لا يجب أن تمل ، متى مللت خسرت، عني، أحاول أن أُنوع حياتي قدر المستطاع.
خرجت من باب الفصل الدراسي ، فصل دراسي (سادة) جدرانه بيضاء ونافذته تطل على حائط ابيض لا تظهر شيئا ، ومجموعة طاولات وكراسي على هيئة نصف دائرة او حرف (U) في قلب الفصل .
فصل دراسي لتعلم اللغة الانجليزية ومعلم اسكتلندي شاب وطويل وهادئ أكثر من اللازم حتى انه نشر أجواء الملل في الحصة.
خرجت وأنا أتثاؤب ونادرا ما اخرج هكذا، فقد جرت معي العادة أنه دائما هناك شئ ما يخربش في أفكاري .
في الممر الطويل ذو الجدران البيضاء التقيت بزميلة عراقية تنتظر متى تربح اليانصيب فتصبح ثرية وأن تضع حملها الأول التي تنتظر وتقول انه مولود أنثى وغيره أن تعادل شهادة الماجستير في الفيزياء التي تحملها من جامعة بغداد بشهادة بكالوريس في الفيزياء من جامعة نيوكاسل، هي هذه الشخصية في سطور، التقيت بها وتبادلنا التحية لتظهر من وراء كتفها رفيقتها السمراء النحيفة الفارعة الطول المنكوشة الشعر والمجعد وتعلق: من وين الاخت
جاوبتها الفتاه العراقية: هاي كريمة من ليبيا
لم أباشر بسؤالها عن جنسيتها، فقد بدت لي صوماليه تتكلم لكنة عربية وانجليزية (مكصرة) لكن الغرابة كلها في ما تجرأت على الصدع به!
اه الليبين ، انا ما شفتش شعب كسلان زي الليبين
ـ ليش وين شفتيهم لين تقولي عنهم هكي
الليبين الرجال ما يشتغلوش، اكيد انت تشتغلي وتصرفي على زوجك، وكمان الحكومة تعطيهم شقة وسيارة وفلوس ببلاش بدون شغل علشان هيك الليبين مش كويسين يتعاطوا المخدرات ويلحقوا الستات
ـ غير بالشوية عليك وين لاقيتيه الكلام هذا باللك ليبيا تانية مش ليبيا اللي انا منها وبعدين هو حضرتك من وين/ وكانت الأخت اريترية وبكاملة قناعتها كانت تدافع عن فكرة عجيبة وعندما ألححت عليها بسؤال: أنت من وين عرفت هذه المعلومات
اجابتني بكل حنق وغضب وكررت: انا عندي مزادري=مصادري
وعلى ما يبدو أنها تعتمد تماماً على مصادرها الموثوقة والتي أقنعتها أن الليبين ينامون على وسائد الحرير والديباج. مصادر قطعت أي طريق للتحاور.
وبينما هي (مصكرة راسها) ومصرة على محض السخافات التي تتفوه بها رافضة استقبال أي معلومة عن ليبيا من طرف آخر وهو أنا، غادرت الممر الأبيض الطويل في هدوء ودون أن اتعب نفسي أكثر مع مثلما هكذا نموذج وطبعا لم اسمح لهذه التجربة المرور عبثا، ففي أول مناقشة لي مع زوجي سألته:
انت وين درت السيارة والشقة والمنحة اللي خذيتهم من الدولة لما تزوجنا وشن معناها تسكت عليهم وما تخبرنيش؟؟ وباستغراب التفت تحو متعجبا يقول: شن لا باس كلام جديد هذا!
ـ ايوة كلام جديد ومزبوط والدليل: أنا عندي مزادري!
انا عندي مصادري
هناك 13 تعليقًا:
ههههههههه لا مزادرى مفيش تلام تاني
عزيزتى كريمة الامر واضح ولكن بالعكس ونتيجة خبرة استمرت لفترة قصيرة نوعا ما
الصوماليين والارتيريين هم من يتصفو بان المراة هي العاملة والرجل كسلان وجدا حدا ان يترك زوجته واطفاله ويهرب ويفر بعيدا من مسؤليته ولن اعمم كي لا اقع بالمحظور ولكن هدي فكرة كونتها نتيجة العديد من الحالات
يريدون المال دون تعب اما السودانين فالشهادة لله اناس على خلق و امانة ودائما ما نجد الاستعلامات فى العيادات والمحاسبين من السودان الشقيق
الاشكالية هي الاقوال المتواترة عن ليبيا وشعبها فتارة كسالة وتارة لا يعملون وجيبوبهم لا تفرغ ابدا وكان سماء بلادنا تمطر مالا صيفا وشتاء
الامر المفروغ منه ان طيبة الشعب الليبي وكرمه و الامن المستتب هم جزء من الاسباب لوجود الملايين من العمالة ومن شتى دول العالم
عودة ميمونة اراك بخير ان شاء الله
هههههي ي ي ي ي شنو غر نبي انقول ياريت كل شاب ليبي تعطيه الدولة سيارة وشقه وفلوس ربي يسمع منها . . . بس والله ماعجبتنيش حكاية المخدرات والجري ورا النسوين . . . شوره مزادرها من النوع الثقيل . . . . . دمت في أفضل حال
السلام عليكم .. اولاً
ههههههههههههه تانياً
أختاه لست وزوجك الوحيدون المغتربون فمهما حاولتم ان تعطوا صورة جميلةومشرفة عن ليبيا واهلها وناسها كوني متاكدة بان هناك الاف غيرك من المغتربين الليبيين الذين يقنعون الاخرين بعكس ذلك وأسئلوا الطلبة الليبيين من ايفادات التمانينات والتسعينات ان كنتم لاتعلمون ..
هذه واقع من جهة ..
ومن جهة اخرى لاتنسي المحاضرات الثقافية وندوات التعارف التي تقيمها سفاراتنا ومكاتبنا الشعبية بالخارج فهي توصل تلك الصورة للاخرين أظن ان مزادر صديقتك من النخبة التي فعلا تستلم شقة وسيارة ومبلغ من المال ليس لانهم فقط هم الليبييون فنحن ايضاً ولكننا لم نستلم ولكن لانهم فقط مقربون ..
كوني والاضلاع الاخرى بخير ..
واكملي مابدأت لعل الغد يكون أفضل
السلام عليكم
يبدو أن تلك الفتاة لم تكن صائبة عندما تكلمت بتلك الطريقة التي وصفتي ، كذلك لم تكن صائبة عندما عممت ما سمعت أو لاحظت على بعض الليبيين الذين بالكاد هم موجودين ، وربما لحظتي ولاحظ كل ليبي دارس بالخارج مدى الحب و الاحترام للجاليات الليبية بالذات الطلبة .
في إعتقادي أن مصادر الفتاة ليست من الطلبة والدارس ، أنما هم أما بعض الشباب المهاجرين هناك للعمل أو من أبناء بعض الاسر ذات نفوذ.
وفقكِ الله
هههههههههههههههههههه
لا لا مزادرها موثوقة جداااً
أكره مثل هالناس ... مملين وواثقين كل اللي يقولوه صح واللي غيرهم يقوله ... قمة الخطأ والتخلف
قابلت هيج نوع
موفقة :)
لكل منا مزادره ومصيبتنا انها حق صادق مطلق لا نقاش فيه , هذه حاله مش عتد الاخت الارتريه بس بل متفشيه في كل مكان نتيجة الجهل الممنهج اللي ترتكبه الحكومات في حق الشعوب لتضربها ببعضها وتكرهها ببعضها لكي لا تتحد قلوب الأمه
مدونتك لمسة حياة بكل معانيها
وفقك الله لكل خير
لك مني باقة عبيرها احترام وتقدير
السلام عليكم انا متاعبة جديدة لمدونتك، ولقد شدني اليها كلماتك المنتقاة واسلوبك الدقيق في الوصف فترسمين في خيالنا تلك الشخصيات التي تمر في حياتك بشي من الدقة فنكاد نلمسها بايدينا فارجو منك المتاعبة في امتعانا بكتاباتك ومن قراءتي لمدونتك سيكون لك القدرة الكافية لامتاعنا بقصص قصيرة بقلمك سنا الزاوية
حلو اوووي العنوان لانه بجد بيلخص الموضوع في كلمة واحدة...انا بصراحة لا اؤمن انك بكلمة واحدة ممكن توصفي شعب او امة واحدة..فما بالك من غير ما تشوفي اي حد من الشعب ده...على فكرة انا واحدة ايرانية مرة قالت لي انتو دمرتو حضارتنا ياعرب لما عرفت اني مصري..فسألتها ده امتى ده يا ستي ؟ قالت من يوم ما فتحتو فارس قلتلها ومن ايامها ولسة ما بنيتوها؟...على فكرة كتير من العرب لما بيقابلوني في دماغهم ان المصريين في كل بيت بار..وانهم لما بيزهقو شوية بتقوم واحدة تتطري القاعدة ساعة العصرية وترقص رقص شرقي..وعلى فكرة عندهم مزادرهم برضه
اسعد الله اوقاتكِ سيدتي
وانا اقرأ مقالك الممتع هذا شدني
آخــره فلوهلة ظننت انني انا مَن كتب
جزءه الاخير...فهناك الكثيرون ممن يتأثرون بتطبيل الابواق المأجورة ويصدقون اعلام الدولة الذي يصور المواطن وخصوصاً في الدول
الغنية كليبيا والسعودية وكأنهم يعيشون
ويسكنون الجنة لكنهم لايعرفون الواقع المر
الذي يعيشه مواطنو الدول الغنية.
وكأن قدر الدول الغنية ان يحكمها طغاة
مستبدين.
تعرضت لنفس الموقف سيدتي لانني مواطن دولة غنية على رأس هرمها اسرة مستبدة
راقني ماقرأت سيدتي وسرني التجول هنا
ارق التحايا لكِ ولزوجك المحترم ودمتما
بحفظ الرحمن
السلام عليكم:
مقال ممتع ،وربي يكون في عونك على هكي نماذج مملة وتنرفز.
شكراً
هههههه
عيوني طارت لما قرأت الجمله هذه
(اه الليبين ، انا ما شفتش شعب كسلان زي الليبين)
بعده بدأت أضحك
الله المستعان
ماتزعلي عـــــــــادي جداً
لازم نقابل أشخاص في حياتنا مثل هذه النوعيه
ذكرتيني بوحده قابلتها في الحرم المكي في بدابه المحادثه هاجمتني بجرأه أنتم السعودين تكرهون الشعب الفلاني (شعبها) مع العلم أن كل صديقاتي من هذه الدوله
فلا أعلم في الواقع من أين أتت بهذا الاعتقاد أن شعب كامل يكره شعب أخر كامل
ههههههه
أصحاب العقول في راحه
هذي ياأختي كريمه الفكرة العبيطة الي أغلب العالم ( الجاهل ) الي واخدها علينا نحن الليبيين ، وهذي مش غير أختنا الاريتيرية ، هذو العراقين و المصريين ( خصوصا الي عمرهم ماطلعو من مصر أصلا ولا يعرفو ليبيا وين تجي علي الخريطه ) ،،، المصيبة أن العالم كله معتقد أن الليبين كسولين و مايحبوش يخدمو ( ماجاش الكلام هذا من فراغ نحس فيه ) ، والمصيبه الاحرف أنهم واخدين علينا فكرة أننا أغبياء و شلافطية ،،،، ياربي الواحد يرقع من هني و من غادي باش يوصل فكرة أن الي واخد الفكرة هذي علي الليبين راهو مايعرفش لييبيا مزبوط ... خررررررررف يا أنس ، كلهم عندهم مزادرهم ( مصاردهم ) ، يخرب بيت المزادر متاعهم هههههههه
قبلاتي ليحي و تحياتي لزوجك و ماتنسيش تزوري مدونتي علي الرابط الجديد
www.alfaituri.com
تلك هى مشكلة العرب تكوين تصورات ومعايير بدون أى سند معتمد أو مصادر
( مزادر )موثوق بها ومن هنا تجد الاشاعات طريقها الى عقول وقلوب العامة من الناس
نتمنى ان يكون العرب والمسلمون على قلب رجل واحد وتغليب ثقافة الحوار والاخذ والعطاء المثمر والبناء فيما بيننا
لاننا فى النهاية امة واحدة وجسد واحد اذا اشتكى منه عضو ( دوله) تداعت له سائر الاعضاء( الدول ) بالحمى والسهر
شكرا اختنا الكريمة على عرضكم الهادف
دمتم بكل الخير
إرسال تعليق