انتهت جولتنا على وعدٍ باللقاء صباح الاثنين (13/4/2009) بمحطة قطارات نيوكاسل للتجمع والذهاب لوجهتنا (هِكسام-Hexham).
كانت الساعة الـ10:30 عندما التقينا المجموعة، والتي تكونت من: هيلينا، دورثي، سارة، دنكن. ولكن أين ستيوارت، أجابت سارة:
- للأسف، "ستيورات" يشتكي من وعكة صحية، لم تمكنه من الانضمام إلينا.
علقت:
- ياااه، لقد فقدت الرحلة أحد أهم عناصرها المهمة.
"ستيوارت" شاب أيرلندي الأصل، سكن نيوكاسل قبل 10 سنوات عندما جاءها دارساً، يعمل كأخصائي اجتماعي لكبار السن، وهو مثقف، متدين، يحب السياسة والحديث عنها، وكم أدهشني معرفته بالعقيد "معمر القدافي" وكيف تحدث عنه وعن الكتاب الأخضر –الذي يملك نسخة منه-، وعن علاقة ليبيا وبريطانيا.
أردفت:
- ربما اختبار الفيزياء هو السبب.
انتبهت سارة لقولي:
- فيزياء، ماذا تعنين؟
فأخبرناها قصة "ستيورات" مع الفيزياء، ففي اليوم السابق، ونحن على طاولة الغداء، تطرق الحديث لعمل "كارن" الجديد، وهو تدريس الرياضيات والفيزياء ليومين في الأسبوع لمجموعة من الطلبة اليهود، وهنا علق رامز:
- رياضيات وفيزياء، كم أحبهما.
علق ستيورات:
- أنا لا علاقة لي لا بالرياضيات ولا الفيزياء.
أردف رامز:
- ستيوارت، الرياضيات ممكن، لكن كل شيء من حولنا فيزياء.
أصر ستيوارت على إنه لا يعرف شيئاً عن الفيزياء، وأكد حتى الأساسيات والأمور البديهية، فكان أن أجرينا له اختبار، فسألته كارن:
- ما هو سبب تعدد ألوان قوس قزح؟
ستيوارت: يفكر.. لا إجابة.
ثم سألته:
- لماذا نرى البرق قبل الاستماع لصوت الرعد؟
ستيوارت: يفكر.. لا إجابة
سأله رامز:
- ما الذي يجعل الكرة التي في يدي تسقط للأسف عند رميها للأعلى؟
ستيوارت: يفكر.. تدخل هيلينا:
- ما اسم القوة التي تسحب الكرة لأسفل، هيا ستيوارت، أجب.
يقفز ستيوارت:
- إنها الجاذبية.
صعدنا القطار، وتحرك بنا، كان يسير في هدوء، وكان صغيراً ليس القطار الذي استقليناه إلى لندن. وصلنا محطة (هكسام)، ومن فورنا اتجها إلى وسط المدينة.
هكسام مدينة صغيرة وقديمة، طابعها أشبه بالقرية، بدأت رحلتنا بمرورنا بالسجن القديم، ولاحظت أنه أمام السجن توجد منصبة العقاب التي تحبس رأس ويدي المجرم، وعرفت إنها قديمة وإن السجن تحول إلى متحف، وهو يحتوي على مجموعة من الزنزانات التي وضعت بها دمى تمثل السجناء والحياة الاجتماعية في السجن.
انتقلنا إلى ساحة المدينة، حيث واجهتنا كنيسة هكسام، ولفت انتباهي بناء قديم جداً، انتصب تحته مجموعة من الباعة لبيع الزهور والبذور وطعام الطيور، وبعض الإكسسوارات.
قصدنا الكنيسة، والكنائس في بريطانيا معظمها قديمة، وهي أكثر من مكان عبادة، فهي متحف تجد فيه الكثير من المعروضات لأيقونات وأديرة تعبد قديمة، كما إن النقوش الموجودة على الجدران والبلاطات تسجل الكثير من التواريخ المهمة كأسماء الأساقفة والمتعبدين والأحداث المهمة للمنطقة.
تقدمت هيلينا من المشرف وقالت له:
- هل السرداب مفتوح للزوار.
فأجاب:
- نعم، لكن علي أن أنبه، إن أول ثلاث درجات ترتفع 15 بوصة، والثلاث التي تليها ترتفع 10 بوصات، والتي تليها 5 بوصات.
وكان يكرر هذا التنبيه لكلٍ منا قبل نزوله للسرداب.
ونزلنا إلى السرداب الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع الميلادي، والموسوم على اسم سنت ويلفرد، واحداً تلو الآخر، الجود بارد ورائحة الرطوبة قوية. كان المكان ضيقاً وغير مرتفع. لم أستطع البقاء واحتمال الضغط فخرجت ورامز سريعاً.
خرجنا بعد تجولنا بالكنيسة وكانت الساعة قد قاربت الـ12:30، فقررنا الذهب لحديقة هكسام للاستراحة وتناول الغداء. وهذا ماكان. جلسنا على كرسيين وتقاسمنا ما جلبنا من غداء واختلط الحديث والأكل والغناء، على خلفية هرج ولعب الأطفال.
وهكذا بدأت جولتنا وكنت حال دخولي للمحل، أتجه مباشرة إلى ركن الكتب المستعملة، وأطلب من رامز مساعدتي في البحث، ولله الحمد استطعت الحصول على كتابين قيمين عن صناعة وفن تزيين الكيك وتشكيل الشكولاتة.
كان الوقت يزحف بسرعة، لذا اخترنا أن نتناول بعض المشروبات في أحد المقاهي، واخترنا مقهى هو في ذات الوقت معرض فني.
جلسنا الستة، وتحولنا من الحديث عن اللوحات للحديث عن الطقس وتشعب الحديث، تارة يقول رامز نكتة، أخرى يعلق دنكن، تقفز هلينا بطرفة أو موقف، أشاكس ساره الهادئة، حتى دورثي لم تبخل ببعض القصص.
لكن سيف الوقت لا يرحم، ومواعيد القطارات محدودة في عطلة المصارف، وكان علينا المغادرة، والعودة إلى نيوكاسل. وبالمناسبة كنا في ذات التاريخ من العام الماضي في هولي إيلند.
هناك 7 تعليقات:
رائع كريمة الوصف احالني لجو العطلة والرفقة الطيبة
والصور جميلة
اللقاءات الانسانية مثل هذه تعزز الترابط والعلاقات
وتوسع دائرة التفاهم بين الثقافات المختلفة
قراء ممتعة
شكرا لك
لم أتمتع بالبانك هوليدي، لكن والأن، وأنا أقرأ هذه التدوينة، شعرتُ بأنني كنتُ أحاول مسابقة رامز في البحث عن البيض.
بمناسبة ذكر البيض. لقيت وحدة في الثلاجة توا هاهاهاها
رائع يا كريمة
محمد
كويس انك ورامز استمتعتو بوقتكم بعد صقيع الانجليز الرهيب ورحلة السنه اللى فاتت قاعده فى البال وياريت كنتى تصحبيها بفيديو زى الرحله اللى فاتت ..
سعدنا بعودتك ابله كريمه...
ســـلام
أهلين ياليلى نورتي وآنستي.
شكرا لمرورك الكريم بمدونتي، على فكرة البارح شفت الحلقة الثانية من برنامجBritain get talents وكانت الحلقة حلوة، ياترى شفتيها وشفتي الطفل شاهين.
أهلين يا هملت، معقولة هيلينا رجليها طوال لحقت تمشي لمانشستر تحطلك دحية في الثلاجة وتجي بدون ما نحسوا بيها.
باهي يا هملت احنا البيض كان شوكولاتة وكليناه على طول، بس البيضة اللي انت لقيتها تتاكل على طول والا تبي تطييب.
اسعدني مرورك بمدونتي ومرحبا بك في كل لحظة
أهلين ياعبد الله.
بارك الله فيك قاعد تذكر في الادراج السابق فعلا هذه الذكرى السنوية ليه بالزبط وكان رحلة البانك هوليداي بتاع العام اللي فات، لكن انا عندي مشكلة مع مدونتك مش عارفة كيف نخشلها او نتصفحها ومش فاهمة انت شفرتها والا شنو.
واذا فعلا شفرتها يا عبد الله ليش التشفير ليش تحجب فيها عن الناس وانت مدونتك من المدونات القيمة واللي تعطي واجهة جميلة عن ليبيا يكفي اسمها(هايم في حب بلادي) خلي التشفير للناس التعبانة واللي يبوا ستار يدسوا رووسهم وراه وما عندهمش شن يعطوا لكن مدونتك انت لازم تكون زي الشمس تشع للجميع
أعجبت بموضوعكِ ووصفك لهذه التجربة
موضوعك عكس مدى التعايش بينكِ (أنت المسلمة) وبين أصدقائك الإنجليز (كمسيحيين)
أشكركِ
إرسال تعليق