غارة البرتقال
جاءتني أوامر مستعجلة، أخرجي إلى النيتو ألان/ وأنا أطيع الأوامر.
لأصل النيتو لا أحتاج إلا لقفزة مباشرة من بيتي إلى الشارع الخلفي وفي عقلي أخمن انه الـ31/3 التخفيض الهائل في سعر السكر، لكن مع خطوتي الأولى في اتجاه النيتو وجدت تجمهراً نسوياً ضاجا أمام محل بيع الفواكه والخضروات بالجملة وليس النيتو المركز، النسوة منغمسات في تقشير البرتقال وأكله مع أطفالهن وقد حازت كل منهن صندوق برتقال (تعالي خوذي صندوق اليوم مش قاسمين البرتقال بـ2.5 والصناديق كبار).
غمرني الذهول في سرعة تنادي النسوة الليبيات (شكل من أشكال التكاثف) ووفائهن لارتباطهن الليبي ، التقاط إحداهن لمعلومة كفيل بإيصالها إلى كل أعضاء الشبكة النسويه ووصولهن في الوقت (كما فعلت) .
أفاقني من ذهولي صراخ العامل الانجليزي مشيرا بيده الى تحت أقدامنا مبرطما بكلمات أبرزها (فيفتي بيني... فيفتي بيني) وباتجاه إشارته انحنت الرؤؤس منكبه تبحث عن المال المبدد على الإسفلت من أيهن وقع؟ وبازدياد حدة صراخه الغاضب فهمن أنه يهددهن بوجوب دفع الـ(فيفتي بيني) كغرامة للقذارة التي تسببن بها نتيجة أكلهن البرتقال ورميهن قشوره في الطريق، صوت الانجليزي غرق في أصوات العربات الفارة المثقلة بالأطفال والبرتقال، مخلفات ورائهن سيدة وحيدة لم تفقد الأمل في العثور على الـ(فيفتي بيني) وتواجه طوفان غضب العامل الانجليزي ببلاهة (نط نط=not ) فلم تجد أي (بيني) وجرت عربة ابنها وبرتقالها وغادرت، أما أنا فقد غرقت في نوبة من الضحك واعتذرت للإنجليزي عنهن وما كنت اقترفت ذنبا، ولم يقبل اعتذاري.
انتهت نوبة ضحكي بدمعة تجمدت في عيني عارا أحسست به ( لما نتصرف بهذا الشكل المشين، لما؟؟!!!!).
مكالمة أخرى (احنا في النيتو) تخفيض كبير في سعر السكر وكل سيدة شحنت عربة طفلها المليئة بالبرتقال بـ(9 كيلو) سكر.
أخذت نصيبي من البرتقال (لا يمكنني شراء صندوق) فأعطتني إحدى السيدات ربع صندوقها ودفعت لها قيمته، و(3 كيلو) سكر وهو الحد الأدنى من الكميات المخفضة.
وعدت بيتي.
هناك 3 تعليقات:
برافو كريمة
الحق انني امضيت وقتا ممتعا في مدونتك
اسلوبك جميل ووصفك حي
قلمك رشبق
استمري وخلينا نتلمس معك انطباعاتك وتفاعلك مع محيط جديد في لقاء لا يخلو من الطرافة بين الحضارات
مررت على مدونتك بعد أن وجدت تنويها في مدونة إمتداد .. بدأت في قراءة يومياتك و كم أعجبني ما كتبته.. أسلوبك مميز و خفيف الظل .. كم أفخر بموهبتك ... أود الترحيب بك في نيوكاسل فأنا مقيمة هنا منذ ما يقارب الثلاث سنوات و أعترف أنني غارقة في حبها حتى الثمالة ... أتمنى أن تري فيها ما عجز عن رؤيته الكثير من إخواننا و أخواتنا ... أرجو أن تقبلي مني هذا الترحيب المتواضع و أرجو أن نلتقي في مقبل الأيام صدفةً أو بتدبير في دروب هذه المدينة العريقة...
مع خالص تحياتي
أم دانيا
كم انت رائعة كريمة فعلا غازي انت علي صواب
انت مشروع كاتبة بامتياز اسلوب رشيق وقلم انيق
فعلا لم احس بملل او قلق عند قرائتي لما اتحفتنا به
اسعدتني كثيرا
nasimlibya
إرسال تعليق