسوة، تقول:
-          صدام ينطبق عليه المثل العراقي اللي يقول اللي ما يُعرف تدابيره حنطته توكل شعيره، احنا بخيرنا، بنفطنا بحضارتنا بعلمنا، ليش الخليجيين والسعوديين يتعلموا أولادهم  في أحسن جامعات ويشترون أغلى الماركات، وياكلون بأحسن المطاعم واحنا نشوف ونمشي قلوبنا مكسورة، احنا بلادنا سنبنيها في 30 عام، اليابانيين بنوا اليابان في 30 عام والعراقيين يبنوا العراق في 30 عام.
إنتهى كلام (أم مروان) أما (الحنطة) فهي (القمح)
كان هذا حديثاً دار بيني وبينها عام (2008)، أعجبني إصرارها، أنهم سينفُضون رماد الحرب، غير أنه وبعد مرور خمس سنوات من حديثنا لا أرى أن العراقيين يسيرون على خطى اليابان، في بناء دولتهم، بل على العكس هناك توأمة بين الاتجاه العراقي والاتجاه الصومالي في السير حثيثاً نحو مستنقع التخلف، بل وعلى ما يبدو أنها تجربة استهوت غيرهم فتوجهوا يطبقون نظرية "أم مروان": (اللي ما يعرف تدابيره). وعلى ما يبدو أيضاً، أنه لا العراقيين ولا الصوماليين ولا الليبيين بعقلياتهم الذكورية، التي يعتزون بها أستطاعوا أن يحلموا حلم امرأة وأُمٍ، ترى أن نهضة بلادها لا تحتاج أكثر من 30 عاماً؟!.
اليوم مررت من أمام مقر المؤتمر الوطني، على يمين (فندق الريكسوس) مخيم نازحي تاورغاء ومقابلة المؤتمر (خيمة) وبعض شباب ورجال، يرفعون لافتات من قبيل: (ارحل يازدان، يسقط زيدان، زيدان اترك الليبيين وشأنهم، زيدان ما يمشيش بروحه لازم ما نركوه بلوحه!). مشهد ليس بالجديد، ذات الخيمة في تمثيلية العزل السياسي لعبت ذات الدور، ولم تتنازل عنه منذ أكثر من أربعين عام!. الرئيس (علي زيدان) الذي اخُتُطِف ثم ظهر في مشهد هزلي له ألف وجه، منها: يقول الثائر (زكريا) وهو من الثوار الحقيقيين أن اللذين خطفوا زيدان هم من خيرة رجال الوطن الشرفاء وأنهم كانوا بصدد استصدار مذكرة قبض عليه لكن سوء التنسيق فيما بينهم جعلهم يستعجلون مما أظهر العملية التي نفذت مع ساعات الفجر الأولى عملية إرهابية استنكرها الشارع.
وجه آخر ظهر في لإعلام يقول أن (في سيارته حشيش) وجهٌ ثالث (مرتشي) و وجه رابع (حالنا حاله)
وبناء على نظرية (أم مروان)، فإنك وإن كنت ذا قمح وشعير وربما نفط ومال وفسُدَ رأيك، فهذا الفساد سيأتي على نعمك ورزقك.
أيها الإسقاطيون، دعوا الوطن وحاله، حاولتم سحب الثقة من الحكومة، خطفتم الرئيس، هددتموه وتوعدتموه، والآن تلبسون جلباب التقوى وتعتصمون في الشارع؟. أنا لا أخشى إلا على وطني، أن يأكل قمحه شعيره، نتيجة تدابيركم الهوجاء، فتتحطم سفينتنا غير المتماسكة أساساً، ونغرق جميعاً بسببكم، ربما وجب علينا اليوم أن نرميكم من على ظهر المركب قبل أن تعيبوها أكثر مما فعلتم، فإما التقمكم الحوت أو ابتلعكم اليم وقلنا (الحمد لله)