وما يعنيه اسم نيوكاسل هو القلعة الجديدة وما وصلته أنا وزوجي في ذلك اليوم هو البوابة السوداء للقلعة القديمة التي على أثرها وبمباركتها نهضت القلعة الجديدة (نيوكاسيل) في وجه الزمن، مطلة على نهر التاين كسلفها.
سرادبها التي تحمل الحاضر جنبا إلى جنب مع الماضي، مأوى من طلب السكينة والهدوء، للحظة وحسب.
الصدفة وحدها وبقيادة الشوارع هما فقط من أوصلانا إلى متحف جامعة النيوكاسل (Museum of ANTIQUITIES)، قسم العلوم الإنسانية، وبعد تردد مهيب، قررنا الدخول، وأهم ما رأيت، هو استثمار الحضارة، ولا أعني هنا الاستثمار المادي، فالدخول لكل المتاحف التي زرتها مجاني، إنما استثمار الذاكرة، حفظ لقيمة التاريخ، وحياة الغابرين وأثرهم، المتحف يحوي مختلف المقتنيات وكل ما له علاقة بحياة من مروا بهذه الرقعة من العالم.
إلى الـart gallery دخوله مجاني هو الأخر، ومحتواه من لوحات فنية عريقة يمتد عمرها إلى مئات السنين، لمشاهير الرسامين من انجلترا وبلدان أخرى، لوحات ترصد زوايا متباينة للإنسان في رحلته.

أمام كنيسة (St. Nicholas) تقاذفنا الفضول والتردد في آن، هل ندخل ونكتشف مجاهل هذا الأثر الشامخ، أم نعود أدراجنا، التكهن لا يجدي، ولا أجمل من المغامرة وطرق أبواب المجهول لرؤية الأساطير النائمة، سيدة انجليزية وأختها لمحا ترددنا، وسرقتنا للخطوات إليها، فرحبتا بنا، وخبرانا عنها القليل، أما الكثير فنحن من سيستدرجه إلى جعبتنا، كنائس أخرى نصحانا بزيارتها والوقوف عندها، أعترف بحبي للكنائس، وأقدرها، يكفيني أنها لله.
ماذا نأكل:
فاطمة، إذاعية وممثلة مسرحية، ومهتمة بالأدب النسوي الشعبي، والحكايات التراثية. (أبلة العلوم) هو شهرتها في منطقتنا، فقد كانت تدرس مادة العلوم في عصر التعليم المنزلي الذهبي، عبر شاشة إذاعة الجماهيرية، هي جارتي، تقول فيروز: (نحن والقمر....جيران).
حواء الحافي، شاعرة وكاتبة ليبية، درستني مادة اللغة العربية لسنتين متتاليتين، في المرحلة الثانوية وتركت في نفسي عميق الأثر، وفي كل حياتي، فقد دخلت الفصل يوماً واتجهت نحوي لتخبرني أنها قد رشحتني للاشتراك في المسابقة الأدبية الثقافية، التي يقيمها مكتب تعليم طرابلس، وتريدني أن أشارك في مجال الكتابة الإبداعية (القصة/المقال)، لأزال أذكر ذلك اليوم، وذاك الفصل في السنة الثانية ثانوية قسم/علمي، وقولها: كريمة مواضيعك الإنشائية مميزة ولك أسلوب جميل.
أمينة العتري، فنانة تشكيلية مجنونة فناً، كنا نعبر شوارع طرابلس معاً، وحين نتعب نتجه إلى (البرعي)، المطعم الليبي البسيط الجميل طيب الذكر والمذاق، الخفيفة على الجيب أسعاره.