الخميس، 4 ديسمبر 2008

باقي (خرافة أم بسيسي)

هذا الجزء الثاني من الخرافة ،خلونا نقولوا بسم الله الرحمن الرحيم:
بعد هذا قلت خلاص، توا انا بديت هذي الطريق لازم نكملها للأخير وحتى لو ما حصلتش الكورس وأي كانت النتائج نكون حاولت وأنا من طبعي ما نوقفش في النص، ننجح آو نفشل مش مشكلة (ما نبيش نقعد نشكر في روحي).

درت خطة:
الجزء الأول: بنشوف حكاية الشكوى والـ(Complain)
والجزء الثاني: نشوف لو قدرت نحول للفترة المسائية.
مشيت تاني يوم لمركز التأهيل والتعليم ولاقيت الموظف اللي دارلي الامتحان قتله نبي نحول عشية /قال : اوكي من الصبح للعشية ما فيش مشكلة لكن من العشية للصبح ح تدفعي اكثر ، فكرت فيها لقيت روحي انا اصلا برا فخليني نجرب قتله خلاص نبي عشية من الساعة 6 الى الساعة 8 وكتبلي رسالة بالموضوع.
سألته اذا كان نفس الطاقم يقري الصبح هو اللي يقري عشية؟ قاللي لا بصراحة ما عنديش فكرة.
توا الخطوة الثانية نبي نتاكد إن الابلة اللي طلعتني من الفصل ما تقريش في طلبة الفترة المسائية، على فكرة اسمها (سوSue) تلاقيت انا وصاحبتي البرازيلية قتلها: يا كينيا انا نبي ان شاء الله اندير شكوى، ونبيك تشهدي معاي كيف عاملتني، قاتلي شوفي انا وضعي حرج، انا الفيزا اللي واخذتها مدتها 6شهور وجايبني (Boyfriend/البوي فريند) ومازالي فيها شهرين وعلى اساس بنتزوجوا شكله بيفوتني مش صايرله وما باش يجدد هالي والكلية شارطة ان الفيزا لازم تكون صالحة على الاقل لمدة ستة شهور لقدام وتاني حاجة انا ما دفعتش ثلاثة اضعاف ممكن حتى شكلي ما خلهمش يشكوا لكن لو يزبطوا اني من البرازيل مش من الاتحاد الاوروبي ما ينقصني منها، فسامحيني ما فيهاش كيف.
قلت باهي هذي نقطة وبنخطوا عليها، مشيت معاها للفصل نبي نعرف (السو) هذي تقري عشية والا لا.

قالت كينيا: هي تقري فينا يوم واحد بس والتاني ابلة تانية، في الفصل لاقتنا الابلة تفتح في الباب، قتلها نبي نسالك سوال هل نفسه طاقم الصبح هو طاقم العشية؟؟

قالت شن قصدك بالسؤال هذا؟؟ قتلها لا شي غير انا كنت مسجلة الصبح وعاجبتني الابلة ومضطرة نحول عشية وما دا بيه يكون نفس الطاقم عشية!! (كذبة استغفر الله) في العموم شكلها ما صدقتنيش لكن قاتلي بالنسبة ليا انا مانقريش عشية وغيري ما نعرفش .
طلعت منها مشيت لمكتب شؤون الطلبة قتلهم: يا ناس الطاقم اللي يقري الصبح يقري عشية؟، قالوا ما ندري ما نعرفوش.
باهي امالا من يعرف؟؟
وليت مشيت لمكتب المحاسبة لقيت (العزوز) هذيكا مقعمزة بطلت وروحت، وقعدت على هذا الحال كل يوم نمشي مع الـ11 ونشوف الموظفة ونولي بعد الظهر في التوكة الثانية نبي نلقى الموظف اللي المرة الأولى ما طلبش جواز السفر ومشى لصاحبتي البرازيلية أمورها (وعلى فكرة هذا كله قانوني لما الموظف ما يطلبش عليك أوراق أنت شن يعرفك فهذا يكون خطأ الموظف مش خطأك) .
الباين إن الموظف واخذ اجازة والا طلعوه والا اشبح شن صار، لا لقيته في السماء ولا في الارض، قلت خل نجرب حاجة تانية، خل نخش نشوف الموظفين التانيين بالك يمشي الحال ويمشولي اموري وما ندفعش 600 ندفع 200.
غيرت الطريقة ، وقفت في الطابور وخشيت طلعت الفلوس حطيتهم على الطاولة وطلعت تسجيل الشرطة شافاته الموظفة قالت لـNo no ـ ما ينفعش نبي جواز السفر، قتلها لكن انا كنت هنا من يومين والموظف ما طلبش عليا الجواز علشان هكي ما جبتاش قاتلي No No Noلازم نبوا الجواز .
تاني يوم وليت ووقفت في الطابور، واليوم اللي بعده وبعده وانا شن وراي غير حضارتهم.
الفكرة مش هبال، لكن ممكن الناس اللي عايشين في بريطانيا يعرفوا نظرية(غير الموظف) هنا الانجليز كل واحد ورأيه ،يعني الأوراق اللي ممكن يمشيلك بيهم اجراءاتك ما يقبلهمش من صاحبك والشئ بالشئ يذكر (وهذا درس للناس اللي ممكن يلقوا روحهم في يوم من الايام في بريطانيا).
لما وصل زوجي هنا ومشي بيفتح حساب في المصرف رفع نفس الأوراق اللي صاحبه رفعهم وفتحوله حساب ،لكن رامز طاح في موظف من اللي يا لطيف، وطلعله في (الرز عظام) وطلب عليه عشرين ورقة تانية ولما جابهم رامز لقي موظف تاني قاله :
لا ياراجل انت شن اللي جايبه هذا كله، وطلعله الوريقتين اللي كان جايبهم اول مرة ، قاله ما نبوش اكثر منهم.
وزعل رامز..ودار شكوى وقعدوا يرضوا فيه، ونفس الحكاية تكررت لما رفعني بيسجلني في ال(G.P)اللي هو مركز طب المجتمع ، قالت الموظفة ما نسجلهاش بلا حاجة تثبت عنوانها قالها رامز هذي زوجتي وعايشة معاي وهذي وثيقة الزواج وهذا عنواني قالت : ابد ولا تكصرلي دماغي، لازم حاجة باسمها هي، مع ان كل الليبين هنا مسجلين زوجاتهم على عناوينهم.
ما علينا نرجعوا لموضوعنا، بالنسبة ليا هالتجربتين حطيتهم بين عيوني، وليت اليوم اللي بعده، ما هو انا فاضية ما عندي شي غيرهم راسي وراسهم، وقفت في طابور طويل، كان في شاب اسمر قدامي قالي:
Are you Arabic?
قتله ايه (واضح مكتوب على وجهي) .

قاللي: شكلك ليبية...كيف حالك وكيف حال الصحة وشن حال ليبيا، قتله هو الأخ من وين، قاللي معقولة تسألي السؤال هذا انا ليبي؟
قتله: لالا انت مش ليبي.. طبعا قلبنا الحيث من الانجليزي للعربي، قال : منين تقولي ،قتله نقول سوداني كان عايش في ليبيا، قاللي صح.
انا كنت عايش في سوق الجمعة ورباني راجل اسمه جمال الجيلاني (تقريبا) وكان زي بوي والا خوي الكبير وانا نتمنى نشوفه مرة تانية.
قتله إن شاء لله ربي يجمعك بيه/ قاللي اسمعي يا خديجة، قتله شن خديجة/ قاللي مش توا قلتيلي اسمك خديجة؟.
هنا بصراحة (كسرلي رقبتي انا ما نحبش الفلاحة الزايدة) قتله لالالا انا قتلك اسمي عايشة ، ولو كان سالني على اسمي طول كنت جاوبته .

قاللي اسمعي، نصيحة ما تقوليش انك مزلمة..(مسلمة باللهجة السودانية) هنا بكل راهم ما يحبوش المسلمين.

قتله: باهي يا زول كيف ما نقولش اني مزلمة(مسلمة) اذا كنت لابسة شاربة؟؟؟؟؟؟ من غير ما نقول باين.

الطابور بدا يقصر وشوفت الموظفة لقيتها العزوزة اللي هاربة منها، طلعت من الطابور بروح وقتله نصيحة ماتخلصش عندها هذي عنصرية.
قاللي لالالالا اصلا انا لاجئ؟؟
توا بتقولولي ما مليتيش ، ما فديتيش، الحق مليت وبديت نحس باللاجدوى واني قاعدة نضيع في وقتي وهو رمضان على فكرة بدا بيتم ما زال فيه يا يوم يا اتنين وانا على اعصابي واللي تعبان اكتر هو رامز.
ممكن بكرة عيد، ليبيا معيدة بكرة وممكن يوم الاربعاء ، انا ماعادش عندي جهد، رن التلفون اتصلوا بينا قالولنا المركز الاسلامي اعلن ان :بكرة عيد، كل سنة وانتم طيبين.
قعزمنا بكينا شوية، معيدين بعيد، وزوجي كان شاريلي حوايج العيد مرضيني وتاني يوم مشينا لصلاة العيد

وهذي حكاية العيد، ما عليشي تاخرت شوية، يعني تاخرت لدرجة ان الاتنين الجاي، عيد الاضحى (كل سنة وانتم طيبين)

طلعنا الصبح لصلاة العيد والجالية الاسلامية اجرت قاعة رياضية في Eldon square)،خشيت القاعة وعيدت ع الناس كلها، اللي نعرفهم واللي ما نعرفهمش، طبعا النساء بروحهم والرجال بروحهم، وقعمزت وقعدت نبكي ،جتني مرا فلسطينية كنت تعرفت عليها في كورس انجليزي قعدت تسكت فيا وبعدين قتلي خلاص خوذي هاك حفاظة حلويات ومعمول هدية ليك، قعدت نبكي ما سكتش جتني مسلمة أسيوية من تايلاندا قاتلي خيرك تبكي
قتلها لا شي غير مفتقدة اهلي قتلي خلاص احنا كلنا اهلك، تلفت لقيت القاعة تعبت لفمها من كل الاجناس والاشكال، لا ومليانة انجليزيات مسلمات (ما نسحابش في انجليز مسلمين بالعدد هذا) والصغار لابسين حوايج العيد وفرقوا عليهم نبايل وزويات وطايحين يجروا ويلعبوا وقالبين الدنيا والاحلى ان السودانيات كلهن لابسات الزي السوداني غير الوان مبهجة وفي مجموعة نساء افريقيات لابسات اللبس الافريقي التقليدي حتى انه زي ما يصلحش للصلاة، البدلة الافريقية الواسعة وما فيهاش كمام وعمامة كبيرة على راسهم والعرب من كل جهة و الليبييييييييييييييييييين، الصالة كلها ليبيات والنساوين مقعمزات مع بعض يهدرزوا، والمنظمين للعيد حاطين (بوفيه) ليه اول ما ليشي اخر، ما شاء الله، وأخيرا أقاموا الصلاة،طلع الخطيب أو الإمام تاخر فيه ولما ماجاش تبرع احد المسلمين واقام الصلاة وبعدها قال خطبة جميلة باللغة الانجليزية عن العبادة وقراءة لا تكون فقط في رمضان بل لازم نحيوا الدين كل أيام السنة.
وتوا وقت الماكلة فتحوا (البوفيه) اللي ماشاء الله عامر من كل شي من الموالح والحلويات للحار و المشقشقات وطبعا الأرز وفواكه وعصير وتشكيلة جميلة، لكن احنا اللي هما احنا جماعة شعوب العالم الثالث ما نعرفوش نوقفوا في طابور ولا لينا بيه علاقة، ناس كلت وعبت صونيتها بحصتها وحصة غيرها وناس ما لحقت على شي ،وفي الأخير كانوا في بنوتات انجليزيات حلوات زي العسل بين الخمسة والعشرة سنين يفرقوا ع الناس العيادى في كروت دعوى لحفل معايدة، وانا كنت مقعمزة على جنب، جتني سيدة قالت:
السلام عليكم انت كريمة الفاسي/ قلت ايه انا كريمة الفاسي قالتلي :انا ام رشا
اوووووووه ام رشا؟ وما ادراكم من هي ام رشا، هي سيدة ليبية (متزوجة) كانت طالعتلها بعثة لبريطانيا لمدينة نيوكاسل وادور في معلومات عن المدينة في النت وطاحت في مدونتي وكانت بينا مراسلات وايميلات ولما جت تعرفت عليا يوم العيد، زبطت شكلي يعني (اهلين بيك يا أم رشا في نيوكاسل) وعيادي وسنين دايمة.
اللي صار ان المسلمين مش كلهم عيدوا نفس اليوم (الفتن يعني)، في ناس عيدت يوم الثلاثاء اللي هم المسلمين السنة والشيعة عيدوا يوم الاربعاء وكل جامع اعلن العيد في يوم شكل، والاخبار ان الليبين اللي في مانشستر تعاركوا في ناس عيدت ع المركز الاسلامي وناس عيدت مع الجامع اللي كانوا يصلوا فيه التراويح.
و انا تلاقيت مع مسلمة محجبة تشتغل ع الكاشيرفي سوق (الايسلاند /Icland)طبعا انا ما عرفهاش لكن قتلها :عيدك مبارك.

ناضت فنصت فيا قاتلي بكرة العيد مش اليوم ناقشتها شوية لقيتها مصكرة دماغها، قتلها ياودي على كل حال اليوم او بكرة عيدك مبارك وفكينا.

طلعت انا وزجي ادهورنا شوية/ قاللي يلا انا عازمك ع الغذا في مطعم عربي

قتلي :لالالالالالالا ،نمشي للكلية قبل ونشوف بالك اليوم عيد وتنفك عليا.

بالنسبة لرامز خلاص ما عادش متحمل وجع الرأس وماعادش يبي هذي السيرة :
(خلاص فكينا وخلصيلهم 600 وريحيني من هالصداع اللي دايرة هولي وربي يعوض علينا، توا رمضان كله وانت ماشية جاية ع الاقل خلينا اليوم نرتاحوا).
طبعا انا تصكير الراس ما يغلبني فيه حد والتزنزين وقعد ت نساير فيه غير خلينا نمشوا أنا نرتاح وأنت ترتاح ومشينا للكلية
المرة هذي ما كانش فيه طابور(المسلمين وهما اكثرهم عرب ) اللي طايحين على الكلية هذي، غايبين لانه عيد، وقفت في طابور قصير ونتكلم مع زوجي بالعربي فكان في شاب قريب منا قدم عرف بنفسه قال انه لبناني والعيد بلا الاهل ما فيشي طعم والغربة مرة والموشح اللي احنا كلنا نغنوا فيه من المحيط للخليج، خليته يتكلم مع رامز وصل في الدور وخشيت وعاودت درت نفس فكرتي العبقرية طلعت الفلوس الاول وتسجيل الشرطة .
قالت الموظفة (واحدة جديدة) نبي جواز السفر ورديت نفس الرد فاعتذرت وكانت جدا لطيفة وقالت ما عليشي انا ما نقدرش نديرلك أي أجراء بدون جواز السفر لانك ع الأغلب ح تكوني (انترناشونال ستيدينت).
وهكذا ثبتت الرؤية، قررت اني حنجيب جواز السفر،إفرااااااااج عليه، ونرتاح من الصداع.
نضت تاني يوم الصبح : الفلوس +جواز السفر+تسجيل الشرطة+قبول الجامعة حطيتهم في شنطتي وتوكلت ع الله للمكتب اللي في الدور الثالث وكل الدروج نقول في الدعاء البسيط اللي علمت هولي جداي (من درجة لدرجة لين ياتي الله بفرجه)*
وصل في الدور لقيت موظفة هادئة وصغيرة ممكن في عمري (زعما زعما انا صغيرة) وعاود نفس الفكرة العبقرية اللي ندير فيها نحط الفلوس أول حاجة (امالا كيف هذا دليل على المصداقية وانا لما نكبش في الحاجة يا لطيف)

قالت لا نبي جواز السفر/ ولأول مرة في التاريخ نطلع جواز السفر ونعطيه للموظفة (عين تضحك وعين تبكي)
عبت الموظفة البيانات وما قالت شي
ناضت صورت الجواز وصفحة الفيزا وما قالتلي شي.
قالتلي طبعا تبي تدفعي كاش وما جابتش سيرة السعر اللي 3 اضعاف.
لقت ورقة القبول من الجامعة مشطوب فيها اني في الفترة الصباحية ومنتقلة للفترة المسائية ناضت سألت موظفة تانية ،تفحصتها شوية بعدين قالتلها(ديفنتلي)هي في الفترة المسائية.
كملت الإجراءات وخذت الفلوس وانا ريقي شايط ،قالتلي الكورس تكلفته 192 باوند (ما قالتش 600) وطلع ما عندهاش رقاق (شانج/ Change) وعلى خشة العزوزة العنصرية اللي قالتلي (معقولة صايمين لا أكل وشرب) شافتني وعرفتني .
لما شفتها جاية جهتنا دمي نزح، الموظفة ادور في الرقاق مش لاقية تكمل نضت انا عاد بكل الكرم الحاتمي الطائي العربي المعروف خذيت موقف وقتلها:
Keep them please-
المرا ما تحملتش وله وجها احمر واعتذرت انها اخرتني لكن ما تقدرش تاخذهم مخالف للقانون......لو كان تعرف في بلادنا كيف يفرحوا بيها فرحة ...وهذيكا العزوزة جاية (حيه عليه حيه).
يا ودي بلا تصكير دماغ :keep them keep them keeeeeeeep them
هي مش متخيلة انا احنا شعب عربي ليبي غني البترول يفيض من بلادنا ، شني 8 باوند بالنسبة لينا نصرفوا فيهم ع الجيلاتي ما تسحبش روحها خادمتني في 400باوند.
وصلت العزوز و وقفت على راسنا وقعدت تقرا في البيانات و الإجراءات اللي كلها تمت والفاتور مطبوعة والموافقة تامة وتوا هي جاية بتعفسلي فيهم.
لما كملت الموظفة البنوتة الفلوس ومدت هملي يا دوب(تانكيو) طلعت من رقبتي سحبت اوراقي اللي كانت مطبسة عليهم العزوز تقرا فيهم وطلعت (الحمد لله وصلوا ع النبي).
رااااااااااااااااااااااااااااامز.. اتصلت برامز وقتله الخبر، وفي العشية رانك بتمشي معاي للحصة لاني مش محتاجة مفاجاءات ونلقى (سو) تانية اطلعني من الفصل.
جاء المساء..تيررم.. ومشيت انا ورامز للكلية، ورفعني للفصل لقينا أستاذ اصلع كبير في السن، وريناه الأوراق قال: اهلا وسهلا وعلق لرامز قاله انت شن جاي (بودي جارد) اللي رد عليه :هذا قدري.
روح رامز للحوش وقعمزت انا في الفصل اللي لقيته نصه ليبين، شبحت السبورة ، الاستاذ يكتب في مواقع لدراسة (الايلتس) ممكن الطلبة يستفيدوا منهم، سالت الولد الأسيوي اللي جنبي ،قاللي هذا كورس ايلتس
(ايه علينا عاد شن الحكاية والدوخة هذي اللي ما بتش تم، شن الموظفة سجلتني دفعت في كورس الايلتس والا شني
استغفر الله ياربي عليك غوله تجري في جرتي الايلتس هذا.
طلعت من الفصل لاقيت موظف وسألته على الكورس قاللي مزبوط انت مسجلة (كامبردج سيرتيفيكات)، وقعد يدور وانا ندور معاه غير نلقوا فصل الكامبردج، شي فص ملح وذاب والراجل داخ وقعد يقول (strange ..strange).
بعدين مشي خش لمكتبK قاللي استنيني شوية لما جيه قاللي:

احنا اسفين لكن راهو ما فيش كورس كامبردج اليوم انت جاية في اليوم الغلط الكورس بكرة الخميس واليوم اربعاء
(طوط طوط طووووووووووط) عليك حشمة
وروحت للحوش
يتبع

السبت، 22 نوفمبر 2008

حدث معي :(خرافة ام بسيسي)

الاصدقاء يقولوا ما تغطسيش عن المدونة، وزوجي يقولي ماتهمليش مدونتك، هي الحكاية مش اهمال ولا شي، الموضوع اني كنت في الجبهة، أيه الجبهة والجبهة زي ما انتم عارفين هي: خط التماس بين القوات المدافعة والقوات العدوة وهنا نيوكاسل.. فكيف جبهة.

الجبهة بين الشرق والغرب، الغرب بجامعاته وعلومه وتطوره الحضاري والتقني لكن قاعد يشوف فينا احنا الشرق وخاصة العرب بحر الفلوس اللي يبي يغرف منه والا.. لالالا، اللي يبي يغرفه كله وما يخلي فيه شي، وليش يخلي لشعوب تعبانة وجعانة ومريضة وحمقاء ودكتاتورية وهمجية!!.
توا اللي بيخش للمدونة وبيقرا الموضوع ويكتبلي تعليق بايخ ويقولي لالا تبالغي؟، يطلع من مدونتي ويصكرها خير من تكسير الراس، وتعالوا معاي للجبهة.
قالت عمتكم (كريمة) توا انا شن ندير في هذي البلاد زي قلتي، نطيب ونكنس، مع ان زوجي شهادة لله لاهو متطلب ولا يتشرط واحسن ما في حياتي كلها ممكن هو، لكن الشركة اللي بعثاته بارك الله فيها طنشت الزوجة على عكس الموفدين من امانة التعليم اللي يحق للزوجة قرار ضم مع الزوج،عموما انا هنا قاعدة نعد في النجوم.
قلت يا رحمن يا رحيم مادام فات العام الأول هكي وخلاص والواحد ما كانش فاهم شن يقدر يدير وشن ما يديريش وشديتها على الكنائس والجمعيات الخيرية واحدة يوم في الاسبوع، واحدة يومين، يعطوا في دروس انجليزي بيش الواحد يملا وقته ويحسن لغته وفي الأخير سماه مشي وجي لبريطانيا اللي زعما زعما (عظمى او كانت).
درت وريقاتي، جواز السفر وتسجيل الشرطة ومشيت لكلية محترمة لها سمعة ذهب، والطلبة الليبيين يجوها هيل بلا كيل، قلت خل الواحد يسجل في هالكلية بيش غير يحصل شهادة معتبرة وخلاص، اما الفائدة العلمية والله الكنائس عندها دور رهيب في تعليم اللغة الانجليزية.
جينا للمكتب اللي نبي نسجل فيه وقتلهم انا نبي نسجل في الكورس بتع(Cambridge certificate/كامبردج سيرتيفيكات) .
قالوا: باهي.. لكن قبل لازم تمشي لمكتب الطلبة الوافدين (Internationa office/الانترناشونال اوفيس).
قلنا: باهي... ومشيت انا وزوجي لمكتب الطلبة الوافدين اللي قالوالي:
ماعندك شي قدانا توليلهم ويدرولك اجراءات القبول وتجي هنا نحرورلك الفاتورة على انك طالب وافد، قلنا باهي ولينا لمكتب القبولات وقلنالهم ياجماعة راهو الافندية اللي غادي قالوا احنا ماعندنا ليك شي قبل مانسجل عندكم، قالوا: لا انت وافدة وانت لازم تسجلي عندهم غادي قبل وتعبي استمارة على أساسها احنا نبدوا نسجلوك وقلنا: باهي.
وليت انا وزوجي لمكتب الوافدين اللي بعده ممكن عشرة دقايق مشي وزيادة زحمة وطابور طويل وساعة بيش يوصل فيك الدور، جيناهم وقلنا الكلمتين اللي قالوا هملنا، ناضت الموظفة بعتت للمديرة بتعتها اللي جت وفهمتنا ان الموظفة الثانية اللي في مكتب التسجيل كانت في عطلة ومتلخبطة ومتخلبط عليها الجو، الا انا اصلا موجودة في بريطانيا من الأساس ومش جاية خصيصا بيش نقرا في كليتهم من بلادي وعلى ذلك انا سأعامل حسب قوانين الكلية معاملة الطالب المحلي او (Local/لوكال)ومش مفروض ندفع ثلاثة أضعاف السعرمن 200 الى 600 باوند.
عاد انا فرحت وضحكت وقتلها (تانكيوا) وربي يطول في عمرك ياحاجة ياهكي العزايز يابلاش عيونهم زرق وشعرهم كيري لكن لو كان تعطيني وريقة فيها الكليمات هادوما لان أول مابيشوف الموظف وجهي بيستاكا ويقولي بري لمكتب الموفدين.
ناضت قالت:
يا ليبية واللي مانبي ندس عليك راهو ما فيهاش كيف نعطيك هالوريقة ولو بشكل ودي مش موجود عندنا في ( English rigid rolls/الانجلش ريجيد رولز) ان نعطوا زي ها الورقة!.
وليت أنا ورامز اللي داخ معاي عشرة دوخات وهو أول يوم في رمضان للمكتب اللي لقيناه صكر وروحوا الموظفين ولبكرة يحلها حلال.
جينا تاني يوم بقدرة الرحمن والراجل مسيب قرايته وشاقي بهمي بيسجلني في كورس لغة ويفتك من تنكنيكي وتزنزيني على راسه والنكد اللي دايره هوله، وانا سيبت الكنائس والجمعية الخيرية اللي كنت نقرا فيها ورفعتله شعار (ما نتبعش طريق خانب التبن) لاقية روحي مع العزايز وربات البيوت واللاجئين والجماعة اللي يسموا فيهم الانجليز ( Hopeless people/هوبلس بيبول) ،المهم
جينا تاني يوم وخشينا للمكتب ما لقيتش عاد صاحبنا اللي امس، اللي بعتنا وجابنا عشرين مرة، لقينا واحد شبوب صغير داير شعيراته الشقر شوك شوك بجل الشعر، زي عرف الصردوك وكيف قلت آآآآآآآآآآآآآآ، قال: لا آآه ولابااا، جايه تبي تسجلي في كورس (الكامبردج سيرتيفيكات) تمام، خوذي رقم وقعمزي بيش تديري المقابلة وديري امتحانك/ نعم...والمشاوير اللي امس ضاربتهم كلهم طلعوا بلوشي وما لهمش فايدة؟؟ّّ!!، قلنا: الحمد لله وقعمزنا في الطابور، وجي دوري وجتني ابلة، طويلة وهبلة ومشفشفة ولابس تشرت مهروك وجونة، شكلها كل يوم تغسل فيها، لين داهكة كبدها وقفت وقالت:
(Next please/نكست بليز)
وانا (النكست) عاد، قاتلي: شن بتسجلي؟ عاودنا الغناية، قالت: لا راهو الكورس هذا مش للعرب هذا كورس للأوروبيين ،بالنسبة ليكم انتم، تجوا تقروا في (ILETS/الايلتس) وتخشوا بيه الجامعة لكن الأوربيين يقروا فيه لأنه معتمد في كل أوروبا، قلت باهي (الايلتيس) مش عامين ويتم قالت مزبوط قتلها باهي وهذا ؟/قالت: هذا طول العمر، قتلها: خلاص هذا اللي أنا نبيه، حاجة طول العمر المهم صاحبتنا ما عجباهاش الكلام وقاعدت تزن خشي (ايلتس) لين ركبتلي العفاريت قتليها لا (ايلتس) لا بطيخ ما نبيش (الايلتس) تي انا ماعنديش فرصة نقرا في جامعاتكم سنتين بالمضمون واللي بعد هكي كان ما يسخر ربي وزيادة تبيني ناخذ شهادة لغة زي قلتها علاش؟؟.
المهم درهتلي كبدي ودرهتلها كبدها ودخلتني للامتحان التقيمي ، لما طلعت من الامتحان، زوجي ما صدقش الأسئلة اللي كنت نقوله فيهم، كيف وعلاش..المهم جبت في الامتحان 23من 50 وما تشوفوا الا النور كيف صاحبتنا هذي تشمتت فيا وطاحت تقولي هذا اللي انا قلته هذا كورس صعب عليك وانت ع الاقل لازم تجيبي 30من 50 بيش تخشيه قتلها باهي ما فيش فرصة الواحدة ممكن يعاود الامتحان، دور ثاني يعني، قالت: ممكن في شهر واحد او جنيري اللي هو يناير اللي هو أي النار وبعيدن احسنلك ما تعبيش روحك ولو قريتي 24 ساعة كل الاربعة الشهور الجايات مش ح تجيبي فيه درجة باهية وانت محتاجة لقفزة كبيرة وانا مانبيش نحطملك معنوياتك لكن هذا الكورس ما يساعدكش وفكينا من وجع الراس من الاخير!!!!!!!!!.
روحنا للحوش وخالتكم والا عمتكم كريمة تصفق في يديها وزوجي ما يحبش الأجواء الكئيبة، قعد يهون عليه وعادي ومعليشي وفوتي.
نوضت تاني يوم، قتله: بنمشي للكلية وبتمشي معاي/ قال: امري لله نمشي معاك ،باهي ليش، قتله بنسجل في دورة انجليزي مانروحش من بريطانيا بلا دورة انجليزي.
مشينا ومن فم الباب لاقانا هذاكا الموظف قالي آآآآآآآآآآآآآآآآه انتِ، لا آآآآ ولا باااا مش تبي تخشي امتحان كامبردج هيا خشي.
ياودي ياراجل في طولك في عرضك، ما حصلتش معاه كلمة، غير نبي نقوله انا درته راني الامتحان، مافيش ، الراجل دخلني للامتحان انا وزوجي مع بعض .
عاد درت الامتحان مرة تانية، لقيت روحي نجاوب في نفس الأسئلة اللي جاوبتهم امس، وعديت درجاتي لقيتهم نفس الدرجات، لقيت في ايدي (الكتالوج) بتع الكلية قعدت نكتب في الاسئلة قعد رامز يعارك، ما ضيعيش وقتك ركزي في الاسئلة، كان في واحد اصلع وابيض ومربي خصلة شعر في نص الصلعة ورابطها بستيرشة، شكله غريب شوية، يدور علينا، النتيجة في الاخير حصلت نفس الدرجة وقالي الراجل احنا اسفين لازم تجيبي ع الأقل 30 ٍوروحت للحوش.
انا لما كنت ماشية المرة هذي كنت بنرضى بأي كورس وخلاص لكن الله سبحانه وتعالى يسخر في الامور ويخططلنا بدون ما نتخيلوها كيف ممكن تصير و الكلام اللي قالت هولي الموظفة اللي امس كان بصراحة مهين وكلام هكي لافيه لباقة ولا ذوق يعني طالب ماجابش الدرجة في الامتحان كيف تقوله هذا كورس مش ليك ومش مستواك وانت حتى لوقريت ليل نهار ما هو صاير منك!.
غطست اسبوعين ثلاثة ووليت بعد مادرتلهم (New look/النيو لوك) وغيرت شكلي شوية ولبست الشاربة زي الخليجيات، بالك يسحابوني خليجية عظامي فلوس، قعدت اراقب في المكتب لين تاكدت ان الموظفة والموظف الاوليين مش موجودين ولما عرفتهم برا، خشيت، اول شي قالولي لازم تمشي لمكتب الوافدين، قتلهم مشيت، توا انا كنت غادي وهذي جيتي من عندهم وقالولي كدا وكدا/ قالوا باهي خشي ديري امتحانك، (طبعا انا لا مشيت ولاشي) عاد خشيت درت الامتحان حصلت درجة مليحة والحمد لله 36 تقريبا، قالولي (يو ويلكم) توا تمشي تدفعي الفاتورة في مكتب المحسابة.
لكن لاني كنت ريقي شايط وصايمة ودايخة والقراية اصلا بادية قداش ليها، خلينا اروح نرتاح ونولي نخلص مرة واحدة اصلا حتى فلوس مش معاي.
لكن قبل هذا شن صار كانت عندي صاحبة برازيلية متنكدة ما نجحتش في الامتحان وحصلت عشرين وهو الامتحان بيني وبينكم كلام فاضي لان حاجات هكي ماتخطرش عليك من الثقافة الانجليزية، ترددت في الأول شوية وبعدين قلت خل نساعدها لوجه الله عطيتها السؤالين اللي كاتبتهم من الامتحان وقعدنا نهدرزوا على دفع القيمة وكيف من200 بندفع 600 وكل واحد يدف فيا في تركينا زي الكورة قاتلي ماهو الحق عليك:
(ما تمشيش لمكتب الوافدين حتى على قطع رقبتك خوذي الموافقة وامشي ادفعي على طول وخلاص وما ترفعيش جواز السفر معاك بيش ما يعرفوش انك ما ليكش 3 سنين هنا)
المهم نجحنا انا وياها وقلنا نتلاقوا في اليوم الفلاني بيش نخلصوا ,مشت خلصت وخشت الفصل انا لما مشيت بنخلص كانت الساعة10 والحصة تبدا الساعة1و جواز السفر ما رفعتاش معاي ناض الموظف قاللي اعطيني أي شي فيه صورة ليك تثبت انك انت هو انت والا ولي بكرا وخلصي قتله علا شانا عندي وقت نمشي نجيب اوراقي ونجي، قاللي لالا مش ضروري وكلمي الابلة بس وتخليك تخشي تقري.
خشيت الفصل شافتني متحجبة ركبوها العفاريت، هي عزوزة شوية وقاصة شعرها زي الاولاد ورابطة وردة حمرا في رقبتها وعندها سنها الامامية واحدة من القواطع، (اليسار) تحديدا بارزة لقدام قاتلي: انت شنو، قتلها طالبة عندك، قالت: باهي وين اللي واصل الدفع، قتلها: هكي صار وهكي صار والراجل قالي تقدري تبدي وتدفعي الاسبوع الجاي
قالت لالالالا غالط ما تقدريش وكيف يقول هكي وانت قداش جبتي في الامتحان وانا نبي نديرلك امتحان تاني ورفعتني قعدت تدور بيا من فصل لفصل، ادور في مكان فاضي ما حصلتش بعدين حطتني في ممر وولتلي بعد فترة خذت صلحت الاسئلة اللي لو كان نعرف نجاوبها، والله ماعندي ليش نخش دورة انجليزي.
قالت: شوفتي الدرجة اللي جبتيها (تقريبا كانت27من40) وهذا اللي انا نقول فيه هذا الكورس مش للعرب عموما وانا ما نقدرش نقبل في فصلي طالب ضعيف انا راني خبرة 12 العام وانتم العرب ما تقدروشي الكورس هذا، بري لكورس (Life skills/لايف سكيلس) وخذت وريقاتي وعطتني وراقي للكورس التاني هي طلعت من هنا تكلم في واحد مشيت خذيت الاوراق اللي خذتهم مني (سرقة يعني) حطيتهم في شنتطي ورفعتني لمكتب المحاسبة لقينا فيه موظف سيباته وقعدت ادور في واحدة عزوزة زيها وقالتلها تاكدي وافحصي الباسبورت والفيزا بتاعتها والقيمة لازم تكون 3 اضعاف، وجت طالعة قتلها يامرا توا انا مايحقليش نخش الكورس هذا بكل قالت يحقلك لكن لازم تجتازي الامتحانات واقري وليلي قتلها خلاص انا ح نقرا وح ننجح وح ندير كورس الكامبردج /قالت باهي خليني نشوفك شن اديري
جت العزوزة قالتلي وين وراقيك طلعتلها الاوراق الجدد طاحت تسال فيا مواليدك، بلادك، ديانتك وكتبت على الشيت 600 باوند قتلها شوفي انا ماعنديش أي ورقة ثبوتية معاي وزيادة انا صايمة وعيانة والمغرب مازال عليه اقل من نص ساعة ومن الاخير بنروح
قالت معقولة صايمين وما تاكلوش وما تشربوش، قتلها والله هذا هو وقعدت تتسخفلي/ قتلها في خاطري يا ناري عليك انت اللي طريقك جهنم وطلعت.
روحت الحوش ،دفني نطيح، عيانة وتعبانة وخاطري واجعني، فطرنا فطورنا، شوية واتصلت بصاحبتي البرازيلية قتلها: كيف صار معاك، قاتلي: انتي شن صار معاك بالنسبة ليا انا استقبلني وخلتني نعرف نفسي للفصل واعطتني الامتحان، قالتلي ديريه في الحوش ومع (Cup of tea/كيب اوف تي) وما تخافيش منه لانه امتحان اولي، تقييمي للطلاب قداش ممكن يجيبوا في الامتحان النهائي قبل ما يقروا منهج الكورس، قتلها انا ما قلتليش هكي انا قتلي لازم تجيبي درجة كدا وهذا الكورس ما يناسبكش
قالت/سمعتها كيف كانت وقحة معاك وانت لازم تشتكي عليها انا قبلتني وانت لا واحنا في نفس المستوى قتلها حتى زوجي هكي يقول وتصبحي على خير
نضت تاني يوم بنمشي ماعنديش جهد وتالت يوم ورابع يوم، ٍالاسبوع اللي بعده
يتبع...

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

إلى كوثر/ لسوف تنجين:

ظهرت المغنية الأمريكية السمراء الممتلئة الجسم تلوح بيدها، تدير ذراعها في الهواء وتلقيها اتجاهه:

Go on go
Walk out the door
بعدما قرع الباب ثلاث مرات، دخل يحمل كيساً بلاستيكيا صغيراً، وضعه على المنضدة وبكل لباقة سأل الجميع ترك ما في أيديهم ليلتفوا حول فاكهة الموسم، فتح الكيس فتدحرج رأسها.
كنت أريد إخبارها أن المغنية الأمريكية السوداء وعلى غير كل توقعاته، صفت الجميع جانباً، ولم يتدحرج رأسها كما كان يخطط.
أما هي فقد وقفت وأشعلت في عينيها فتيل شمعة صغيرة وتضرعت من أجل طفلتيها، قبلت أن تكون الرأس في الكيس البلاستيكي.
ليس فَراشاً يجلبه النور، ولا عنكبوتاً تجلبها الفريسة، يغري ذاته بسلطان ذكورة وجبروت يستمده من كلمة الطلاق، وعقد لمأذون وشاهدين. هم لا يفهمون معنى فتيل شمعة في عيني أم عشرينية تحاجي طفلتيها. لكن السمراء الأفرو-أمريكية قلبت على رأسه الطاولة وألبسته كيس فاكهته فقد نجت رغم تكهنات منجميه ومشعوذا ته لقد نجت. وليس بعيد: سوف تنجين
At first I was afraid
I was petrified
Kept thinking I could never live
Without you by my side
But then I spent so many nights
Thinking how you did me wrong
And I grew strong
And I learned how to get along
And so you're back
From outer space
I just walked in to find you here
With that sad look upon your face
I should have changed that stupid lock
I should have made you leave your key
If I've have known for just one second
You'd be back to bother me
Go on now go
Walk out the door
Just turn around now
'Cause you're not welcome anymore
Weren't you the one who tried to break me with goodbye
Did you think I'd crumble?
Did you think I'd lay down and die?
Oh no, not I
I will survive
Oh, as long as I know how to love
I know I'll stay alive
I've got all my life to live
I've got all my love to give
And I'll survive
I will survive, hey hey
...
( Gloria Gaynor:I Will Survivr)

الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

ثماني سنوات، بلد الطيوب لأبنائي

ليس لتملقاً أو المحاباة، أو شهادة مجروحة، فـ"رامز رمضان النويصري" زوجي، ولكن كلمة حق للحق.

لم تكن وليدة الصدفة هذه السنوات الثماني في عمر موقع (بلد الطيوب) أول موقع ليبي الكتروني متخصص يقدم الثقافة الليبية للعالم كله، و63 عدد من مجلة المقتطف.

السنوات الثماني ولدت وترعرعت ونمت في ظل جهود جبارة وشخصية وخاصة من عمر "رامز النويصري" وماله، لا يتلقى أي دعمٍ من أي جهة خاصة أو عامة، فقط مباركة الله عز وجل، وحب ليبيا.

لطالما عاد من صحرائه ليدفن رأسه في جهازه الصغير مشغولاً عني أيام وأيام، وقد طال انتظاري له. أسبوعان، شهر، أربعون يوماً، وعندما يأتي يشغله (بلد الطيوب). أحياناً بل وغالباً كانت الغيرة تأكل قلبي وأستشيط غيظاً، أتهمه بالإجحاف: (أعطني نصف ما تعطي لبد الطيوب.. لليبيا).

لكن بين هذا وذاك أرفع رأسي عالياً وأقول هذا لنا، وهذا لليبيا. يترك الأهل لأبنائهم الأموال والسيارات الفارهة والبيوت الفخمة. وهذا لأبنائنا غداً (بلد الطيوب) ولأبناء ليبيا، نافذة على ثقافة عريقة. فيسمع ويرى من به صمم.

الأحد، 21 سبتمبر 2008

الواجب الثاني: واجب أسئلة may عن واجب أسئلة عبد الله

صاحب مدونة هايم في حب بلادي أطلق موضوع خفيف الظل، وسلمه من واحد لواحد ولما وصلني عن طريق مدونة may، أنا بنعترف ونقول الحق، يعني في الأول بندير روحي (حوله) وما سمعتش بيه لكن بعدين قلت خل نحترم نفسي ونجاوبه.
ستة حاجات ممكن حد يشوفوك لأول مرة ما يعرفهمش، بالنسبة ليا ممكن ما نجيبهمش بالزبط مش حد يشوفني أول مرة ما يعرفهمش لكن هما ستة حاجات نحاول نجمعهم في شخصيتي وخلينا نبدوا باسم الله:
1/ أنا امرأة صريحة جداً وواضحة، حياتي ما فيهاش أسرار ولا عندي شي مدسوس ولا عندي شي نخاف منه كلمتي نقولها وما همني في اللي يطربق.
2 اللي ممكن ما يعرفاش حد يشوفني لاول مرة إني والحمد لله ما ناكل مقلب يعني مش ساهل يفوتو عليا (الطروح) بالعربي ما نحبش اللي يديروا في روحهم فالحين اكثر من الناس واذكي من الناس
3/هذي خلوها بيني وبينكم... نحب الطبخ جدا ولما تزوجت ما كنتش نعرف نطيب كويس وزوجي ساعدني هلبة في اتقان أساسياته وبعدين اكتشفت ان عندي هذي الموهبة (الطبخ) ومن احلى اوقاتي لما نكون في المطبخ ونطيب في حاجة،).
4/مشكلتي في الاولويات قاعدة نتصارع انا وحياتي اللي كلها مفاجآت وديما عندي الف حاجة في راسي تبي الديران لين نتلخبط
هذا هكي اربع نقاط ودهشت لكني اظن ان الناس تقدر تحدد صفاتك الظاهرة والغير ظاهرة في الغالب أكثر من أنفسنا وأنا توا بنحطها في رأس زوجي ترى خلونا نشوفوا شن بيقول هو فيه (غير بالشوية يا رامز).
(سأحاول في هذا المقام استذكار بعض انطباعاتي الأولى عند لقائي "كريمة"، في شكل ستة أشياء قد لا يدركها الغير من المرة الأولى.
أولى هذه الأشياء السن. أن الناظر لها لن يقدر عمرها الحقيقي وسيجزم إنها بعد لم تتجاوز العشرين (اللهم صلي على النبي).
ثاني الأشياء. أن من يتحدث إليها سيجدها تتحدث بطريقة مرتبة وأنها تعرف كيف ترتب أولويات نقاشها، بينما العكس من ذلك، فالأولويات عندها مفقودة.
ثالثها إن عينيها تحمل قوة، تعطي انطباعاً إن هذه المرأة قوية وليس من السهل إبكاؤها، وعلى العكس فدمعتها قريبة، فبكاء طفل بالقرب منها كفيل باستدرار دموعها.
الرابعة، قد تجدها هادئة وادعة تستجيب، لكنها في المقابل عنيدة أو بمعنى آخر من الذين يصرون على آرائهم مالم يثبت العكس، ولعل من أهم الآثار لهذه الطبيعة إنها لا تستسلم للبائعين بسهولة، فتظل تماكسهم حتى تحصل على ما تريد بأقل سعر.
الخامسة، انشغالها قد يعطيك انطباعا إنها تريد أن تنهي عملها في أسرع وقت، لكن على العكس، بالها طويييييييييييييييل.
سادس هذه الأشياء وآخرها، أنك تظن إنها فتاة رقيقة، بينما التجربة تثبت لك قوة وصبرا على الاحتمال ومعاندة الحياة.

السبت، 20 سبتمبر 2008

واجب العشرة أسئلة (الواجب الأول)

عشرة أسئلة اقترحها الصديق علي الطويل في محاولة منه للوقوف على تجربة التدوين الليبي، فأقول له:
شكرا أخي علي، وها هي إجابتي.

السؤال الأول: مدونتك شكلاً وموضوعاً؟ ولماذا تكتب فيها؟ وكيف أنشأتها؟

نعم راضية كل الرضا مع إنها أحيانا تربكني والفكرة جاءت بسيطة جداً. من هواياتي كتابة يومياتي وانتظمت بشكل ناضج في كتابتها منذ سنة 1999 مذكراتي تحمل معظم تفاصيل حياتي في مراحلي العمرية المختلفة، لما وصلت لبريطانيا بدأت في كتابة يوميات حياتي الجديدة في دولة أوروبية، زوجي اقترح فكرة إنشاء مدونة وشجعني،(قالي ديري مدونة وأنا متأكد سيكون لك قراء وأنت عندك ما تكتبين أي عندك مادة)، وبالتحالف مع الصديق غازي القبلاوي انشأ زوجي المدونة وشجعني جدا وأقول هو السبب مع الصديق غازي في ولادة مدونة جواز سفر.
السؤال الثاني: هل يعلم أي فرد من أسرتك بوجود مدونتك؟

نعم كل أفراد أسرتي وأسرة زوجي وأصدقائي بدون استثناء يعلمون بأمر المدونة ويقرؤونها، وأنا اكتب باسمي الحقيقي ولقبي، واضع صورتي وليست سراً.
السؤال الثالث: هل تسببت مدونات/تدوينات معينة بتغيير إيجابي لأفكارك؟
أعطني أمثلة في حال الإجابة بنعم.

بالنسبة للمدونات الليبية في مجملها مدونات خفيفة الظل ثقافية، اجتماعية، وخاصة، يعني تحمل مواضيع دردشة وتتناول شؤون الحياة العامة بتحفظ، لكن الذي أثر في جدا هي المدونات المصرية (فعلا قالبة الدنيا) وكشفت حقائق أبشع مما يتخيله عقل.
السؤال الرابع: هل تكتفي بفتح صفحات من يعقبون بردود فى مدونتك أم تسعى لاكتشاف المزيد؟
ليس الاكتفاء بفتح الصفحات أو تعقب المزيد، لا هذا ولا ذاك، الموضوع أو الإدراج الجيد يفرض نفسه، وهذا لا يعني إنه يجب أن يكون موضوع علمي دسم وممل، بل يمكن أن تكون مواضيع بسيطة. ومن زاوية أخرى اكتشفت جانباً من حياتنا نحن الليبيين على صفحات الانترنت.
السؤال الخامس: هل حاولت تخيل شكل أصدقائك المدونين؟
خصوصاً الفتيات.. اعترف.

الاعتراف هنا بالنسبة لي يأخذ شكلا آخر فأنا أضع صورتي، غازي القبلاوي يضع صورته عبد الله يضع صورتهakak يضع صورته، فاطمة غندور تضع صورتها، رزان المغربي. وليس الأمر للعرض أو (استدراج الرجال) كما وصلتني بعض الاتهامات التي تستنكر وضع صورتي على صفحتي الالكترونية، بل الأمر له علاقة بالمصداقية، الشخص الذي يكتب باسمه ولقبه ويضع صورته هو شخص واضح لا يختبئ وراء عالم الانترنت المجهول، شخص مسؤول يكتب كلاماً منسوبا له وغير نكرة، فهو أقرب لقول الحق وتحمل تبعاته، بخلاف آخر يضع اسم مستعار وخلفية ما، مجهول وغامض أقرب للشبح إن اختفى ذات يوم من يمكنه التعرف عليه؟ مع فائق احترامي للإخوة المدونين اللذين يكتبون بأسماء مستعارة.
السؤال السادس: هل ترى فائدة حقيقية للتدوين؟ عددها.

فوائد التدوين كثيرة وحقيقية وعلى سبيل المثال هو شكل من أشكال التواصل الحديث والذي يكشف حال مجتمع ومجتمعات بكاملها ويعكس وجهات النظر واتجاهاتهم وطريقة تفكيرهم، الخ.
السؤال السابع: هل يزعجك وجود نقد بمدونتك ؟
أم تشعر انه ظاهرة صحية؟

النقد ظاهرة صحية في كل زمان لكن السؤال من القادر على طرح النقد المحايد الفعال، هذه إحدى فوائد المدونات ومواقع الانترنت عموما، إنها تكشف مدى افتقارنا على الأقل نحن الشعوب العربية لطرح أرائنا ونقاشها دون الانزلاق في فخ التجريح والسباب والشتائم، ونعود هنا إلى حكاية الحماية التي تقدمها الشبكة العنكبوتية من الاختفاء وراء المجهول فيُظهر الإنسان جانبا قد يكون يخفيه عمن حوله في حياته العادية.
السؤال الثامن: هل فكرت في مصير مدونتك حال وفاتك؟
حقيقة لا، لم أفكر في ذلك أبدا، لكنني فكرت في مصير مدونتي حال رجوعي لليبيا باعتبار أنها مدونة ترصد تفاصيل حياتي هنا في بريطانيا. لعلني سأغلقها وتكون مرحلة من حياتي قد اجتزتها الله أعلم.
السؤال التاسع: ماهي خططك المستقبلية لتطوير مدونتك؟
أريد إدراج مواضيع بشكل منتظم لكنني أيضا لي حياتي الخاصة التي لا يمكنني رهنها للمدونة ومن جهة أخرى أنا ألان أتلقي دروسا في اللغة الانجليزية إن أتقنتها إن شاء الله قد اصنع نسخة لمواضيع المدونة وإدراجاتها باللغة الانجليزية.
السؤال العاشر: ماذا تنصح غيرك من المدونين؟

ماذا انصح غيري من المدونين، يا ليتهم هم من يقدم لي النصيحة فلست أرى في نفسي الكفاءة لفعل ذلك.
=

الاثنين، 8 سبتمبر 2008

تبدد حفنة من قوس قزح

شاعر الشباب، شاعر الوردة
علي صدقي عبدالقادر
(لما يموتوا هؤلاء ربما لأنهم ملوا هذه الحياة والبقاء اللا مجدي هؤلاء لا يموتون ولوهلة نعتقد بأن الموت لا يمكن أن يطالهم )/ عن مدونة امتداد لصديق غازي القبلاوي عندما رحل الشاعر محمود درويش.
وأذكر أن غازي القبلاوي في مكالمة هاتفية قال:
- عندما سمعت من صديق خبر وفاة الشاعرمحمود درويش كانت ردة فعلي: كيف ما قاللناش، كيف هكي مات!.

رحم الله الشاعر محمود درويش، وعبر مكالمة هاتفية من زوجي :
- فتحتي موقع ليبيا اليوم، على صدقي عبد القادر عطاك عمره.
ذات التساؤل خطر ببالي (كيف ماقللناش ،كيف هكي مات).
علي صدقي عبد القادر صاحب رائعة (بلد الطيوب ) التي كتبها وعاش لها كل حياته فابدع وغناها الفنان محمود كريم، الذي انتقل قبله بأشهر لرحمة الله و كان من أعذب الأصوات الفنية الليبية، لندع لهما بالرحمة والمغفرة، أسكنهما الله فسيح جناته.
(إنا لله وإنا إليه راجعون).
هذه مقالة للشاعر رامز النويصري كتبت في وفاته شاعر الشباب علي صدقي عبد القادر
عودة الشاعر لحضن معشوقته

رامز رمضان النويصري
-1-
أنا أعادي الملح في فنجان قهوة الصباح
أخاف لحظة الوداع، فالفراق شوك
أخاف أن تضيع وشوشات كفي في الظلام
لذاك لا أحب لوناً يشبه الرماد، وشكلاً يشبه السكين
وأشرب قبل نومي كل ليلة قصيدة
لهذا أرتب حلوى العيد، ولعبي القديمة في صندوق أمي
كي لا أرى في نومي الأحلام المزعجة1.
لا يمكننا اعتبار "علي صدقي عبدالقادر" شخصا عادياً، فهو شخص أحب الحياة وأخلص لها وأعطاها الكثير من كلماته وأحاسيسه، وظلت (يحيا الحب) علامته الفارقة.

وعلى صعيد التجربة الشعرية فالشاعر "علي صدقي عبدالقادر" أو "شاعر الشباب" يمثل مفصلاً مهما في تجربة الشعر الليبي، فمجموعته (أحلام وثورة) الصادرة في العام 1957، صحبة (الحنين الظامئ) مجموعة الشاعر "علي الرقيعي" بداية للتجربة الشعرية الحديثة في ليبيا، لذا فتجربته تختصر تجربة الشعر الحديث في ليبيا، خاصة وهو الشاعر الذي آمن بالتغيير والتجريب، والكتابة خارج القوالب الجاهزة. فخرج عن القصيدة العربية في ثوب الشطرين والشطر وتنويعاتهما إلى الشعر الحر (التفعيلة)، إلى التخلي مطلقا عن الإيقاع إلى فضاء النثر، ورحابة النص المفتوح، واختار لتجربته شكلاً لا يقصد فيه قولبة النص، إنما ترتيبه، حيث يبدأ النص من عنوان رئيسي (ومن بعد يتفرع إلى ثلاث أو أربع عناوين.. حيث يعمل الشاعر في هذا الشكل على الكتابة بشكل متوازي، وأعني أن الشاعر ينطلق في ثلاث توازيات يقارب فيها المشهد، وهو مازال يعول على أجزاء الصورة التي يريدها الأجزاء الصغيرة التي يراها هو)2.

كم أشتهي

إني أضمك، ضاحكاً، أو باكياً، أو خائفاً
ذا لا يهم
ما دمت متحداً معك
كالطفل تدمع عينه، ولسانه يمتص حلواء
وأدس أنفي فوق نحرك
لأشم عمري
خوفاً من الغول، الذي يدعونه بالذاكرة
تطفو عليها حادثات، أبتغي نسيانها3.

وعاد الشاعر إلى حضن معشوقته، إلى الأرض التي طالما تغنى بها، وباهى بها بلاد العالم، وراهن على ملحها وياسمينها وفلها، ونسائها اللواتي علمنه كيف يبتسم كل صباحٍ، وهو يقبل فنجان قهوته.
عاد الشاعر لينتشر في خضرة النباتات، وألوان الزهور، وغناء العصافير. يتسرب إلى الماء فينضح الشجر قصائد وأشعار.
عاد الشاعر ليبدأ حكاية جدية، فصلاً جديداً، حباً جديداً. عاد ليبدأ من جديد.
-2-
على الصعيد الشخصي، يمثل لي الشاعر الراحل "علي صدقي عبدالقادر" قيمة ثقافية وإبداعية حركتني بطريقة غير مباشرة للنظر أكثر لإمكانات النثر، وما يمكن للمفردة من طاقة شعورية، وللجملة من قدرة على التشكل.

سأحاول أن أختصر تجربتي مع الشاعر من خلال لقطتين، هما أول ما استدعتهما ذاكرتي حال قراءتي لخبر وفاته.

لقطة أولى:

ليلٌ وسكون، وجلسة تجمعني بالشاعر "علي صدقي عبدالقادر" والأصدقاء: خالد شلابي، إبراهيم الككلي، مراد الجليدي. اللقاء تحت رعاية مهرجان زلطن (أبريل-1999). كانت المرة الأولى التي أكون قريباً فيها للشاعر "علي صدقي عبدالقادر".

في هذه الليلة تعرفت عن قرب إلى شاعر الشباب، عرفت لماذا التصق به هذا الاسم، ولماذا كان يختم بـ(يحيا الحب)، ولماذا كان يحب "فاطمة".

في هذه الجلسة تحدث الشاعر عن الكثير من ذكرياته، لم يتحدث عن نفسه، إنما عن ذكرياته ومعشوقته مدينة (طرابلس)، تحدث عن طرابلس القديمة أو المدينة القديمة، عن الناس عن الشوارع، عن (الضهرة) و(شارع الضل) حيث ألححت عليه في الحديث عن هذا الشارع، حيث أسكن بالقرب منه. تحدث عن (سواني سكره)، الميناء، القلعة أو السرايا الحمراء، وتوقف عند أحد أزقة المدينة القديمة وتنهد، أدركنا إن شيئاً في البال أو حكاية ما تسكن هذا الشارع الذي دخله الشاعر من (الأربع عرصات) ولم يذكر اسمه، فقط سرب إلينا رائحة الورد والياسمين التي كانت تنبعث من أحد البيوتات في ذلك الشارع.

برشاقة، قفز بنا الشاعر إلى أهم الفنون التراثية الطرابلسية –على حد تعبيره-، حدثنا عن طقسه وتشطيراته وأسمعنا الكثير منه، إنه (البوقالة)، وذكر قصة عن فتاة قابلته من وراء الباب وقالت:

أسمك علي والعلي عالي

يا جوهرة في العقد يا نقش خلخالي

دير روحك طبيب وتعال شوف حالي

نصلي أنا وياك في جامع العالي.

لقطة ثانية:

عندما دخل إلى المكتب، لم أجد إلا أن أبادله الابتسامة قبل السلام، وهو الذي تسبقه يده بالسلام.

جلست على الكرسي المقابل له، وبدأ هو في قراءة نصه الذي خص به صحيفة الشط، وطلب مني أن أطلع على النص حتى أضمن أن يتم تنضيده دون أخطاء. ثم مد لي صورة له، حتى يتم إرفاقها بالنص حال نشره.

قمت من فوري لوضع نص الشاعر ضمن الملف الخاص بالعدد، وتسجيل المادة، بينما كانت أذناي معه، وهو يتحدث عن الشاعر "علي الرقيعي". عند عودتي إليه، أخرج من جيبه الداخلي مغلفاً رقن على غلافها اسمي مسبوقاً بلقب "أستاذ". تشوشت بوصلتي للحظات، ولم أدر إلا والشاعر "علي صدقي عبدالقادر"، يسلم مغادراً.

عندما فضضت الظرف، وجدت بداخله رسالة بخطه –المميز-، يشركني فيها على تقديمي لنصه (مدينتي.. اسمها طرابلس الحب)، الذي نشر بصحيفة الشط4.

في إحدى زياراتي لمكتبة المعارف، وبعد حديث مع عمي "رجب الوحيشي"، سحب من الرف خلفه، رسالة وضعها فوق حزمة الجرائد والمجلات، وهو يقول:

- يسلم عليك الأستاذ "علي صدقي".

لم تخطئ عيني طريقة الرقن لاسمي، ولا شكل المغلف، كأنه هو من 6 سنوات، لكنه هذه المرة، يشكرني على (عندما يعيد الشاعر ترتيب بيته)5، وكنت نشرت هذا الموضوع في جزأين عن تجربته الشعرية بصحيفة الجماهيرية.

بذات المكتبة، التقيت الشاعر قبل مغادرتي إلى (نيوكاسل)، تمشيت معه قليلاً، لم نتحدث عن الشعر، إنما عن الحاسوب والإنترنت ونشر الشعر عبر الإنترنت. عند باب سيارته، سلمت عليه وأخبرته أني أسافر قريباً للدراسة، وأن موعد سفري لم يحدد بعد. ودعني بابتسامة، وراقبته كيف اندس في سيارته، وهو يمرق بها في (شارع الوادي) المزدحم.

رحم الله شاعرنا "علي صدقي عبدالقادر". وأسكنه فسيح جناته.

______

هوامش:

1- علي صدقي عبدالقادر (قبل نومي، أشرب قصيدة.. وأرتب لعبي). صحيفة الجماهيرية_ العدد: 4199_ 9-10/01/2004.

2- رامز النويصري (عندما يعيد الشاعر ترتيب بيته). صحيفة الجماهيرية (الملحق الثقافي)_ العددان: 4692، 4698_ 12-13/8/2005، 19-20/8/2005.

3- علي صدقي عبدالقادر (صرخة) شعر_ لبنان 1965.

4- رامز النويصري (طرابلس والابن البار). صحيفة الشط_ العدد: 484_ 03/08/1999.

5- الهامش رقم 2.

الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

وجيت يا رمضان يا مرحبا بالجية

(ينطلق المدفع معلناً عن انتهاء يوم جديد من أيام شهر رمضان المبارك.)

(صياماً مقبولا وإفطارا شهيا)
يرتفع آذان المغرب من جامع (مولاي محمد) نفطروا على التمر والحليب.
بسباسي آآآآآآآه يا راسي وأغنية لفيروز.
ع الفطور جداي تحب برامج الراديو (لاثنى عشر عاماً نصوم معاً). أنا هنا وهي هناك، رمضان بدونها لأول مرة منذ اثني عشر عاماً.
أول أيام رمضان هو أيضا يوم ميلادي في السنة القمرية، وهو الذي سماني، فقد ولدت أول أيام الشهر الكريم، واختلفت الآراء ماذا يسمونني، لكن الأمر حدد عندما تخلل فاصل برامج التلفزيون الليبي:
- رمضاااااااان كريم.....خلاص سموها كريمة.
1/9/2008 أول أيام الشهر المبارك هنا في نيوكاسل، وتم تعميم الخبر في مسجد (التوحيد والنور)، وفي المحلات المسلمة وأعلن الصيام في ليبيا 31/8/2008.
رمضانكم مبروك وكل عام وانتم طيبين صحيحين ملمومين.كل عام وانتم بخير يا يا بلادي من شرقك لغربك وكل عام والأمة العربية بخير إن شاء الله والمسلمين وحتى العالم كله ليش لا .
كل عام وانتم طيبين.. كل عام وانتم الطيبين.
كل عام وانت بخير يا جداي

الاثنين، 25 أغسطس 2008

تعقيباً على: لا ترسلوهن: فماذا بعد إيفاد الليبيات العازبات للدراسة في الخارج؟

تحية طيبة وبعد.
لم أدر أن نشري لهذا الموضوع سيثير هذا الكم من التعليقات الغاضبة من حولي، فهذا الإدراج كان من باب الوقوف على أحدى الظواهر التي نعيشها كمجتمع ليبي صغير في مدينة نيوكاسل (بريطانيا)، حيث لا يقل عدد الأسر الليبية المتواجدة هنا عن الخمسين أسرة ليبية، هذا دون حساب الموفدين غير المصحوبين (من شبابٍ وشابات).

وكما عرّفت مدونتي، فهي يوميات (أو شبه يوميات) أجمع فيها بعض الملاحظات عن حياة الجالية الليبية في هذه المدينة، لذا فإني بشكل أساسي أحاول مناقشة ما يدور من ظواهر اجتماعية، سواء كانت هذه الظواهر نتاجٍ مباشر عن جاليتنا الليبية هنا، أو ما يتماس معها.
وموضوع الموفدات غير المصحوبات (أو العازبات)، يندرج تحت هذا البند، فهن كمجموع في هذه الجالية يمثلن رقماً لا يستهان به، ومن السهل تميزهن في هذه الجالية الليبية، كون أغلب الليبيون يسكنون قريباً من بعض، بالتالي من السهل على العين التقاطهن والسؤال عنهن. فعدد الموفدات غير المصحوبات (أو العازبات) يقدر بما يزيد عن الـ(15) موفدة، يدرسن تخصصات مختلفة، وهن يسكنّ بشكل جماعي: من اثنين إلى ثلاثة في كل منزل. أو يشاركن غيرهن من الطالبات العربيات أو الأجنبيات وحتى العائلات الإنجليزية أو الباكستانية والهندية المسلمة.
صدمني هنا وجود هؤلاء الموفدات دون صحبة، وأعني الصحبة الشرعية، فقبل وجودي بنيوكاسل. فحينما كنت أسمع عن إيفادٍ لطالبةٍ، فإنه عادة ما يذكر إنها إما تزوجت، أو ذهبت بصحبة أحد أفراد أسرتها لإكمال دراستها. لكن ما عشته وعاينته هنا هو العكس تماماً، وهو ما أوقفني في مواجهة الحقيقة، أو الهوة التي يعيشها مجتمعنا ويتعامل بها مع مثل هذه الأمور، ففي الوقت الذي يؤكد فيه مجتمعنا –المحافظ- على تمسكه بقيم الإسلام وعاداته، فإنه لا يرى من ضير لإرسال ابنته دون محرم للدراسة بالخارج، خاصة وإن كان هذا الخارج غير مسلم ويكن للإسلام الكثير من الحقد والضغينة.
أكثر من 15 موفدة دون محرم، كيف يمكن تقبل مثل هذا الأمر؟!، خاصة وإن مدة الإيفاد تتراوح بين: الثلاث سنوات –لإجازة الماجستير-، والأربع سنوات –لإجازة الدكتوراه- وقد تصل لخمس سنوات. حتى لو قلنا أن أحد أفراد الأسرة كان بصحبتها وأمّن لها مكان الإقامة في البداية، إلا أن الشريعة لم تبح للمرأة المسلمة أن تبقى بعيداً عن أسرتها دون محرم شرعي. أو السكن مع أجنبية (أو أجنبيات) هن في الحرمة كحركة الرجل. هذا يؤكد إن مجتمعنا الليبي، تخلى عما يظهره من تمسك بالعادات والتقاليد، والتأكيد على أصالته. فمثلاً: (حنى نوصلوا البنت للجامعة ونروحوا بيها. ونرفعوها لحوش صاحبتها بعد ما نسألوا على عايلتها، وإذا تخرجت من الجامعة وتحصلت على فرصة إيفاد، يخلوها تطلع بره بروحها). إحدى الموفدات غير المصحوبات (العازبات) أقسمت لي إنها لم تبت ليلة واحدة خارج بيت والدها، الذي كان يعارض ذلك بشدة، حتى لبيت الأعمام والأخوال. لكنه أرسلها لبريطانيا عند تحصلها على الإيفاد. أي تناقضٍ هذا اللي نعيشه. وكيف يمكننا تفسير هذا الأمر:
- إن كان إرساله لها يعني ثقته بها، فكان الأولى أن تكون ثقته أكبر وهي بين عائلتها وأسرتها، ومجتمعها المسلم.
- أما منحها الفرصة للحصول على أعلى الشهادات، فكان لابد له من التضحية بصحبته ابنته، أو أحد محارمها.
- وإن كان الإيفاد يعني ما يتقاضاه الموفد من منحة بالعملة الصعبة، ولذلك يرسل ابنته، فهي لعمري ثالثة الأثافي.
إن مسؤولية الأسرة لا تقف عند تأمين متطلبات الموفدة غير المصحوبة (العازبة) في بداية تواجدها، إنما يتعدها للمشاكل التي من الممكن أن تتعرض لها الفتاة، فكما حدث لمجموعة من الموفدات إلى (كندا)، فقد تأخر التفويض المالي للموفدات لحوالي 3 أشهر، مما أجبر بعضهن على العودة، لأنهن لم يستطعن تدبير أمورهن، أما سعيدة الحظ فقد أرسل لها أهلها ما يلزمها.
ثاني الأمور التي حدت بي لكتابة هذا الموضوع، هو ما تعيشه هؤلاء الموفدات من حالة صدام حضاري أو لنقل حصار فرضنه على أنفسهن نتيجة عدم تقبل الأسر والعائلات الليبية لهن، وإبعادهن عن محيطهن قدر الإمكان. فهن لا يحضرن المناسبات التي تقام أو اللقاءات الاجتماعية، ولا حتى حفلات المعايدة التي يقيمها اتحاد الطلاب (وهن عضوات به، ويدفعن بشكل شهري لمكتب الطلبة). إنهن يعشن في عزلة مزدوجة:
- عزلتهن بإقصائهن أنفسهن، وإدراكهن لحقيقة عودتهن للبلاد، وليبيا بلد صغير، من السهل أن تنتشر فيه الحكايات.
- وعزل المجتمع هنا لهن، وعدم تقبله لهن.
بالتالي قد تدفعهن العزلة إلى ممارسة حياة المجتمع الذي يفتح لهن بابه ونعني المجتمع الأجنبي، لأنه مجتمع منفتح ولا مكان فيه للحواجز، وعليك وحدك أن تتحمل مسؤولية ما يحدث.
صدقوني، إن الأمر أكبر مما حاولت كتابته، وإنه الجرح العميق بالخاصرة، فهؤلاء الموفدات جزء من نسيجنا الوطني لابد من الحفاظ عليه، وما أوردته هو ما يدور هنا في نيوكاسل، حتى المفردات والصفات هي الصفات التي تستخدم هنا في هذه المدينة الإنجليزية. لقد قمت برفع الغطاء فقط.
أما فيما يخص التعليقات:
شكراً للإخوة المعلقين وللأمانة قمت بنشر التعليقات كلها دون حذف أي منها، والتي تفاوتت من تحليل فعّال وموضوعي لمشكلة حقيقية قائمة نغفل عنها (بغض النظر اتفقنا أو اختلفنا)، إلى القراءة السطحية على مبدأ (لا تقربوا الصلاة) والاختفاء وراء الأسماء المستعارة أو اللا أسماء، إلى الإهانة والتجريح والسباب، مع تعليق وحيد لـ"نسيم ليبيا" يلطف الأجواء مع ملاحظة أن هذا أول إدراج في مجموع الـ24 إدراجاً تصلني فيه تعليقات مجهولة الهوية وبدون أسماء أو تعريفات لأصحابها. ما الذي يعنيه ذلك:
1- أن هذه التعليقات لا تحمل أياً من أشكال المصداقية، لأنها تختفي وراء المجهول، والشجاع منها ذكر اسماً مجرداً كـ: حميدة/ الراجحي.
فهناك 12 تعليقاً هجومياً مجهولة النسب من أصل 22 تعليقاً، وتعليقان باسمين مجردين أو منكرين (بمعني غير معرفين من النكرة، حتى لا تفهم إنها من المنكر). (حتى تاريخ هذا الإدراج).
2- أن تكون بعض هذه التعليقات وردت عن شخص واحد، أو شخصين، تبادلا الكتابة، للشبه الكبير بين الأسلوب في بعضها.
3- أننا لا نزال نتخبط في حالة من البدائية يعكسها أسلوب مناقشة المعلقين للموضوع، وأننا أبعد ما نكون عن النقاش الشفاف السليم. الأمر الذي يميع طرحنا للقضية ويبعد الكثير عن مناقشتها بطريقة سليمة. وأنا لا نزال ندس رؤوسنا في التراب على طريقة صديقتنا النعامة، ونخاف من يعرينا أمام عيوبنا، نكرهها ونكرهه، نغطي (عين الشمس بالغربال) و لا نزال ننحدر إلى الأسوأ والأسوأ.
وعلى كل حال، أدعوكم لمعاودة قراءة الموضوع، والتعامل معه بشكل موضوعي وشفاف، لأن الكثير من التعليقات أعتقد إنها لم تتجاوز القراءة السطحية، ووقفت عند بعض النقاط. فمثلا:
- استنكرت بعض التعليقات استخدامي لمفردة (عانس) وأنا أتبعتها باعتذار، لكن الأمر في حقيقته أنه المصطلح المستخدم هنا في وسط المجتمع الليبي شئنا أم أبينا.
- كما وعلق البعض على جملة (ماحد يأمنلها تدخل بيته). كيف يمكنني إنكار هذا الواقع، فهن غير مدعوات للقاءات النسوية ولا الحفلات. في رمضان مثلا قد يدعوا الزوج زميله الموفد غير المصحوب (العازب)، وهذا يحدث كثيراً. أما الموفدة غير المصحوبة (العازبة) فلا بيت مفتوح لها.
- بعض التعليقات استغربت من تلميحي لما يتقاضينه من منحة شهرية، وإشارتي كانت أن هذه المنحة تفتح أمامهن الكثير ليفكرن بإجراء عمليات التجميل والتنقل والسفر الداخلي.
- أما مسألة الشرف، فالله يشهد أني لم ألمزهن ولم أقذفهن في أعراضهن، لأني أعلم مقدار الإثم الذي يلحقني جراء قذفي أو لمزي لهن. أما من نالني في تعليقه، فالله كفيل به. ومسألة الأسماء فقد أشرت في نهاية الإدراج، أن الأسماء المستخدمة هي أسماء مستعارة وغير حقيقية.
- بخصوص التعميم، أنا لم أعمم، أنا حددت منذ البداية المجتمع الذي أتحدث عنه، وهو الجالية الليبية المكونة من الطلبة الموفدين للدراسة ببريطانيا وتحديدا، مدينة نيوكاسل (أو كما تعرف: نيوكاسل التي على ظهر التاين).
- بخصوص الصدق من عدمه، خاصة لمن علق أنه لا يصدق ما أقول، فالله يشهد على صدقي وتوخي لقول الحقيقة والصدق، وسيحاسبني الله حال كذبي.
- في موضوع التفوق، أنا سعيدة لأن هناك متفوقون (شباب وفتيات) تحصلوا على فرصة إكمال تعليمهم بالخارج، لأن اللذين يتحصلون على البعثات هم أصحاب (الواسطات والكتوف العراض). الأمر لا علاقة له بالاجتهاد. خاصة في وجود أكثر من حالة لطلبة تخطوا مدة الإيفاد بكثير حتى وصل بعضهم لعشر سنوات لتحصيل شهادة الدكتوراه، ولم يتحصل عليها بعد. يعني: هذا خدى دوره، ودور اللي بعده.
- ثم لا أعرف إن كانت بعض التعليقات هي لموفدات للدراسة بالخارج، أو درسن أم لا؟
في الختام دعوني أدعوكم لقراءة ما كتبته مدونة (هايم في حب بلادي) حول هذا الموضوع تحت عنوان (الــعــريــس VS أخـتـى حـواء ... الـدراســه)، وأعتقد إن طرح صاحب المدونة، كان طرحاً موضوعياً. وأسرد لكم هذه القصة التي جرت في أحد اللقاءات النسوية. وكانت بمناسبة وضع أحد السيدات الليبيات لابنها البكر (السْبوع)، وتطرق الحديث إلى الموفدات غير المصحوبات (العازبات)، وهن كالعادة لم يكن مدعوات. فانبرت إحدى السيدات بالدفاع عنهن، كون أختها موفدة للدراسة بالخارج (بكندا)، وتعيش لوحدها، بعد شهر من صحبة أخيها لها. لكن أحدى السيدات أحرجتها بسؤالها:
- باهي، ترضوا تجيبوا كنه، قعدت سنتين أو أربع سنين تقرا بره بروحها.
صمتت السيدة، ولم تتكلم، وتحت الإلحاح أجابت:
- (هزت برأسها).. لا منجيبوهاش.