الأحد، 1 سبتمبر 2013

"ليلة الهجوم على عائلتي" (شكراً اللجنة الإرهابية العليا)



ما فعلتِه يا ثورة فبراير بالمجتمع الليبي خطيرٌ جدا، لقد كشفت المسكوتُ عنه من عقلية ليبية لا تنفك تتشدق بالتدين وبالإسلام فأفرزت شريحة أثناء الثورة من بعض الموالين للقذافي، المهووسين والقتلة والمارقين اللذين ابتدعوا كل بشع لإرضاء آلة الدم المتوحشة والنهمة لأجساد الليبين وأعراضهم وأموالهم، ثم ومن بعد إنتصارك خرجت علينا ذات الشريحة  بذات الصفات من قتل وتعذيب وخطف واغتصاب غير أنها تقف على الجانب الآخر منتمية الى فبراير الثورة، هكذا ظهر أسوء من فينا حين وضعنا على المحك، ذات المحك الذي أخرج أجمل ما في الليبين من تلاحم أيام حرب التحرير والذي قاد مخاضاً طويلاً وعسيراً لولادةِ حريةٍ  تجرثمت عليها وتكاثرت تكوينات هجينة بعضها سياسي، وأخطرها العسكري فانتشرت على طول البلاد وعرضها تشكيلات لميليشيات مسلحة، بعضها يدعي التوجه الديني والاخر ذو توجهات عصبية جهوية وثالث لا يهمه إلا ما يحمله بين يديه من غنائم وسرقات مستغلين حالة الفوضى التي تعم البلاد وغياب الجيش والشرطة، وكان لي مع عائلتي نصيب من تجربة مع هؤلاء: ثلاث سيارات تتبع اللجنة الامنية العليا بدون لوحات تطوق بيتنا عند الثالثة والنصف صباحا وتهاجمنا عناصرها المدججة بالسلاح والمخمورين معلنين نية السرقة والقتل وهذا ما حدث معي:
"الهجوم"
لست ممن يستغرقون في نوم عميق، وأبسط خشخشة تشق سكون الليل توقظني، وفي هذه الليلة، السبت عند الثالثة والنصف الموافق 22/2/2013 تناهى لسمعي دوس أقدام في فناء البيت قريبا من الباب، استيقظت واعتدلت في  مكاني ظناً أن أخي عاد ومعه بعض الضيوف للمبيت وهذا يحدث كثيرا!، عندما راح الباب يُقرع كنت أحاول إيقاظ أختي الصغرى (18)عام لتفتح الباب فلست بأفضل أحوالي الصحية لأغادر فراشي بسرعة وأنا مثقلة بحملي في الشهر الثامن، ازداد الطرق بقوة وصوت ينادي من الخارج: (افتحوا..افتحوااااا)، فردت أختي الأخرى وهي أم لثلاث أطفال (أن من يطرقُ الباب؟ من أنت؟). في تلك الحظة استشعرت انه ليس بأخي غير أن ظني رجح أنه أحد الأقارب الذي قد يأتينا مسافراً ليجد مكاناً للراحة بعد رحلته من إحدى المدن الى طرابلس، هي ثواني ليس إلا لأدرك أن القارع  لص، لصٌ مخمور بدأ في الصراخ: "هاتوا مفاتيح السيارات اللي قدام الحوش ، طلعوا تريسكم، افتحوا الباب، احنا مداهمة من اللجنة الامنية العليا" والكثير من العربدة. حاولت أختي مجادلته: (كيف نفتح الباب انت سكران شوفلي حد فايق نتكلم معاه والا تعالي بكرة يا مداهمة..الخ)، عندما سألته عن اسمه أجابها (حسين). هرعت استفقد أخي إن كان ينام في حجرته حين اطلق المخمور الرصاص في الهواء فأرعبتني وتعثرت في ثوبي وسقطت على ركبتي وبطني واصبت فيهما. لم أجد أخي في فراشه، انه يبيت في الخارج والوالد والوالدة يبيتان خارجا ايضا في مناسبة اجتماعية ولا أحد سواي مع طفلي وأختاي ذات ال18 ربيعا والأخرى ام الأطفال الثلاثة وأخ آخر يبلغ الـ19 عاما، اجتمعنا تلك الليلة في بيت والدي.
جاء أخي ذو ال19 عاما متعثرا من فراشه يغالب النعاس ويظن ان الوقت عشيه، فقد كان صائما واختلط عليه الوقت  فيما كنت احاول إفهامه أن لا يتكلم بصوت مسموع لعل وعسى تنجح محاولات اختي ومفاوضاتها في إبعادهم، غير أن الموقف تطور بشكل سريع جدا عندما توالى إطلاق الرصاص في الهواء ثم وجهوا أسلحتهم نحو باب البيت محاولين اقتحامه وبدؤا في إطلاق النيران.
أخرج أخي بندقية روسية قديمة وملئها ذخيرة بمساعدة أختي الصغرى، أخذت بعض الاطفال الى الغرفة الداخلية التي كنا ننام فيها بينما قفزت أختي نحو غرفتها مع ابنها وابنتها والتي من سوء حظها كانت مقابلة لباب البيت لينصب عليها وابل الرصاص( الخارق حارق) الذي كان يخترق باب البيت الحديدي وباب غرفتها الخشبي ويصطدم بالحائط ويفزع الصغيران اللذان راحا يصرخان مذعوران.
هي دقائق حتى اشتعل المكان بالرصاص والشتائم والتهديد، عندما سحب أخي تأمين البندقية ليبدأ في الرد عليهم انتبه أحدهم وقال (حيييه صوت سحبة يا اولاد) وكان ردهم على ذاك الصوت جنونيا فأمطرونا بارود وأصيب أخي برصاصة في فخده. اتصلت بزوجي الذي كان يعمل خارج المدينة تلك الليلة وأرعبه ما سمع من أصوات القصف والضرب، بدوره اتصل مباشرة بالنجدة بـــ(1515) وطلب منهم الغوث معطيا إياهم العنوان ورقم هاتف أخي، وفعلا وصلت النجدة لكن بعد أكثر من 4 ساعات من وقت البلاغ وبعد أن أنتهى كل شئ، وجدوا أخي يجلس أمام فناء البيت وبيده بندقيته ورد عليهم حين سألوه : (احنا جانا بلاغ عن مداهمة هنا؟ وينها و وين ترخيص سلاحك؟!)،  فرد عليهم (انا بروحي ردع مش مستحقكم، صح النوم) وطردهم.
الهجوم بدأ الساعة 3:36 واستمر حتى الخامسة صباحا قاومهم أخي قدر المستطاع ورد على نيرانهم الكثيفة بعزيمة وبمساندة أختي الصغرى، أنظر اليه وأقول: سبحان الله لقد وضع الله فيه قوة 100 رجل، كان يرمي عليهم الرصاص من خلف الباب ثم يقفز الى نافذة الغرفة المجاورة ويعود للباب مرة أخرى واختي تسانده وإن كان هناك سلاح آخر لأبلت مثله وربما يزيد، هذه المناورات والقنص من عدة أماكن جعلتهم يظنون أن هناك أكثر من شخص مسلح داخل البيت وعتاد وذخيرة، وكونهم ثمالى كان تركيزهم على الباب فقط دون أي مناورات أخرى فقد أعماهم الله. بكاء أطفال اختي ونواح أمهم جعلهم يظنون أن هناك قتلى في الداخل، حاولت أختى الصغرى أن تستنجد بالجيران وراحت تصرخ من نافذة الغرفة الخلفية بعد أن اشرعتها غير مهتمة أن قنصوها برصاصهم،  ولا مجيب لاستغاثتها. خطر ببالي ماذا لو نتسلل من الباب الخلفي الذي لم ينتبهوا له. ماذا لو نركض حتى نصل إلى أحد جيراننا فإن اقتحموا البيت وجدوه خالياً، غير أن الحي الذي نسكنه عبارة عن بيوت في أراضي زراعية تفصلها عن بعضها مسافات واسعة وكانت فكرة غيرذات نفع بوجود الكثير من الأطفال وأنا يثقلني حملي في الشهر الثامن لا يمكنني الركض.
كلما ارتعد الباب يسألني صوت في داخلي: هل فُتح؟ هل اقتحموه وابتهال لله وحده، الرصاص يصدع في كل مكان، على الجدران والنوافذ وفي السماء، ومع اقتراب آذان الفجر وخروج المصلين للصلاة أمل في فرج من الله قريب، وغوث منه في فئة ظالمة ما انفكت تهددنا بالقتل والسرقة.
"ما بعد الهجوم"
شقشقة الضوء بدأت تكشف سترهم، الباب متماسك رغم مطر الرصاص والذخيرة التي أفرغت فيه صهرتا ضفتا الباب فالتحما وصمد الجسد الحديدي أمام نيرانهم، حدثت المعجزة حين لم يكسر قفل الباب بالرغم من محاولاتهم تفجيره فتجد الرصاص مغروس حوله مخطئا هدفه بفارق ملليمترات صغيرة، لم يكسروا القفل فلم يُفتح الباب بعد كل هذه الوحشية ركبوا في سياراتهم وغادروا. في تلك اللحظة كانت السيارات الثلاث في مرمي رصاص سلاح أخي الذي أوشك على قنصهم حين راحت أختي الصغرى تتوسل إليه بأن يتركهم يفرون فنحن لا نريد أن نقتل أحد، واستجاب لها.
أول الواصلين كان جارنا، الرجل الطيب في آخر ستينيات العمر، عندما تأكد من مغادرة السيارات المعتدية جاء زاحفا على وجهه يرتعد في ذلك البرد الشديد ويعتذر أنه لم يتمكن من مساعدتنا فليس بيده حيلة أمام ذلك العتاد أما غيره من باقي الجيران فقد أنكروا  أنهم سمعوا أي ضجة !. وصل أبي وأمي في حال انهيار تام وكانت أمي تتفقدنا الواحد تلو الآخر غير مصدقة أننا بخير، أخذ زوج أختي أخي للمستشفى لإسعافه من إصابته، ثم وصلت جارتنا زوجة الرجل الطيب وهي مفجوعة ولا أزال أتذكر ملامح وجهها وقد كانت في حالة صدمة. في فناء البيت وجدنا كلبنا الوفي يجر مؤخرته بألم وينطوي في ركن بعيد، لقد ضربوا ظهره بأخمص البندقية فكسروه حين بدأ بالنباح عليهم؟ وسيارتي مهشمة تماماً، بالرغم من طلوع النهار وتوافد الناس علينا الواحد تلو الآخر، إلا أن حالة من الريبة والترقب جعلت الجميع ينتبهون لأي حركة غريبة أو سيارة مجهولة تمر فلعلهم يعودون؟.
"تداعيات الحدث"
انتشر الخبر في المنطقة، اتجهنا الى مركز الشرطة  بعد إستشارة المحامي فنصح أن كل من وصل السن القانونية وكان بالبيت ساعة الهجوم يجب أن يفتح محضراً فهذه الجريمة خطيرة لا يسقطها الزمن. مركز شرطة عين زارة أقل ما يقال عنه أنه بائس، جدرانه رمادية موحشة، يخلو من أي أثاث والموجود به هو كراسي ومكاتب عتيقة ومحطمة، داخل حجرة التحقيق أكوام الورق مكدسة في كل مكان مثلما الغبار، انتظرت أكثر من ثلاث ساعات حتى حضر ضابط التحقيق الذي كان في مهمة خارج المركز، في البداية رفض فتح محضر لي عندما عرف أن أخي كان قد سبقني بالتبليغ متذرعا أنه لا يمكن فتح أكثر من محضر لذات القضية وحتى بعد ان قلت له أن هذه مشورة المحامي ظل مترددا، لكنني صممت على إكمال الاجراءات القانونية فوافق وأخذ أقوالي، ثم ماذا؟ سألته، أنا مصابة في ركبتي ولا أشعر أني بخير وسيارتي مهشمة، أجابني: لا شئ على الإطلاق، لا يمكننا فعل أي شئ أكثر من إثبات الواقعة.
في المساء، استيقظت على صوت جدل، قطع قيلولتي الطويلة بعد عناء يوم مرهق في مركز الشرطة، وفيما يبدو أن عودة الشباب المخمورين لمقرهم وتفاخرهم بما حدث وأنهم تركوا ورائهم قتلى انتشر في بين اعضاء الكتيبة التي ينتمون إليها، فتم التحفظ عليهم وجاء آمرها مهرولا لوالدي في إجتماع طارئ من غير موعد حضره بعض وجهاء المنطقة والأقارب اللذين تنادوا مسرعين وتداولت فيه البنود التاليه:
*) ندين ونستنكر العدوان الآثم الذي وقع عليكم من بعض عناصر كتيبتنا والذي تمنينا لو أرديتومهم قتلى.
*)بدورنا قمنا بمعاقبتهم وسجنهم ولن نتهاون معهم وسيتم إحالتهم الى الجهات المختصة لينالوا العقوبة العادلة
يا أخي المواطن:
عائلتك عائلتي وبناتك بناتي ومن وصل الى باب دارك معتدي لا عذر له ونحن بما أننا نعتذر لك ونأسف لما حدث....(انتبه فهذه المرة الأولى التي تعتذر فيها كتيبة لمواطنين) فنحن نود إنهاء الأمر ودياً وعفا الله عما سلف، وغير ذلك فنحن نريد تنبيهك الى:
"البلاد في حال فوضى فلا جيش ولا شرطة،  وهذه الكتيبة مصدر رزقنا ولا نريد أي شبهات حولها ولن نقبل أن يتم حلها كما أنه لا يمكننا أن نضمن الشباب أبدا في حال ما قررتم تصعيد الموقف، لا نضمن أن لا يعاودوا الهجوم عليكم، لا نضمن أن لا تثأر منكم عائلاتهم (وأنتم جيران؟!)، لا نضمن أنكم ستعيشون في سلام والدولة غير قادرة على حمايتكم".
حين سمع أخي هذا الكلام خرج عليهم شاهراً سلاحه وقال: " أنا حسين هذا امتى ما نلقاه بنقتله الى يوم الدين" وغادر. أما عني فقد دخلت إلى المستشفى وتدهورت صحتي كثيراً وكنت قد حاولت الاستئذان من أبي مرارا أن أكلم آمر الكتيبة وأرد عليه وإن من وراء ستار فرفض بشدة وبالرغم مِن أن مَن حضر الاجتماع هم أبي وأخي الأكبر وأزواج أخواتي إلا أن لا أحد منهم كان داخل البيت ساعة الهجوم حتى يوقف ذلك الشخص وهو يلوي عنق الحقيقة بين يديه متلاعباً بها.
الخاتمة:

تم إطلاق سراح المعتدين وهم يتجولون آمنين مطمئنين (أحدهم أب لأربعة أطفال) وعلينا التزام الصمت والتحلي بروح التسامح (فلا نملك غيره). يجب عدم تصعيد الموقف لأن لا وجود للدولة التي ينبغي أن تحمي مواطنيها حتى الآن...كتبت مقالي هذا وفي اعماقي يقين ان دولة الحق والقانون قادمة رغم أنف الأشرار وحتى ذاك الحين لي حق لا أسكت عنه.

الخميس، 22 أغسطس 2013

فِرّ يا صغيري الى بلاد الكفر


يا طفلي المذبوح على أرصفتنا لا أعتذر لك ، أحرقت قلبي وتركتني يتيمة فاهرب من هذه البلاد ولا تلتفت لي فنحن أهلٌ لا يغمسون خبزهم إلا في الدماء فلا نستحق أن تنادينا : أبي/أمي. كنا شر أمة أُخرِجت للناس حين ضاع الحق فينا، أُخرج من هذه الأرض المسعورة واتجه شمالاً فإن وجدت باباً على سقفه اثنتا عشر نجمه صفراء بشكل دائري على خلفية زرقاء فتمسك بعروته واطرقه ثم اطرقه حتى ان التفتوا لك قل لهم: أرسلتني أمي وقالت لا تعود فالبلاد موت واعلم ياصغيري انهم كفار كافرون يمشون عراة ويشربون الخمر ويجاهرون بالمعاصي والزنا والفواحش غير أنهم أعدل من حكم فلا يُضام من استجار بهم ولا يشقون ميثاقاً ولا يقتلون ظلماً
هناك يا طفلي الصغير ستلعب بالدمى وتأكل الحلوى وتركض وراء ألإوز سترتاد المدرسة في سلام وستحنو عليك المعلمة وستقف شرطية عجوز أمام مدرستك تساعدك على عبور الطريق فوق الخطوط البيضاء، هناك يا طفلي لا يقتلون الأطفال في العيد ولا يرشونهم بالمبيدات وإن تبنتك عائلة فسر معهم واسمع لقولهم وتعلم ما يعلمونك ولا تخف فإن لم يعدلوا فاشكوا لمعلمتك فإن لم تعدل فاشكوا لمديرك فإن لم يعدل فللقاضي فإن لم يعدل اطرق باب حاكمهم فهو عادل لبيب قائم بشؤون شعبه ودولته.
يا طفلي الصغير لا تذكرني ولا تحن ولا تبكي، فأنا امرأة ارتضت المهانة فأهانوا من انجبت وأبوك فقير تعس يركض وراء دراهم معدودات ليشتري لنا بها خبز يبُول عليه حاكم هيئته كهيئة الرجل وقلبه قلب شيطان ونحن نسمع ونطع، فاهرب يا طفلي مادمت طفلا لا سمع له عليك ولا طاعة فلا ينتظرك هنا سوى الموت.
ياصغيري إن أخذك الموت لن تعود وهو ليس سيئاً غير أن الحياة جميلة وأنت من حقك أن تحيا فبأي ذنب تموت، يا صغيري نحن قوم الجلابيب لا تجزع إن صفع أبيك أُمك وركلها وشتمها وبصق عليها فلا يزال حذاء رجل الأمن مطبوع على مؤخرته وخصيتيه محروقتان بالسيجار.
قد خرجت (هاجر) الجارية ذات يوم تحمل بين يديها الرضيع (اسماعيل) تلحق بأبونا (ابراهيم) تمشي ورائه، حتى إذا بلغ بها أرضاً لا زرع ولا ماء ولا طير ولا ظل تركها وراح يبتعد و(هاجر) كانت طاهرة شريفة بين يديها طفل، تلحق بأبونا (ابراهيم ) مذعورة، تسير وتتعثر، تناديه: لمن تركتنا يا ابراهيم..لمن تتركنا؟!. فقال: تركتم لله. كان أبونا (ابراهيم) نبياً، فأحاط الله عائلته بعين الرعاية. من يفهم فجيعة أم تركض بين جبلين وطفل جائع يبكي وأرض خواء. اركضي يا هاجر الى جبل الصفاء، اركضي ياهاجر الى جبل المروة، أيُ نارٍ تحترقين بها وصوت صراخ الطفل الجائع يفتُ الكبد، أي ضياع ذقت لوعته حتى أسقاك الله (زمزم) ومنذ تلك الأيام يا طفلي، منذ أكثر أكثر من الف عام ربما ألفين ونحن يتركنا رجالنا غير أنهم ليسوا أنبياء ونحن لسن مثيلات (هاجر).

يا صغيري منذ أكثر من ألف عام رأى أبونا (ابراهيم) انه يذبح الصغير (اسماعيل) وأطاعه الطفل، يا فجيعة هاجر المكلومه وذعرها، غير أن (ابراهيم) كان نبيا ودعاء (هاجر) مسموع فأنزل الله الفداء ليُذبح بدل الولد، هل فهمت الان يا طفلي لماذا نحن نذبح أولادنا في هذا الزمان، لأننا لسنا أنبياء نذبح أولادنا ونذبح الفداء فلا نترك شيئا من رائحة الشواء، ويهرول الملايين منّا بين الجبلين في كل عام ونحمل زجاجات ماء (زمزم) هدايا نتضرع ونبتهل عن كل جرعة نحتسيها من الماء المبارك ونتمنى الأمنيات ونغفل أن (زمزم) كان من أجل أم وأن السعي بين الصفاء والمروة من أجل أم وأن الفداء نزل لكي لا يُذبح الولد. اهرب يا طفلي فنحن نذبح أولادنا ولسنا انبياء.

الاثنين، 19 أغسطس 2013

(نحنُ وأنتم وهُم)


ذات عشية، كُنا نتجول في ميدان الشهداء فوقعت عيني على قطعة مرمية على الأرض وهي ربطة معصم مصنوعة يدوياً من الصوف وبألوان بهيجة وحين التقطتها وجدتها (العلم الأمازيغي) فاحتفظت بها وحين عدت لمنزلي علقتها عند المدخل بالقرب من علم الإستقلال وكانت دائما محل تساؤل لكل زائر تقريبا يدخل بيتي أما الضيوف الأجانب فإنهم يسألونني مباشرة لحظة وقوع أعينهم عليها: هل أنتم أمازيغ؟. أنا لستُ (أمازيغيه) وبداية معرفة حقيقية لي بــ(الأمازيغ) كانت من خلال صديقتي (هالة) وفي الحقيقة (هالة) أيضاً ليست (أمازيغية) إنما والدتها التي تزوجت من رجل (عربي) في وقت لم يكن هذا سائدا أو مقبولاً حتى!، وهذه حكاية تستحق أن تُروى، فوالدة (هالة) التي لا أعرفها الا من خلال الهاتف ذات صوت رقيق جميل يصلح لاداء أصوات الفتيات الجميلات اللواتي يقعن بين براثن الساحرة في أفلام الكرتون، اسلوبها لبق ومهذبة ويقال أنها جميلة، خريجة كلية الهندسة قسم الكهربيه، تزوجت من رجل (عربي) وسيم هو (الباشمهندس محمد) فأنجبت له ثلاث بنات وشاب ورثوا عن والديهم الأدب واللباقة. جد (هالة) لأمها أو (جديدة) كما تعودت منها أن تناديه وافته المنية قبل أن تتحقق أمنيتي بلقائه رحمه الله، كان أحد الشهود العيان اللذين حضروا كلمة الشيخ (زايد آل مكتوم) عندما أجريت له عملية على عينه في مستشفى (انذير) الخاص والتي تمنى فيها أن تصبح (دبي) يوماً ما مثل طرابلس، (جديدة أو جد هالة ) كان رجل مستنير واسع الثقافة فلا أزال اذكر أن هالة كانت تستعير منه الكتب وبعضها عليها توقيعات من كُتاب وشخصيات معروفة زَوّج ابنته الى عربي في وقت كان الكثير من الليبيين يحافظون على نقاوة العرق فلا يختلطون بدماء أخرى عن طريق النسب، كانت (هالة) ولا تزال صديقتي العربية الامازيغية.
كُتِب علينا كجيل وُلِد تحت حالة من الرجعية الفكرية أن نكتشف المفاهيم الحضارية بأنفسنا ليتعرى قبح أن تكون متعصباً لجنسك أو لونك أو عِرقك، أن تزدري الآخر لأنه أمازيغي أو عربي، أن ترفضه وتنبذه لأنه (تارقي) وتعيبه لأنه أسود (تاورغي) وكثُر من ينادي بأن تاورغاء أفارقة سود وعليهم العودة لأفريقيا ؟!. وصفها الرسول الكريم بأنها (منتنة) أي العصبية وفي هذه الأيام الكثير من النتانة والعفن تفوح من وجوه ضربها القبطي الذي سار من مصر الى جزيرة العرب حتى يلتقي سيدنا عمر بن الخطاب ويشتكي له أن ابن عمرو بن العاص ضربه بالسوط وقال له :( أنا ابن الأكرمين). فاستدعاهما عمر بن الخطاب على عجل ووضع السوط في يدي القبطي وقال له اضربه واضرب أبوه فقد ضربك بسلطانه. كم من السياط نحتاج الان لنصفع وجوه نتنة قبيحة تنز عنصرية وقبلية بشعة.
في طفولتي الباكرة جيراننا في (الزنقة الورانية) كانوا (جبالية) يتكلمون لغة خاصة بهم، بيض البشرة وعيونهم ملونة وليسوا على تواصل مع جيرانهم العرب، كنت طفلة ألعب والذاكرة تختزن، وفي الجامعة كانت لي زميلة (أمازيغية) ندرس معاً غير أنها إذْ التقت إحدى بنات عِرقِها تنقطع للحديث معها باللغة الامازيغية غير مهتمة بوجودي وما كان يضايقني حديثها بلغتها غير أن اسلوبها الفظ في استعمالها هو ما جعلني أبتعد عنها. أذكر زميلات أخريات كن  يبدأن في غيبة إحدى الفتيات  بمجرد أن تغيب فقط لأنها (زوارية) ولا يدخرن جُهدا في الانتقاص منها ومن عِرقها.  وحدث أن وجدت نفس الاسلوب من نساء (بولنديات) كُن يدرسن معي اللغة الانجليزية في بريطانيا وكنا نجلس في مجموعات تتكون من ثلاث الى اربع اشخاص في فصل دراسي به 22 طالب 17 منهم بولنديون ( 16 إمرأة وشاب واحد) لذا كانت فرصة وجودي في مجموعة كلها بولنديات كبيرة وكن يتناقشن بينهن اسئلة درس اللغة الانجليزية باللغة البولندية غير معيرات أي اهتمام لوجودي وأن الدرس هو درس انجليزي وليس بولندي وفعلا كنت قد حفظت بعض كلمات بولندية منهن مثل (تشا تشا ) والتي تعني مرحباً، اكتشفت لاحقاً أنهن تقريبا جميعا يفعلن ذات الشئ مع الجميع ولم تفيد الشكوى للمعلمة فقاطعتهن وانتظمت في مجموعة مع (تشيكوسلوفاكية) كانت تعاني من نفس المشكلة معهن وشاب (كردي) ورابعتنا بولندية مهذبة.
وفي بريطانيا أيضا وفي محاولة مني لعمل تحقيق صحفي عن المدرسة الليبية البائسة في (نيوكاسل) أجبْن المعلمات عن أسئلة التحقيق عدا واحدة أعادت لي الاسئلة طالبة مني ترجمتها للغة الانجليزية لأنها لا تفهم العربية فهي (أمازيغية) ومن خلال حديثي معها عرفت أنها خريجة كلية العلوم جامعة (طرابلس) وأنها وُلِدت وعاشت كل عمرها في ليبيا وأتمت تعليمها في المدارس الليبية مما يعني أنها كانت تدرس باللغة العربية وهي مبتعثة لتحضير رسالة الماجستير في الرياضيات من الدولة الليبية. السؤال الذي لم تجبني عنه حين سألتها إياه هو: بأي لغة تصلين وتقرأين القرآن؟
في الحقيقة جميع الأطراف مذنبة إلا ما رحم ربي، ولا سبيل لنا للعيش في سلام إلا إذا ارتقينا بأرواحنا عن هكذا دنس.
خرجت مظاهرة (الأمازيغ) للمطالبة بحق دسترة اللغة الأمازيغية، المظاهرة كانت مصرح لها ولن أخوض في هذا الشأن إنما سأخوض في السلوك فقد انتهت المظاهرة بأفعال شغب وعربدة وتحطيم لمحتويات المؤتمر الوطني وهذا ما أثار استياء الجميع، لكن هناك وجه آخر للقصة، وجهٌ (أمازيغي جميل) يقول السيد شكري في يومياته على صفحته بموقع (الفيس بوك):
يوم امس دهبت باكرا امام الموءتمر و بداء الناس بالوصول و بعض وسائل الاعلام و كانت هناك سيارات توزع الماء البارد و كان هناك معرض للصور التاريخية و السياحية و اللوحات الفنية و بعض نشاء السياحة و التاريخ تشرح للحضور الامازيغى و العربى عن تاريخ الامازيغ و صلتهم بالعرب و الحب الدى يجمعنا كانت مظاهرة رائعة راقية و بدات استخدم اكياس القمامة السوداء لتجميع العلب الفارغة و زجاجات المياه الملقاة لما يقارب 3 ساعا ت حتى انقصم ظهرى و انا لست بصغير السن و كان همى ان تنجح هده التضاهرة و فجاءة بعد بيان المجلس الاعلى للامازيغ الدى تلاه السيد زكرى و دكر فيه ان الموءتمر رفض المدكرة و مطالب الامازيغ ولم يحترموا ليبين اتو من الاف الكيلومترات و منهم شيوخ و عجائز حدث اطلاق نار فى الهواء من حرس الموءتمر لاخافة الجمهور وكان هدا بداية الفتيل حينها هجم صغار السن على مدخل الموتمر و تهشم الزجاج الامامى و دهبت ادراج الرياح كا ما قمنا به نتيجة تحريض بعض المغرضين بصغار السن من الامازيغ و استفزازهم و لعدم وجود قيادة فعلية حدث ما حدث و انا اسف على كل شىء بالدات ظهري الدى يوءلمنى اليوم بعد عمل انتهى الى فوضى و الاف من العلب المتناطرة فى الطريق و تم خداعنا مرة اخرى من قوى تعرف كيف توءجج النار و تدعو الى الفوضى ما حدث يتطلب من الامازيغ اعادة الحسابات و تغيير ما يسمى بالمجلس الاعلى للامازيغ و الاعتدار من امانة الموءتمر عما بدر من بعض شبابهم و اشدد هنا ان الحرس المكلف بالعمل تعامل بكل رقى و لطف مع الجمهور و استخدموا كل درجات ضبط النفس)./ انتهى كلام السيد شكري.
Top of Form

هذه قصة المظاهرة (الأمازيغية) بل هي قصة ليبيا كلها وذات السيناريو يتكرر كل مرة بوجوه جديدة ومسميات مختلفة،  وهذه حكاية الرجل الطيب الذي انحنى ظهره وهو يحاول حتى اللحظة الأخيرة أن يرسل رسالة سلام ليس لليبيا فقط بل للعالم، أن يترك ورائه أثراً طيباً بل وطلب من أهله الاعتذار عن السلوك المتهور اللامسؤول الذي قام به من يُحسب عليهم، إقرأوا ما كتب هنا:
(على المجالس المحلية الامازيغية الاجتماع و تغيير المجلس الاعلى للامازيغ و تكوين قيادة جديدة تتحمل المسوءلية و التقدم باعتدار الى الشعب الليبى عن حادثة الاقتحام الموءتمر و البدء بسياسة جديدة للمطالبة بدسترة اللغة و ترسيم الحق الامازيغى لنثبث اننا فعلا جزء من النسيج الاجتماعى الليبى بما فيه حتى من ( عفسات).)
ثم هنا أحد الردود:
(
Arebi Nezdef البحث عن الحقيقة مطلوب....ما الذي دعا خالد زكري لذلك التصرف ؟
  • https://fbcdn-profile-a.akamaihd.net/hprofile-ak-ash4/s32x32/203182_100003167983968_486133590_q.jpg
Arebi Nezdef وهل اعتذر من قبلكم ؟ الشعب الليبي......؟ ما الذي قدمه الشعب الليبي لهذه القضية ؟
14 August at 16:22 )./انتهى كلام السيد عريبي.
لا أفعل هذا من باب التشهير بالأخ (عريبي) ولا من باب التملق للسيد (شكري) فأنا لا أعرف كلاهما ولا لي مصلحة في هذا الا كلمة حق أسأل الله أن يوفقني لقولها وأريد القول:
أنا كريمة الفاسي مواطنة ليبية عربية أعلن بالأصالة عن نفسي وبالنيابة عمن يقبل بي ممثل له، أني أعتذر وأني حزينة ويوجعني كثيرا ما طال الثقافة والقومية الأمازيغية من تهميش وظلم ليس المُسيس من جهات الدولة فقط بل أيضا الاجتماعي منه وأن كل مزايدة من ليبي على ليبي آخر بسبب عِرقه أو لونه أوغيره هو كما قال رسولنا الكريم عمل نتن وقبيح.  وأنا ادعوكم (لطلب صداقة السيد شكري ) لندعم الحق فينا وبيننا فكفانا خذلاناً للمخلصين من أبناء هذا الوطن. وهذا رابطة صفحته على الفيس بوك  https://www.facebook.com/shukri.s.ftis?fref=ts
وهذا كلام آخر له:
رسالة اخيرة الى الامازيغ مجسلنا الموقر لم يدلى باى بيان للان عما حدث من انتهاك لشرعية الموءتمر الوطنى العام لمادا ام ينتضر تعليمات من الخارج لسنا نحن من يجرى بنا اى كان بمسمى الامازيغ نعم انا امازيغى من زوارة واعتز بهدا لكن اعنزازى ب ليبيا قبل كل شىء اعتزازى بالاسلام دينى و الحمد لله اعتزازى بطرابلس عاصمتنا الابدية الان ساقول اثنثان من النقاط كانت غصة فى حلقى الان طفح الكيل لا يزايد على احد فى الامازيغية و لا تدكروا اى من الابطال السابقون امامى لان اول شهيد امازيغى فى ثورة 17 فبراير المجيدة هو اخى و سندى الشهيد جما ل سعيد فطيس الدى استشهد فى ميدان الجزائر يوم 25/2/2011 وهو يردد بالروح و الدم نفديك يا بنغازى و الثانية هى انا من اول الناس اللدين دخلوا جبل نفوسة من تونس لاغاثة الجرحى و نقلهم الى
المصحات فى تونس و حينها لم يكن هناك امارات ولا قطر و لا مخيمات اغاثة الدهيبة و بس اين امازيغ تونس و الجزائر و المغرب و مالى لمادا لم ارى معونات للامازيغ غداء ادوية خيام عيره نحن و العرب كلنا ليبيون خلقنا الله تعالى متساوون فى الحقوق و الواجبات ليبيا امنا و ليبيا وبس لم ارد ان اكتب ما كتبت للمفاخرة لان من يحب يعطى بدون توقع المقابل من اراد ان يحترم هدا الراى فمرحبا به ومن اراد غير هدا اقول له اقطع علاقتى بك انا امازيغى ولكن كل مدن ليبيا و اهاله اهلى وادعو العلى القدير ان يشفينى من داء الفيس بوك حتى ارتاح و اريحكم و دمتم انتم اهالى فاعدرونى لقد تعبت و الله تعبت و اتعبت من حولى استودعكم الله.)/انتهى كلام السيد شكري.
في صفحة السيد شكري الكثير من النقاشات الحساسة عن موقف الامازيغ الوطني قبل وبعد ثورة فبراير لكن للسيد شكري ولآخرين نبلاء على صفحته كتبت هذه التدوينة والقصد منها إذابة الثلج المتحجر على عقليات لا تمل فتنة ومزايدة، للذين يشمتون أو يتشفون أو يزدرون ما حدث في مظاهرة الأمازيغ، أقول لهم: كفوا ألسنتكم. كفانا فرقة وشتات، إنها ليبيا وإن طال النضال*( الشهيد عبد السلام المسماري)




السبت، 10 أغسطس 2013

يا ليلة العيد زعلتينــــا


عيٌد باهت، لاطعم لا لون لا فرح الا لمما، عيد مكسور حزين، اعتدت كل عام أن أصنع أصناف الحلويات بنفسي فلا أشتريها، أزين البيت ونخرج للشوارع لنلتقي الناس. لم أفعل هذا العام لا تزال غصة اليُتم في حلقي، التشرد، اللاجئين، المغتالين، المذبوحين، الثكالى.
كانت قصة جميلة، بدأت بـ(طرابلس تصرخ يالله يا الله يالله)، عربدة البارود والموت ونشوة الجهاد وكلمة حق ترتفع في وجه السلطان الظالم: (ياقذافي موت موت ، الشعب الليبي كله خوت) ومات القذافي وافترق الإخوة بل وكأنهم ما كانوا يوما على قلب واحد، لا إخوة ولا أبناء عمومة ولا حتى أبناء (ضرائر)، العاصمة محتلة من شرذمة كتائب جهوية أسكرها سلطان السلاح فوضعته في وجه الحياة وضربت بعرض الحائط أحلام الليبيين وأمانيهم. الشوارع مليئة بالعصابات واللصوص والقتلة، حكايات العيد ليست عن الفرح بل عن الفقد والموت.
أي عيد هذا بطعم التراب في الحلق، تقول (جارتي) ولديها ولدان مسجونان بسبب مشادة تطورت الى جريمة قتل والمتهمين فيها أكثر من ثلاثين شاب، تقول بحسرة (ضحكوا علينا، سرقوا الثورة بعد ما صفقنا وغنينا ودعينا لربي ياخذ القذافي لقينا روحنا نعانوا في الف قذافي).

الاثنين، 3 ديسمبر 2012

(أغنية تمجد القذافي عبر أثير قناة الشبابية)




أقود سيارتي في زحام (شارع السيدي) بطرابلس المختنق مرورياً والشمس حارقة بالرغم من بداية النهار الباردة التي أوهمتنا بيوم شتوي فإذا هي مجرد سويعات لا غير، واستمع الى قنوات محلية من مذياع السيارة.
عند الساعة 11:36 دقيقة صباحا بتاريخ 2/12/2012 انطلقت أغنية من قناة الشبابية تردد 88,8 ولمدة ثلاث دقائق كاملة, تقول كلماتها: "تحدى زيد تحدى احنا رجالك وقت الشدة يا قايدنا زيد تحدى..الخ ) بلحن شعبي أظنها (لسمير الكردي) الذي غنى (احنا عيلة وهذا بونا). ثم اعلان لقناة الشبابية ثم أغنية للمغنية اللبنانية أليسا تتكلم عن السلام والشوق.
حاولت الاتصال بزوجي أو بصديقتي الاعلامية عل أحدهما يمكنه الاتصال بالقناة مثلا أو ربما أردت مشاركة فجيعتي مع أحد غير أن هاتفهما كان مقفل.
بدأت الوساوس تغزو رأسي، وحالة من التخبط تعصف بي هل هي شفرة عملية تخريبية ما أما هي مجرد بذاءة من أحد العاملين بالقناة المؤيدين فمررها بين الفقرات، هل لها علاقة بمؤتمر الاعلام الحر الذي ينعقد هذه الأيام؟ هل هذه هي الحرية الاعلامية أم هي مجرد خطأ ولعل الأغنية موجودة قديما ولم يتم حذفها، هل كانت ستمر بسهولة وبساطة في عهد الاعلام القذافي دون أن ينسف مبنى الإذاعة في أحسن الاحوال؟
ظننت أنه قد يخرج علينا أحد العاملين بقناة الشبابية عبر الأثير باعتذار مثلا أوتوضيح، ليس من أجل الأغنية بل للإهانة والأذى من قناة كانت من صنع الطاغية وأولاده...
لك الله يا ليبيا