السنة الماضية خرجت قضية قلبت الرأي العام رأس على عقب هنا في بريطانيا، و كل دول أوروبا، وقلبت رأسي قسوتها ومرارة وحشيتها، ولا أعرف أي انعكاس لها خلال وسائل الإعلام العربية، لأنه بسبب حاجتنا لتطوير لغتنا الانجليزية قررنا إزالة جهاز(الستلايت) من البيت، وتركنا المجال للإذاعات الانجليزية فقط تمرح على شاشة التلفزيون.
باختصار قضية الفتاة النمساوية إليزابيث التي احتجزها والدها في قبو أسفل البيت منذ كانت في الثامنة عشر، ولمدة 24 عاماً أنجب من خلال علاقته بابنته، 6 أطفال، والفتاة لم ترى النور خلال كل تلك السنين.
لا أريد الخوض في قضية هذه الفتاة إلا عموما فقد أعيد إحيائها، الأسابيع الماضية بعد أن بدأ القضاء النمساوي النظر في القضية وإصدار الحكم، وأنا تابعتها بكل تفاصيلها، تابعتها في مختلف الصحف المتاحة لي، وفي نشرات الأخبار، وعلى شبكة الانترنت، وليس ذلك من باب المصادفة؟.
ربما لأنني كنت أعرف حالة مشابهة لهذه الـ إليزابيث ، غير أنها ليست نمساوية، بل ليبية مسلمة وتدعى (ذهيبة). تلتقي قضيتا الفتاتان في خطوط وتختلف في أخرى، فذهيبة راحت ضحية إثم وجرم والدها، إلا أنها لم تظل سجينة لقبو أو سرداب، بل خرجت للشارع.
غالباً ما تخطر ببالي هذه الفتاة، وكل مرة تطلقها ذاكرتي لي، تتيبس عروقي ويضيق صدري، أشبه باندفاع جرعة سم زعاف في جسمي، ليس نافثاً من أنياب أفعى بل من أفعال البشر.
لا أزال أذكرها من حين لحين، تلقيها الحوادث في وجهي، بين أزقة وشوارع طرابلس ترش أسرارها بين أحياء نيوكاسل ومدن النمسا، يتشابه البشر في كل شيئ حتى في آثامهم مقتسمين ذات السحنة، أجد لها نسخاً كثيرة تحمل ذات الدلالة، ضحايا مَن هؤلاء؟
وللذكرى بداية تعود لسنين، وعشية طرابلسية جميلة و(شاهي بالنعناع ومكسرات)، وأنا وصديقتي كنا نحضر لامتحان معقد، وأذنت لنا أمها براحة لنصف ساعة نروح فيها عن أنفسنا قليلا، حينما رن جرس الباب ودخلت الجارة التونسية، وهي مطلقة رجل ليبي أنجبت منه بنتان وولد، ممتلئة الجسم، رثة الثياب، يخلو فمها تقريبا من الأسنان، تعقد منديلا صغيراً(تستمال أو محرمة) تحت ذقنها، يظهر أغلب شعر ناصية الرأس المجعد، والمحتاج إلى تصفيف. استقبلتها أم صديقتي بترحيب حار وردت عليها ضيفتها تحيتها بصوت عال وأكثر حرارة. تلحق بالسيدة التونسية فتاة عرفت أنها في الخامسة عشر من العمر، أخذت من ملامح الأم الكثير، غير أنها في كامل الأناقة ونظافة الهندام، جمعت كل الخجل من العالم وانزوت في ركن بجانب الباب الرئيسي، تكاد تبتلع نصف يدها توتراً وارتباكاً، محمرة الوجنتين من ترحيب أم صديقتي بها، وقد أرادت العودة إلى بيتهم رافضة الدخول لغرفة الضيوف، لكن أم صديقتي حلفت بأغلظ الأيمان أنها لن تغادر فــ(طاسة الشاهي ساخنة تركرك)، لتوشوش الفتاة عن سبب إحراجها سراً لام صديقتي التي لم تحفظه ثانية، وضحكت بصوت عال:
- غمضي يا كريمة عيونك انت رانك اللي مش مخلية البنية تخش.
(أنا، مش مخليتها تخش!!!)، أنا أجلس في حالي، ولا اعرفها ولا أمها، فكيف امنعها من الدخول ، جالت الفكرة في ذهني إلا أن أم صديقتي قطعتها بضحكة مجلجلة:
- خشي يا حنة خشي، البنية شخشيرها مشرك ومتحشمة منك يا كريمة، قالت ما تعرفنيش وأول مرة تشوفني تشبح شخشيري مزق.
(وكرتها أم صديقتي كراً) إلى الغرفة.. وقد دارت عيناي في راسي أبحث عن الجورب الممزق في قدمي الفتاة فلا أجده، هو فقط جورب أبيض عادي(نظيف) يوجد به ثقب عند (الصبع الكبير)، وأردفت معلقة:
- وينه اللمزق، هذا مزق، تعالي شوفي شخاشيرنا.
وكانت (طاسة شاهي منعنعة بالحق) حتى سألت أم صديقتي جارتها عن حال ابنتها ذهيبة، وردت الأم بإسهاب:
- ليا أيام ما ريتهاش وشريتلي موبايل (وكان الموبايل غالي جدا وقتها) قالتلي نكلمك عليه ولليوم ماتصلتش. جتني الأسبوع اللي فات باتت عندي لكن.. نص الليل كلكسولها صحابها طلعت من فراشها واحنا راقدين، قتلها هذا غير بتباتي عندي وخلتني ومشت.
وكأنني لم اصدق ما سمعت، فلأول مرة في حياتي يحدث معي مثل هكذا موقف، أم تتحدث دون وجل عن ابنتها التي خرجت منتصف الليل مع(صحابها)، في حين بدأت أم صديقتي بالدعاء الصالح للفتاه بأن يهديها الله، فقد تتوب يوماً، وتعود إلي بيتها وأمها وستجد ابن حلال وتتزوج.. فقاطعتها الجارة بلهجة تونسية قاسية:
- ذهيبة خلاص إنا قاطعة الرجاء منها.. غير تجيني مرة مرة ونشوفها حية ساد فيا، المهم عندي البنية الصغيرة هذي اللي انا خايفة عليها، لكن ذهيبة هذا مكتوبها وهذا اللي ربي كتبه عليها.. هذي بنتكم يا ليبين وهذا اللي درتوه فيها.
ومع أنني كنت (الأطرش في الزفة) مصعوقة ومصدومة من هول ما أسمع، فلم اعتد هكذا تصريحات من أمهات حتى عن أبناء منحرفين عرفوا بالفساد .. غمزتني صديقتي، وفهمت قصدها(سأشرح لك لاحقاً).
وغادرت الأم وابنتها الخجولة بعد دقائق، فورائها واجبات منزلية متراكمة نتيجة خروجها منذ الصباح الباكر للعمل حتى تعيل ابنتها، وقفزت صديقتي نحوي لحظة خروج السيدة من الباب تلحقها أمها وبدأتا متطوعتان في سرد حكاية مريرة تسمى ذهيبة.
بنية كانت تقرا في الإعدادي مواليد1978 وخوها مواليد 1980، و وخيتها بنية صغيرة عمرها سنتين أمها تونسية متزوجة من بوها اللي في نفس الوقت ولد خالتها.. الزوج سكير مدمن على الكحول، والسكرة تجيه على زوجته يضربها لين يخلي دمها سايل، مرة ورا مرة وطريجة بعد طريحة كبر بيها الهم وفي يوم سكر سكرة باهية وضربها بوحشية لين كسرلها سنونها، خذت الأم بنتها الصغيرة اللي قاعدة في حجرها وروحت لتونس، وخلاته مع ولده وبنته.
يا ريت الأمور وقفت عند هذا الحد، الأب المخمور، يجيب في جماعته ويشربوا مع بعض في الحوش اللي فضي من حد عاقل يحط للفوضى ضوابط، يحمي طفلة من تحرش صحاب بوها السكرانيين بيها.
ذهيبة مشت لحوش الجيران، المرا ة صاحبة أمها، والبنت صديقتها وتلعب معاها في الشارع وتقرا معاها في المدرسة(اللي هي صديقتي وعائلتها).
البنت لجأتلهم وشكتلهم من ضيم لاحقها، وطلبت منهم يخلوها تبات عندهم في الليل بس لما بوها يشرب، الأم ما قالت شي لكن الوالد رفض بشدة وقال هذا راجل ما يتحشمش وبتاع طاسة، وفكونا من المشاكل معاه، والدة صديقتي حاولت مع زوجها بكل الطرق لحد ما ولت مشكلة بيناتهم و وصلت لدرجة انه هددها بالطلاق لو فتحت الموضوع مرة ثانية.
لكن هل انتهت المشكلة واقفل الموضوع، الباب تصكر في وجه البنية وقالولها باتي في حوشكم، وزادت وصتها ام صديقتي صكري باب الدار عليك بالمفتاح، باش ما يخشلكش حد، وما خشش حد عليها، لان والدها في مرة كان مخمور وخش على بنته واغتصبها، اللي طلعت بعدها للشارع. ولما وصلت الأخبار الام في تونس رجعت على وجه السرعة لكن فات الأوان وكل شي خرب.
الأخ كان واخذ نصيبه من الضرب والشتائم، وكبر ممحوق الشخصية، قاعد مع أمه في الحوش لا يهش ولاينش، عنده حالة نفسية، ويشتغل في القهاوي وكل ما يعرفوا أصحاب المقهى أو العاملين اللي فيه انه اخته هي(ذهيبة) اللي ولت صاحبة سمعة(....) يطلع ويسيب الخدمة.
بعد ما عرفت القصة هذي بشهور خبرتني صديقتي إن ذهيبة جتها للحوش وطبعاً من فم الباب، ورتها نتائج تحليل تبي تعرف شنو فيها.. نتيجة التحليل كانت تقول إنها حاملة لمرض الايدز، وبعد كل هذه السنين على الأغلب ذهيبة تكون ماتت، أو في أفضل الأحوال على فراش الموت.
بنت خذلها والدها، وخذلها الجيران والقضاء والقانون.
أين القانون في بلادي، لماذا لا يوجد لدينا مؤسسات خدمات أسرة وطفل(حقانية) مثل الموجود في بريطانيا؟، لماذا طفل صغير في روضة أطفال يحكي لمشرفته أن جدته تقول لامه: انك ما تجي شي الا(كلبة وخادمة). تبلغ المشرفة، وتتقلع الشرطة وتصبح محكمة وعدل وقانون وتتحاكم الجدة(الباكستانية) اللي جايبة ثلاثة كناين من الباكستان ومانعتهم يطلعوا أو يخشوا، وتخدّم فيهم ليل نهار شغالات تحت شعار إنكم(خدم وعبيد)، ليش ما عندناش نظام شرطة زي بريطانيا، ليش ما عندناش الرقم المجاني 999 إلي تتصل بيهم وفي سرعة الصاروخ يكونوا عندك، يا سيدي بلاش 999 ديروها 888 والا777 وإلا أحسن شي000، ثلاثة أصفار على الشمال زي قيمتنا في بلادنا، ليش هما عندهم خط مجاني مفتوح لخدمات الشرطة والإسعاف، خدمات حقيقية مش تلفيق، وأدق من هكي، غير جيب سيرة العنف الأسري، يشمشموا وراه تشمشيم، صاحبتي من احد دول الخليج العربي، ولدها طايش شوية صغير ومزوجاته من فتاه عراقية، تعارك معاها مرة، علّى صوته عليها يسحاب روحه في بلادهم، علت زوجته حتى هي صوتها، وردت عليه وفي لحظة يلقوا الشرطة فوق راسهم، يحتجزوه ع الكنبة وتلف الشرطة في البيت تفتشه، كيف صار هكي، بسيطة الجيران سمعوا الحس العالي واتصلوا بالشرطة، تقدروا تقولولي قداش مرة صار في بلادنا إنها طبلت وزمرت وما حد قدر يدير شي، ما سمعتوش مرة جاركم قالب الدنيا على صغاره وإلا بنت عمك مروحة حرجانه ضاربها راجلها، ما شفتوش مرة عركة في السوق والراجل يسب في مرته قدام الله وخلقه، وما أكثر الحكايات عن واحدة ضربوها حماوتها، وإلا خنقتها أم زوجها، ليش ما فيش قانون حمى ذهيبة واللي ممكن يكون في موقفها أو موقف زيه أو شبيهه، أي حد ممكن يكون في ظروفها، أي حد ممكن تنحط بنته أو أخته في وضع زي اللي نحطت فيه بنية اسمها ذ هيبة، عارفين الغرب فيه هلبة لبز وجرائم أسرية، وشذوذ جنسي ومرضى نفسيين يعتدوا ع الأطفال وحالات اغتصاب وبلاوي زرقة زي اللي صار مع النمساوية إليزابيث، لكن أول ما بان خيط حقيقة خدتلها العدالة حقها، لان وفوق كل شي في حاجة في أوروبا هي قهرة فينا إحنا الشعوب المتخلفة اسمها القانون، قانون فوق الأبيض والأسود، فوق الغني والفقير، فوق الرئيس وعامل النظافة وما فيش استثناءات، كلمة قوية وميزان مضبوط: القانون والعدل.
تتوقعوا قداش في واحد يعرف بقصة ذهيبة في شارعهم وقداش قصتها مشهورة، شن صار، من تحرك، غير الناس اللي تحكي فيها لبعضها على طاسة الشاهي زي ما وصلتني وزي ما أكيد واصلة غيري ما نقولش الا يا (قهرة وحسرة)، يا ذنب ذهيبة في رقبة منو؟ وإلا على قول الأم التونسية:
- هذه بنتكم يا ليبين وهذا اللي درتوه فيها!
هناك 19 تعليقًا:
امممممممم والله قصص مؤسفة بالفعل وتدمي القلب قبل العين
عزيزتي كريمة نعم هناك نماذج من هذا النوع ف كل وطن
صدقيني قصة اليزابيث قد تكون هنا وهناك وهنالك
والفرق بين الاثنين الاسم والدين وتضاريس المكان
نسال الله العافية والصلاح للجميع
هاقد عدنا ليس الا لاننا نشتاق لهذا الركن وذاك المكان
:) دمتي بخير
لا حول ولا قوة الا بالله,ربي ارحمنا واسترنا دنيا واخرة.
بصراحة هذه المواضيع تصيب جهازي العصبي وبالتالي الوعائي بالتعب والاحباط ,اشعر اننا نعيش في غابة وليس لدي هؤلاء البشر اي احساس او عقل يتفكرون به......
يا لطيف الطف بينا وربي يهدي من خلق
كعادتك أختي كريمة ,,, رائعه في السرد و تقليب المواجع !
بالنسبة للموضوع إلزابيث , تناقشت مره في منتدي من المنتديات و طبعا زي العادة ردت فعل الاعضاء أنها المسيحيه المش عارف شنو المنحله و حني مسلمين مانديروش الافعال الشيطانية هذي ,,, فحاولت نشحرلهم و نجيبلهم أمثال لأعمالنا نحن المسلمين الي فيها من الشيطانيه الشيء الكثير لدرجة أن الشيطان يستحي من أفعالنا أحيانا كثيره ...
هناك العديد من ذهيبه في عالمنا الاسلامي , و في مجتمعاتنا المحافظه المحتشمه , لكن لا نستطيع أن نراها بسبب خوفنا من الفضيحه و العار الخ الخ ,,, و يضيع كل حقوق أصحابها أدراج الرياح ....
لي عودة لهذا الموضوع أختي كريمة دوره في باريس أربعه أيام نغير جو و نرجع ,, خلي باب المربوعه مفتوح ... شخاشيري ممزقات لاكن مانتحشمش منهم ...
اللهم لا أسالك رد القضاء و لكنني أسالك اللطف فيه...
ربي يستر علينا و على جميع المؤمنين بستره.
و الله العظيم توا عندنا مش وحده و أثنان أو عشره و الله مائات مش كان ألف من ذهيبة و في وقتنا توا قعدنا في جاله لا يرته لها و لا مؤسسات اجتماعية او اصلاحيات قادره ادير شئ لان الامر خرج عن السيطرة و ما درناش شئ و مش حنديره شئ لكل وحده كيف ذهيبة و خوها...
و للأسف لا حياة لمن تنادي؟؟؟
خلاها في القلب تجرح لا تطلع برا وتفضح
أفضل تعليق عن هذا الموضوع هو لاتعليق
شكرا أختي كريمة على هذا الموضوع
ليت يا اخت كريمة ادرجتى القصة بلغة عربية فصحى لانه وجدت صعوبة في ربط الاحداث وثانيا المشكلة التى تحدثي هي حالةموجودة في كل المجتمعات والفتاة النمساوية لولا حظها لما سمع بها احد اليوم ولكن العيب الاساسي على سلبية المجتمع في حل هذا النوع من المشاكل لانه عندنا مثل يقول اخطى راسي وقص وانا اشك ان الفتاة المذكورة قد تقدمت بشكوى قانونية والفرد مالم يتقدم بشكوى فلا وجود لقضية اصلا فلا تلومي القانون لانه لم يستنجد به احد. اضافة اخرى وهي ان حتى حالات الاغتصاب التى تحدث للفتيات يتم تغطيتها بالزواج من الفاعل والسبب الاساسي هو ان اسرة المغتصبة تريد هذه التغطية فلا توجد اسرة ترضى بان يلتصق باسمها شيء كهذا فلذا لو عدنا وفهمنا المشكلة نجدها تكمن في عقلية المجتمع نفسه وكيفية تقبله لفكرة الاغتصاب فالبرغم من ان هذه الفتاة اغتصبت يعنى دون رضاها الا ان المجتمع ظاهريا يشفق عليها ولكن يرفضها نفسيا اي انه حتى بعد ان تأخذ حقها فمعاناتها ازلية مع المجتمع فابسط مثال لو ان هناك فتاة اغتصبت دون رضاها هل ستقبلين ان تزوجيها لابنك؟؟؟ والله يحمي كل فتياتنا من اولاد وينات الحرام.
السلام عليكم
سيدة كريمة
قصة مؤثرة جدا
ذهيبة ضحية قلة الوعى الدينى والاجتماعى للموضوع
يعنى مثلا لو حاولت العيلة فعلا تساعد ذهيبة ولو اطرت تبلغ فى والدها الى الشرطة الى حيكون او كان خطر عليها وتم ...
وهذا اضعف الايمان ... نحن نحاول ان نخفى رؤوسنا كا النعام فى الرمال مخافة من هذا وذاك
ونبتعد على المصيبة وندعوا الله الا تصيبا وفقط؟؟!!
ومن ثم بعد وقوع الفاس فى الراس نتناول الحدث كا قصة من الف ليلة وليلة
الحديث قد يطول
وقد يكون الصمت اشر من الشر نفسه فى بعض الاحيان
شكرا للبوست المميز
مى
مرحبا أستاذة كريمة، وشكراً للموضوع الذي يضرب على الوتر الحساس في المجتمع.
نأتي للمهم:
ظاهرة اغتصاب الأب للإبنة تكون دائما تحت وطأة المؤثرات العقلية (مخدرات - كحول) وقصة ذهيبة نسبتها في المغرب هي الأكثر، وحكاياتها هي الأغرب.
في ليبيا، انها المرة الأولى التي أسمع فيها قصة من هذا القبيل. لكن المجتمع لا يتقبل الفتاة سواءً أكانت مغتصبة أو برضاها، فهي في النهاية في نظرهم عاهرة!
في معالجة هذا النوع من القضايا، يجب أن نقسم الأسباب إلى عدة نقاط:
* الأب
* المحيط الإجتماعي
* التعليم
* الحالة الإقتصادية
* التوعية الفكرية
الأب سكّير، يضرب الأم، والتي بدورها سافرت إلى بلدها خوفاً من بطش زوجها. هذا الرجل مريض نفسي بشكل أو بأخر، ولا متابعة على سلوكه من طرف المجتمع، وهو الذي في حضانته فتاة في سن حرجة. والسؤال هنا: أين دور الحكومة في هذه القضية؟
أين دور التعليم؟ (إن كانت ذهيبة تدرس في مدرسة أو معهد في ذاك الحين)، وأين دور الإخصائية الإجتماعية؟
سيكون الجواب لا محالة أن ذهيبة خجلة من أن تحكي قصتها؟
ويأتي السؤال فوراً: ومالذي يدفع فتاةً في عمرها تعرضت لأبشع ما تتعرضُ له أي فتاة أن تخفي أمراً كهذا، فيكون الرد:
المحيط الإجتماعي: الأقارب والجيران والمدرسين والزملاء.
هؤلاء تربوا على السترة والحشم وكل منهم يريد أن ينجو من ألسن الناس كي لا يكونوا جزءاً من القصة إلى درجة أن والد صديقتك قد وصل به الحد إلى تهديد زوجته بالطلاق إن طلبت منه أن يقومَ بشيء ليدافع به عن ذهيبة.
إن المشكلة لا تكمن في أن الجيران لا يريدون التورط مع رجل سكّير بقدر خوفهم من ألسن الناس التي قد تخرب بيوتهم بالإشاعات والأقاويل.
التعليم: في المجتمعات الأوروبية، وفي حصص (التربية الجنسية) والتي نعتبرها في مجتماعاتنا (عيباً)، يعلّم الأساتذة والإخصائيون التربويون الطلاّب أن يتركوا العيبَ جانباً ويدافعوا عن طفولتهم ومراهقتهم كي لا يكونوا ضحايا الإغتصاب، وذلك عن طريق التحدث مباشرةً للمرشد الإجتماعي والذي له دور كبير في قلب حياة الأسرة في حالة وجود أي خلل تربوي.
المرشد الإجتماعي (الإخصائي / الإخصائية) يراقب سلوك الطالب، ويراقب سلوك تربيته، وحال والديه، وفي حالة وجود أي شبهة ما، يباشر بأخذ موعد مع الطالب وأسرته، ويدرس حالتهم جيداً، وإن ثبتَ وجود أي خلل ما في الوالدين، سواءً أكانوا متعاطيين للمؤثرات العقيلة أو غيرها من السلوكيات المنحرفة، فإن تقريراً شاملاً سيوجه به إلى ادارة التربية والتي قد تصل للقضاء لعلاج الأسرة.
هذا لا وجود له في مجتمعنا، وذلك لأسباب كثيرة، أحدها وأهمها:
الحالة الإقتصادية: فالمرشد الإجتماعي أو الإخصائي بالكاد يكفي أولوياته بمعاشه الشهري، ليحل بها مشاكله، ولا قدرة له على حل مشاكل الأخرين. ترى الإخصائي دائما متوتر وهو نفسه يريد مرشداً اجتماعيا ليقوّم سلوكه، وعدم وجود حالة اقتصادية جيدة في قطاع التعليم ستسبب هذا القدر الهائل من الكساد واللامبالاة، وبذلك لن يكون هناك:
توعية فكرية: والتي بها لن نقوّم سلوكنا، وسنرى العشرات، بل المئات من ذهيبة.
أطلتُ في مناقشتي، ولكن إنها حقاً قصة محزنة وتحتاج للكثير من التعمّق.
علماني ليبي
http://libyansecular.blogspot.com/
العزيزة كريمة..طرحتى موضوع موجع جداااا على النفس ، هو التحرش والاعتداء الجنسى من قبل المحارم وهو امر تتقزز منه النفس البشرية وترفضه الشرائع السماوية الثلاث وحتى فى المجتمعات الانسانية السوية ، اول مرة اقرا او اعرف عن هذه القضية فى اوربا فى منتصف الثمانينات حيث كنا فى لندن ، يومها لا اتذكر التفاصيل الكاملة التى نشرت عن قصة بنت تعرضت للاعتداء المتكرر من اخيها ، طبعا وقتها فى سنى الصغيرة (حوالى ال11) لم استوعب الامر باكمله وان لم تنمحى آثاره بالكامل من عقلى ظلت الحادثة تطفو بين الحين والآخر خاصة عندما نرجع لليبيا وأقران اقول باطمئنان الحمد الله نحن مجتمع سوى ، الا ان الحديث عن هذه الامور المحظورة صار يتم تداولها فى احاديث الجامعة فى ليبيا مع زميلات وصديقات الدراسة ، كان حجم انصعاقى وعدم تصديقى فى البداية كبيرة ، لأن المرض الخبيث الذى ظنت اننا تركنه فى بلاد النصارى على راى العرب ، هل يمكن له ان يظهر هنا فى ليبيا فى بلاد مسلمة لها عاداتها وتقاليدها واصولها ، لها اعرافها القبلية واخلاقها العتيدة ، حتى وصلنا لعصر الانترنت والفضائيات وبتت الرقعة تتسع والحكايات تتزايد وتتوسع ، وفى كل مرة نفجع بخبر جديد عن اعتداءات وحوادث مفجعة ، سيدتى الفاضلة ما طرحتيه من قصة لهو شجاعة كبيرة ان تتم مناقشة هذه القضية الحساسة وبعيدا عن اى نبرة تخوين او تقليل من اخلاق احد ما او القفز فوقها للامام ، او دفن رؤوسنا كالنعام حتى يصبح كالغرغرينا ، انا لا ابالغ وانتى كذلك ما نحتاج هى مناقشة هادئة وواعية خاصة من اصحاب التخصصات العلمية والجهات الدينية والاجتماعية لكى نحدد الاسباب والحلول المناسبة ، وجهى نظرى الشخصية حل المشكلة لا يتم بابتداع رقم للبوليس رغم وجهة هذا الرأى ، بل العودة لاخلاقنا القديمة كليبيين ، وتعزيز ثقافتنا الاسلامية بعيدا عن القشور التى صارت كسوة لغالبيتنا ، ما نحتاج هو عودة روح الحشمة والحياء لدى الأب والام والابناء داخل الاسرة الواحدة ، والحى والمدينة .... استمرى فى معالجة جروح ارواحنا
السلام عليكم,,
لا تحليل و لا فرز حقائق و أسباب فالامر كما أتيت به... لا وجود لقانون يحمي من مثل هذه الممارسات..
دعيني أعطيك مثال بالعنف الاسري ,, لي صديق والده رجل اعمال كبير و له إستثمارات في الصين,, سافر الاب الى الصين كعادته كل ستة أشهر مرة.. رجع الاب أخبره احد " زبائنه " انه سمع من أحد زابائنه " أن أبنه قد ثمل في يوم سفره.
أخ صديقي أمضى ستة أشهر في القبو لا يرى النور الا شمعة بعد المغرب,, مربوط بسلسلة متينة باحد القوائم العريضة,, لا يرى شخصاً الى " شغال أسود " يجلب له أرز طبخ في ماء,, و لا شيء أخر...
الابن لا زال يحمل علامات السلسلة في خصره الى يومنا هذا..
أخاه قام يوماً بالنطق أمام والده بقوله لا بصوت عالي.. حوكم بنفس الطريق لمدة ثلاثة أشهر,, الأم لا تعلم شيء لانهم يعملون في شركات و متاجر والدهم في مناطق مختلفة... و هم كثيروا السفر... و حتى |إن علمت فلن تفعل شيء...
حتى الان صديقي هو الابن الوحيد هو من يليه مباشرة من أحاكم والدهم الذي لا يقال عنه بأقل تقدير أنه ... ديكتاتوري
و شخصياً فلم أفكر حتى مجرد التفكير في ان افعل شيء لانه و بصراحة فالابناء لديهم كل شيء يطلبونه او حتى يتمنونه و لكن ليس عليهم كسر القوانين التي يضعها والدهم ...
في حين ان هنالك شخص أخر متزوج من سيدة جميلة كانت تدرسني في الصف الرابع ابتدائي,, حتى أسمها كان تجميلاً للوردة تدعى " وريدة " دخل الزوج قبل سنتين مخمور ثملاً و ضرب الزوجةو ضرب أطفاله فطفح كيل اطفاله منه و هم لم يتجاوزوا الثالثة عشر من عمرهم,,دوا عليه بضربه و أشتكوا فيه مركز الشرطة و قد اعتقلوه... و لم يعفي عنه الا كبير العائلة الذي نكره و طلب من الاطفال العفوا عن والدهم...
لقد فعلوا و تكرم البعض بتقيدم المساعدة لهم الا انهم رفضوا هم و امهم اي " حسنة " و سمحت لابنائها الاثنان الكبار بالعمل الكبير ينام في المنزل و الذي يليه يعمل و ينام في نفس المكان...
و هلم جراً من الوقائع التي يعرفها الجميع عايشناها في زمنها او سمعنا بها...
عفا الله عنهم و هداهم
التحية للجميع
بداية أحي كل من ساهم في إثراء الحوار، بالتعليق والرد والتحليل.
هذه التدوينة لم تأتي هكذا، لقد تناقشنا (انا وزوجتي كريمة) كثيرا قبل إدراحها لما تمثله هذه القصة من كشف للمستور، وفضح للمجتمع. لكنا قررنا أن ننزل هذا الإدراج وأن نقدم صورة لواقع من المفترض ألا يكون في مجتمع يعتمد الإسلام منهجاً وحكماً.
لكن بمثل هذه القصص نكتشف كم هو ظالم مجتمعنا وغير سوي.
الأخت الفاضلة كريمة ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
في الواقع توقفت كثيراً أمام هذه القصة التي أدمت قلبي وأثارت اشمئزازي من واقعنا الذي بدأ يأخذ منحىً خطيراً إن لم نتداركه نحن - الشباب المثقف والواعي - بعد أن يتداركنا الله تعالى برحمته ..
للأسف أيتها الأخت العزيزة ، نحن نبحث بين أنظمة وإيديولوجيات ونظريات وقوانين العالم عما نعتقد أنه سيأخذ بأيدينا إلى السعادة والرفاهية ونقارن حالنا المتردي بحال الأمم المتقدمة التي قطعت أشواطاً وبذلت تضحيات جسيمة حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من هذا العدل والديمقراطية والإستقرار .. في الوقت الذي نغفل فيه - بل نتغافل - عن المنهج الذي ارتضاه لنا الله سبيلاً قويماً للسعادة والأمان " الإسلام " .. ولا تغرنك يا أختي شعارات ولافتات نرفعها عالياً نقول من خلالها أننا مسلمون .. فالكثيرون من بيننا ليس لهم من الإسلام إلا تلك الخانة الضيقة التي لا تتعدى السنتيمتر الواحد على البطاقة الشخصية ( الديانة : مسلم ) .. والدليل على ما أقول هو "ذهيبة" ..
لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولها .. ومهما ابتغينا العزة في غير الإسلام أذلنا الله ..
أختي الفاضلة ..
أحيي فيك شجاعتك وجرأتك في الحق بأن طرحتي مثل هذا الموضوع الشائك الحساس الذي يتردد كثير ممن نراهم أهلاً لطرحه قبل أن يفعلوا ولم يفعلوا إلى الآن ..
وتحياتي لزوجك المحترم والرائع أخي العزيز رامز .. وأسأل الله أن يحفظكما لنا أصدقاء أعزاء وإخوة أحبة ..
أخوكم / عبدالله الشلماني
تحية وبعد
(..)
إلى اللقاء
حفاظًا على العهد.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكر لكل من منحني بعض وقته ومر بمدونتي، شكرا لكم جميعا
كما قال زوجي، سأعترف انني ترددت قليلا وربما كثيرا قبل إدراج هذه التدوينة، علني انا ايضا خفت من ردة الفعل، من مجتمع لا يرضى من يكشف عوراته،ولن أفشي سراً انه لو لا مساندة زوجي لي لما تجرأت على طرح مثل هكذا قضية، فقد قبعت حكاية (ذهيبة) في ذاكرتي حينا من الزمن منذ ان التقيت ام الفتاة ، حاولت كثيرا صياغتها في قصة قصيرة، حاولت كتابتها في قصة طويلة وكنت في كل مرة اتعثر بما اكتب والغي الفكرة
اظنني وجدت في عالم التدوين ضالتي، فأنا ألقي ما في جعبتي على الشبكة العنكبوتية دون حساب لكان وأن وضمائر سيبويه، وأرى وألمس تفاعلا معي احتاجه، وأن كان للشبكة العنكبوتية عناكب تختبئ وراء الظلام.
اشكركم جميعا، كل من قال كلمة حق سواء اتفقنا او اختلفنا لكنه اخر المطاف ليس الا: الوطن
شكرا اختي كريمة على موضوعك الرائع حتى حدود الألم
رائع بروعة اسلوبك في الكتابة ومؤلم لانه لمس جانب
من همومنا وواقنا الليبي الذي نخجل من مناقشته وطرحة
تحت مسميات العيب والتقاليد .. ..
هناك العديد من الجكابا والقصص التي تحاكي في مضمونها قصة اليزابيث في مجتمعنا الليبي ولكننا نحاول كتمانها وعدم الخوض فيها واعتبارها من باب التابو
او زي مانقولوا بالليبي بلاش فضايح ..
السلام عليكم
صباح الخير
اخت كريمة
جعلتي عيني تدمع لما حصل مع هذه الفتاة
اللهم اصلح حال المسلمين والله ما حل معها كان غاية في الوحشية و الضلم نسأل الله المغفرة لها
رجعتي بي لي ظلم ابي وكيف تركنا خارج المنزل بعد وفاة امي وكيف بدءنا من بيت الي بيت عن اقاربنا ولكن فعلالالا لا احد يحميك لا قانون ولا شرطه ولا احد لي عند الان ابي ظالم رغم انه لا يتعاطا لا كحول ولا شي ولكنه طالم وقاسي واناني نعم اناني ......
لا حول و لا قوة الا بالله !
و الله يعوض علينا احنا الشعوب العربية ! المفروض احنا اللي عندنا القانون ولكن !!
قشعر جسدي لقراءتي قصة ذهيبة
و بالذات
( هذي بنتكم يا ليبيين و هذا اللي درتوا فيها )
ربي يحمينا و يسترنا و يبعد علينا الظلم و الظالمين ...
حبة رمل
إرسال تعليق