الأحد، 30 مارس 2008

اليوم: 22/3/2008

تمر الأيام متتابعة، مع القليل من الأحداث، الدور الذي أقوم به هنا هو الرصد والالتقاط، لا أزال غير مرتبة وزوجي ينصحني مراراً وتكراراً: حددي هدفك وما تريدين!. أما أنا فأفيق صباحاً ضاجة بفكرة البحث عن عمل (أريد عملاً)، في اليوم الثاني أتبنى حسنة تعلم اللغة الانجليزية وإتقانها والفرنسية أيضاً، ولما لا! اليوم الثالث أحمل فيه أفكاراً جديدة، سأشترك في دورة لتعلم مهارات الطبخ أو التجميل أو تربية الأطفال والإسعافات الأولية والكمبيوتر. يقول زوجي :نعم نعم نعم، لا أمانع تعلمي ما شئتِ!. وأنا لا أجد غيره أصب عليه كل تيهي وضياعي وليس أمامي من سبيل، إما الانضمام إلى عصبة النساء الليبيات أو الانتهاء كمداً بين الأربعة جدران الباردة. لا أزال أتعلم مهارات التسوق من السيدات الليبيات هنا، وأتعلم كيف أتعلم أيضا؟. تعرفت على جارة ليبيه جميلة تسكن في ذات الشارع، وهي امرأة صغيرة السن، وصلت إلى انجلترا سابع أيام زواجها، ولها هنا ما يقارب السبعة شهور، ولها أيضا سبعة أشهر من الحمل. تعرفت عليها أمام بيتي عندما كانت تقود عربة طفل أمامه، فألقت التحية:السلام عليكم. ورددت بسعادة: وعليكم السلام. اقتربت منها أكثر: الأخت ليبية؟. وعندما تعارفنا، تعانقنا وكان سلاماً حاراً.
- هذا ولدك؟
- لا لا، ولدي في بطني.
- ما شالله، ان شالله تنوضي بالسلامة.
- هذا ولد جارتنا الليبية، تسكن أمامك وغدوة راجعة لليبيا
- في ليبية تسكن قدامي وغدوة غدوة مروحة؟!... يا بختها.
لم يكن مزاجي جيداً ذلك اليوم، وعودة إحداهن لأرض الوطن جرفني بحنين لم احتمله، فرددت بغيث وافر من الدموع: جارة ليبية تغادر وجارة ليبية تبقى. سبق وأن أوصتني (جداي):
الضوقة ادير الصاحب
اللي ما يضوق ماعنداش صحاب
والنشدة إدل الداهب
اللي ما ينشد من الدهاب
رحت أحضر غدائي وأنا أردد هذا البيت وأبكي بهستيريا، أتذكر تفاصيل حياتي التي غادرت و(الضوقة بين الجيران)، في المساء حملت صحن (ضولمة) لجارتي. وردت الصحن في اليوم التالي مليئا بـ(العصبان!)
لقد فاجئني عصبان جارتي!، فصحني الصغير لم يكن إلا رسالة من القلب ووفاء لتعاليم أفنت جدتي أيامها ترسخها في عقلي.
لا أزال أدور في ذات الحلقة ويجب أن أخرج، أولا يجب أن أتعلم اللغة الإنجليزية وأن أتقنها، بحثت مع زوجي عن الأماكن التي تدرس اللغة الانجليزية عبر الإنترنت ومزايا عروضها، جمعت بعض المعلومات من السيدات الليبيات هنا، وبدأت تتضح بعض الملامح.
غدا سأذهب إلى كلية نيوكاسيل لأقف على عين العرض، ثم سأتجه إلى الإنتيرناشونال هاوس، قبل ذلك سأمر على الحضانة أريد رؤية "سميرة". وهي طفلة لأم إنجليزية وأب بنغلادشيي كانت مريضة في الأيام الماضية، سأمر على مركز المدينة، سأحاول التعرف على المزيد من تفاصيله، شوارعه وأسواقه، سأبحث عن المكتبة المركزية حتى أدرس فيها.
كبيرة الأحلام التي تراودني وخوف أكبر يقض مضجعي من أن يبتلعني غول اللا شيء، هنا وأصاب بلعنة الليبيات فأعود لبلدي كما أتيت (بعضهن الآن يدخل العام الرابع دون أن يتمكن من تركيب جملة انجليزية واحدة)، كما أن الكثير منهن غادرن بشكل نهائي على ذات الحال التي جئن بها.
رحلة الخمس ساعات
خرجت صباحا مع زوجي سيراً على الأقدام (أحب أن أمشي كثيرا وتعودت أن أمشي)، تذكرة الحافلة حتى مركز المدينة (السنتر) باوندا واحدا، زوجي لا يدفع لأنه يحمل بطاقة طالب (أحد حسنات الكفار الكثيرة، الطلاب لا يدفعون)، أعقد معه صفقة نسير معاً والباوند أشتري به قطعة شوكولاته كبيرة.
ونسير معاً
نغنى معاً
نمزح ونسرد النكات وتعلو ضحكاتنا، تلفتُ فرفشتنا الانجليز فنحييهم ويهللون لذلك، نخمن إلى أين ستوصلنا الطرقات لو اتبعنا هذا أو ذاك، ونلحق حدسنا مسلمين لخطواتنا مهام قيادة المشوار، نعبر إلى الصين من قوسها، وعبر حييهم نشتم روائح الأكل الصيني المنبعثة من المطاعم ونراهم يلتقطون اللقيمات بعصياتهم الخشبية في جلساتهم الدافئة من واجهات المطاعم:
- هل نحن في بكين؟
في السنتر لا يمكننا ألا ندخل المراكز التجارية الكثيرة جداً، وعملية المفاضلة تكون لصالح اهتماماتنا المشتركة فأن لست امرأة برجوازية ولا أهوى شراء الملابس والعطور والذهب وأدوات الزينة، أحب أن أحلق، أحب المغامرة وأحب اكتشاف الجديد.
بدأنا بمحل جميل يعرض المقتنيات الصينية من أواني وتحف وأثاث وتماثيل، وفتاة انجليزية لطيفة تعمل به، كثيراً رحبت بنا، خاصة بعد أن أبديت رغبتي في التقاط صورة معها.
يرحب الانجليز بالذين يرحبون بهم، سبرنا الشوارع، التقطنا الصور، الناس تنساب نحو ملعب نيوكاسل مرتدية الأعلام وشعارات فريقهم، يبدو أن هناك مباراة نيوكاسيلية اليوم، أنا قبل أن أعرف من ضد من، شجعت فريق مدينتي (هنالك مشاعر مختلطة تجيش في صدري اتجاه هذه المدينة) ، وخطر في بال زوجي خاطر، سنذهب إلى قوس الألفية (Millennium Bridge)، بدأت الأمطار تتساقط والناس تختبئ منها في الزوايا والأركان وتحت المظلات (ما فيش إلا زوز مهبلة)، هذا ما يردده زوجي طوال الوقت، اثنان يسيران تحت المطر البارد ودون اللجوء إلى المظلة، التي بقيت مقفلة حتى عودتنا.

جسر الألفية

سرنا في طريق اتضح انه خاطئ ولا يوصل لقوس الألفية، لكنه أوصلنا إلى الضفة الأخرى من النهر أعلى مجمع الجسور، وكم هي رائعة (حينها، أدركت أننا حقاً عالم ثالث). بدأ الثلج يتساقط، بطيئا، مهفهفاً، وناعماً كالريش. وصلنا حديقة معلقة مصنوعة من أدراج عشبية خضراء، سلمتنا إلي منحدر أنزلنا إلى باحة قوس الألفية، وهو نصب تذكاري يرحب بالألفية الجديدة، فوق نهر التاين الذي تنتصب نيوكاسيل أعلاه، ونحن أعلى الجسر.

في بدايته عازف قيثار نحيل يغني للريح، وامرأة في منتصف العمر تجلس في ركنه تلتهم قطعة جبن كبيرة، وفتيات آسيويات محجبات جميلات، يتراكضن ويلتقطن الصور، طفلة إنجليزية آسرة في الرابعة من عمرها تتسابق وأخيها، فيسبقها وتبدأ بالصراخ معترضة على الهزيمة حتى يعود.
أنا وزوجي (زوز مهبلة)، نكمل رحلتنا صعوداً مع الجسر بعد أن تزودنا بشراب الشوكلاتة الساخن وقطع البريوش اللذيذة، ونواصل إلى الأعلى، راح الثلج يتحول من طور الوداعة والهفهفة إلى عاصفة قاسية وريح قوية وبررررررررررد.
تنتهي رحلة الخمس ساعات سيراً على الأقدام، بقطعة شوكلاتة كبيرة جداً، نأكلها فوق استراحة من كراسي حجرية مبتلة ونعود بيتنا.

السبت، 22 مارس 2008

التسوق على الطريقة الليبية - تابع

يغادرن الحضانة وأقول نغادر الحضانة (لأنني معهن)، نتجه إلى محلات بيع الجملة لشراء الاحتياجات من خضار وفواكه، وهذه فكرة جميلة لها إيجابياتها الكثيرة. أهم إيجابياتها على الإطلاق، هو فرق السعر الهائل بين القطاعي والجملة، فالقطاعي لن يتناسب مع ثقافتنا بأي حال من الأحوال، لصغر كمياته وغلاء أسعاره، سنضيف أيضا كبر حجم العائلات الليبية ويظل الدخل محدوداً.
الفكرة كلها:
تتجه مجموعة من النسوة إلى محلات بيع الجملة (جيمي ويسمينه محل العزايز/ محل النيتو هو محل بجانب سوق النيتو فألصقن التسمية به)، يتعرفن على الأسعار، ثم يخترن العرض الأقل سعر، يقسمنه بينهن ويتشاركن في السعر فتكون النتيجة كمية لا بأس بها بسعر يمكننا القول عنه أنه زهيد.
تعالوا نشتري على الطريقة الليبية في انجلترا:
كل سيدة تدفع أمامها عربة طفلها، بعض السيدات يدفعن العربات المزدوجة (عربة تحمل طفلين)، فنحن ننجب الكثير من الأطفال، ما شاء الله، وننهار على محل جيمي في دفعات من أربعة إلى ست سيدات، نتجمهر أمامه، نسد الطريق على المارة ونظل ساعة نناقش الأسعار المعروضة مقارنة بيوم أمس أو الذي قبله أو الأسبوع الماضي، ولما لا فالمثل يقول (ورانا إيه ورانا إيه)، الحقيقة أنها أغنية و ليست مثلاً. عموما نترك ورائنا جيمي وإلى النيتووووو. النيتو يقع في شارع منفصل وراء البيوت وأمامه ساحة واسعة ومن المحلات الرخيصة، والمحل ذاته كبيرٌ جداً مقارنةً بمحل جيمي. في الغالب نشتري من النيتو وفي الغالب نشتري من جيمي!!، نكتشف الفارق، فسعر صندوق الموز في النيتو: باونداً وخمسين بنساً، أما جيمي فباونداً وأربعين بنساً، ننجرف إلى جيمي وننصب على رأسه، (يمكنكم التكهن بما يشعر به)، نشتري الصندوق، تتكفل إحدانا بدفع الثمن للمحل ونتجمهر أمامه، نخرج أكياسنا ونبدأ في القسمة، وقسمة الموز حكاية، إما أن نقتسمه بـ(المشط أي العنقود)، أو أن نقتسمه بالموزة؟؟؟!، وهذا لن يضير أحد إلا السيد جيمي الذي يبدأ بالصراخ: - Excuse me space ثم ترتفع حدة وتيرة اعتراضه أكثر، ترتفع أكثر أكثر. ولا أفهم ما يقول. إذ أنه سيتحدث بشكل أسرع وأعنف وربما لا يمكنني التكهن بما يقول. - عجايب شن درنا!!! ترد إحدى السيدات التي تضع عربة ابنها أمام صناديق الفلفل الحلو، التي يقوم العمال بإدخالها وتسد عليهم الطريق و تعرقل عملهم. مسكين ياجيمي!!. سنشتري التفاح والمانجا والبرتقال، الكثير من الخضروات كالملفوف والكرنب أما البطاطا والبصل فلا نقتسمها إنما نشتريها بـ(الشوال) الذي يحتوي 25 كيلو. أنا لم أصدق أنني سأشتري شوال بصل وشوال بطاطا ولمن؟، فقط أنا وزوجي سنأكل (شوالين) بصل وبطاطا (50 كيلو!)، ولأن وضعي مثير للشفـقة اقتسمت أحد الأخوات الليبيات الصفقة معي ولها جزيل الشكر والتقدير.

الأربعاء، 12 مارس 2008

الأسبوع الأول من وصولي

اليوم 12/3/2008 نهضت متكاسلة لإعداد إفطار زوجي، لكنني تحمست عندما وعدت نفسي إن أنجزته بسرعة سأعود لفراشي الدافئ/أحب الإفطار، هذه الوجبة الخفيفة الظل، المفيدة، كأس حليب، كأس شاي، خبز محمص بالمربى وآخر بالشوكلاتة، حلاوة شامية وقطعة صغيرة من الحلوى بطعم النعناع يضعها في فمه ساعة خروجه لرفع المعنويات/ (كيس به إفطاره ساعة الاستراحة في الأكاديمية)ومن ثم أعود للفراش الوثير. رأسي ثقيل فليلة البارحة خنقني صداع لم أعرفه، وعندما قال زوجي أن درجة الحرارة ستكون غدا (1-) دبّت في عظامي قشعريرة وقتلني البرد الذي لم يصل بعد (يقول أخي متهكما عبر الهاتف/ الثلاجة أدفأ لو تسكنوا فيها). صباح مظلم ومقيت، صوت الرياح في الخارج عواء في أذني وصفير زاعق، يذكرني بالكوليراااا؟ حتى ساعي البريد، حين يرمي بريده عبر فتحة الباب ويقرقع الغطاء المعدني للفتحة يرعبني، أصوات خطوات جيراني الهنود، في الطابق العلوي وضحكاتهم العالية، ترعبني، ليس لي إلا مفر واحد، نافذة الغرفة الأمامية للبيت المطلة على الشارع، أجد فيها أشياء لا توجد في أنحاء البيت الأخرى، أجد فيها شمس؟أرى من خلالها بشر يسيرون في الطرقات وحمائم تلتقط رزقها في أمان أستطيع أن أرى ألوان زاهية تدخل لعيني،لون القرميد الأحمر أعلى البيوت، ستائر النوافذ المزركشة،الهنود القادمون من البعيد بثيابهم البهيجة، جارتاي الليبيتان يتقابلان صباحاً ويسيران معا، أشياء تجعلني أرى وجها آخر للحياة هنا، وجها يجب أن أراه.
في بداية الأسبوع
ثاني أيام وصولي دعينا للعشاء في منزل عائلة صديق زوجي وكان عشاءا ليبيا، فاخرا أخبرتني زوجته بكل البروتوكولات الواجب علي إتباعها في هذه البلاد، أخبرتني عن المجتمع الليبي الصغير داخل المجتمع الانجليزي، لكن الأغرب هو ما رأيته بأم عيني وليس الخبر كالعيان. بعد يومين خرجت مفصولات عن أي امرأة من جنسية أخرى، ينحزن في زاوية معزولة عن الأخريات ويطلقن أولادهن دون رقابة (في الحقيقة الأطفال بين أيدي أمينة)، تأتي وجبة إفطار صغيرة من الحضانة (فواكه و حليب أو عصير) يتسابقن إليها يطعمن أطفالهن و ما يتبقى يقتسمنه ويدسسنه في حقائبهن ثم يغادرن الحضانة (المجانية) تاركات الأدوات والكراسي والألعاب بجميع أشكالها (الكثيرة جدا) تزاحم المكان مع هذه السيدة الصديقة لأندمج في المجتمع الجديد ذهبت معها أولا إلى الحضانة بالرغم من أنني لم أرزق بأطفال بعد، الحضانة تفتح أبوابها للراغبين في اصطحاب أبنائهم يومين في الأسبوع مجانا تقول الصديقة (تخيلي إحنا نهدرزوا وهم يلعبولنا في صغارنا؟؟؟؟) العجب الذي لا تتخيله هذه الصديقة؟! لماذا ذهبت إلى الحضانة وهو مكان لا يعنيني؟ لأنني يجب أن أخرج إلى أي مكان، أن أفعل شيئا ما، أي شيء.
التسوق على الطريقة الليبية
تتجمع النسوة الليبيات معا، فيخلقن أشبه ما يكون بالتكتل الصغير، المحاط بحاجز ضخم ضد الغرباء. الحضانة صورة مصغرة عن واقع المرأة الليبية خارج بلادها، الليبيات يجلسن معا، يتبادلن الحديث والنكات والترهات، دون أن يخطر ببال إحداهن ترتيب مكانها أو إرجاع ما كان يلعب به طفلها إلى مكانه (صورة قاتمة؟؟؟) وبالمقابل باقي السيدات يصلحن المستطاع وتنهي مشرفات دار الحضانة باقي العمل.
يتبع..

الثلاثاء، 11 مارس 2008

بداية الخروج

وصلت مساء 27/2/2008مع حلول التاسعة، استقبلني زوجي في مطار نيوكاسيل بعد رحلة مضنية أمضيت فيها ما يقارب السبع ساعات في الجو تخللتها نصف ساعة في مطار أمستردام فقد جئت عن طريق الخطوط الهولندية. هذه رحلتي الأولى خارج أراضي الوطن وللأمانة كان قد اصطحبني زوجي إلى مصر لقضاء شهر العسل هنالك، عقب زواجنا في: 27/2/2007 لكنني هذه المرة، أغادر لوحدي. أغادر البلاد تذكرت درس مادة الـ(اقرأ) في المرحلة الثانوية حين غادر أحدهم وطنه وبدأ يشعر بأوتاد تشد قلبه تسلب روحه كلما ابتعدت الطائرة في الجو وحلقت، أعيب على نفسي نسيان اسمه ولكنني نسيت!. "هذا الأسبوع الأول لي هنا وكل ما حولي الفراغ والبرد/درجات الحرارة المنخفضة، فقط درجتان ثلاث/ الضباب والظلام وأنا قادمة من بلاد الشمس والدفء. أعرف هذا الوقت من السنة، يصل الربيع أعتاب أبوابنا، ننتعش في طقس مرح تتقافز فيه الفصول الأربعة في يوم واحد، تسقط أمطارا غزيرة في هذا الموسم وتهلل جدتي (مطر مارس ذهب خالص) ولما؟. لأنها تنبت العشب وتحيي الزرع ويترعرع بها النبات أكثر من أي مطر سبق، يخضر بها الزّرع والزرع في اللهجة الليبية يعني محصول القمح والشعير الذي يزرع على مساحات واسعة بواسطة الأهالي ويعتمد عليه غذائهم. جدتي وبالرغم أنها تركت الزراعة من وقت طويل إلا أنها لا تزال تهلل لأمطار مارس. وأنا تركت جدتي وأمطار مارس معا" استقبلني زوجي في المطار وكنت آخر الركاب الواصلين فقد كنت أحدق في اللافتات وأقرؤها بتمعن فلا أضيع وأسلك بوابة أو طريق ليست لي فاستهلكت الكثير من الوقت عدنا إلى البيت/ كنت في المكالمات التي ما بيننا أسأله كيف هو بيتك فيرد (بيت أصحابه)/ عندما دخلت (بيت أصحابه) بدأت أتعرف عليه لم يرقني، أحسسته كئيباً وبائسً، فقط القليل من الدفء، فقط!!!. فزوجي معي وقد جمعنا الله. تلك الرحلة الطويلة لا تزال تبدأ الآن، والحياة هنا عبارة عن خليط من الملل والضيق والبرد، وأنا أريد قلب المعادلة، أريد أن أصنع شيئاً ما، لا أدري ما هو؟، لكنني أحاول. وجاءت فكرة هذه المدونة أكتب فيها يومياتي وأشارككم هواجسي وآمالي. أتمنى أن نتواصل معا