الاثنين، 16 نوفمبر 2015

يوميات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت طالعة الأيام اللي فاتت من حوشي، و شاب بتع عمر 14 او 15 السنة يتكلم في التلفون في الشارع، كان يقول(: الخمسة جنيه ولت زي الربع جنيه، تخش بيها المحل ما تجيبلك شي. ) كلامه يلخص الواقع.
في بحداي سوق تشتغل فيه بنية مهذبة وكبيرة في السن، درت معاها صحبة، قالتلي: انا ليا 3 سنوات نشتغل في السوق هذا، الناس كانت تشري كويس، عندي زبائن حالتهم باهية، غير من الشوكلاته يشروا بستين وسبعين جنيه، توا يخشوا للسوق للضروري بس، قالك مانقدرش نصرف فلوسي ومانعرفش البلاد شن يصير فيها، المصارف ماعادش فيها فلوس. الفترة اللي فاتت راجل يتكلم مع البائع في سوق كبير، قاله :(يا راجل قطعة الارض اللي كانت تساوي 500.000 وتلحق عيها بــ400.000 وصلوها للمليون ونص، الشقة في باريس تاخذها بــ90.000 يورو، في طرابلس ماتحصلش شقة بــ90.000)، مانحكيلكمش، انا دفعت ثمن بضاعتي وطلعت نكر في رجليه، لا همتني شقة باريس وى هامتني ارض النص مليون والمليون نص، ما همني كان حليب الصغار اللي وصل 18 دينار والعيشة اللي ولعت فيها النار والمرتبات المتأخرة والبلاد المنهارة
الإحباط واصل بالناس لحدهاوالمستقبل مجهول وما حد واثق في حد، في هلبة ناس طلعت من ليبيا وفي ناس تستنى في فرصتها امتى بتطلع، مرتبين أمورهم في أي لحظة يكونوا برا، يراجوا في طرابلس تدمر زي ما ادمرت بنغازي، اما ليش ما طلعوش لتوا، السبب بسيط، الفلوس اللي يطلعوا فيهم في ليبيا مش حيقدروا يطلعوهم في اي مكان تاني
هذا وين فهمت موقف المصاريت اللي سموا الناس اللي طلعت من مصراته في الاحداث (عايدون)، مع تحفظي الشديد ولا أدعم هذا المنطق، لكن في وجهة نظرة، مش سوى، الناس اللي تثبت في بلادها وتحاول حد الجهد تدفع بها للقدام ، ما يتساووش مع ناس، مش مستعدين يعرقوا في الصيف لان الكهرباء مقطوعة ولا يتعبوا وراء المعيشة والحالة المتبهدلة، اسعار راكبة ونازلة، بضاعة نصها ما فيش، مرة مرة تسمع خبطة وخبطات، توا واحد في تهديد لحياته عنده عذر لكن حد يقولك (اللي عندهم فلوس كلهم طلعوا واحنا عندنا فلوس)، يا سيدي زينة، ومش قصة فلوس، قصة وطن ما ينهان
يوم 22 نوفمبر هو اليوم العالمي لحقوق الطفل، ان شاء الله بنعطي محاضرةفي مدرسة بسوق الجمعة عن حقوق الطفل. واليوم كلمتني مدرسة في السياحية يبو دورات تدريبية للتلاميذ، والمفروض ننشط روحي ونمشي نعطي المحاضرات والدورات اللي وعدت الناس بيهم في مدرسة الفيحاء في بن عاشور ومدرسة تاقرفت في حي الانتصار وروضة بناة المستقبل ووووو
نبي نتكلم عن تجربة مع مجموعة تدريب فرنسا 24، توا هما طلعوا وانتهت علاقتهم بينا، الحق انا شخصيا استفدت منه التدريب هذا، مش معلومات جديدة ولا شي، بل فتحلي عيوني، وسعلي أفاقي، نقدر نقول ـ نورني.

ليست هناك تعليقات: