الثلاثاء، 2 سبتمبر 2014

مركز "حصن" يستنكر كافة الممارسات القامعة لحرية الرأي والتعبير في ليبيا


مركز "حصن" يستنكر كافة الممارسات
 القامعة لحرية الرأي والتعبير في ليبيا


تقرير خاص بالإنتهاكات التي حدثت في شهري يوليو وأغسطس 2014 ضد الإعلام والإعلاميين في مدينة طرابلس وضواحيها

الكتائب والمليشيات والمجموعات المسلحة في ليبيا تواصل انتهاك حرية الصحافة والإعلام عن طريق تهديد الصحفيين والإعلاميين والمدونيين وخطفهم والاعتداء عليهم جسديا ومعنويا
 حتى وصل الأمر الى قتلهم.

يعرب مركز "حصن" للدفاع عن حرية الصحفيين (والذي يقع مقره في مدينة طرابلس) عن إدانته الشديدة لحوادث ترهيب الاعلاميين والمدونيين من خلال التهديدات المتكررة والاختطافات التي طالت عددا منهم ، كما يعرب عن رفضه التام لحملات التحريض على استعمال العنف بغض النظر عن الجهة التي مارست هذا التحريض.

وفيما يلي بعض الممارسات المستهجنة والغير قانونية التي تم رصدها منذ بداية أحداث طرابلس في يوليو 2014 *:
·       التاريخ: 13  يوليو  2014
·       المصدر: مكالمة هاتفية من المراسل "صفوان ابو سهمين"
شخص يطلق على نفسه اسم "أحمد الزنتاني"  يرسل تهديدا بالقتل عبر الهاتف من خلال رسالة نصية لمراسل قناة النبأ السيد صفوان ابو سهمين بسبب مداخلة له على قناة النبأ.
·       التاريخ:25 يوليو 2014
·       المصدر: مصادر متعددة، تقارير إعلامية ووكالات الأنباء
 اختطاف الناشط والمدون عبد المعز بانون على خلفية تدوينات له على الفيس بوك انتقد فيها قوات " فجر ليبيا" واتهامه بأنه ضالع في محاولة "الانقلاب على الثورة" وبأنه من "أزلام معمر القذافي". 
·       التاريخ: 27 يوليو 2014
·       المصدر: مصادر مطلعة
تداول (قائمة سوداء) على صفحات التواصل الإجتماعي، تتبناها مجموعة تطلق على نفسها اسم (الجيش الإلكتروني)، أدرج بها أسماء العديد من النشطاء والصحفيين والمدونين المعارضين للحرب الدائرة في طرابلس
·       التاريخ:27 يوليو 2014
·       المصدر: المدون رامز النويصري
رسالة تحذير وتهديد تصل للمدون والكاتب رامز النويصري بسبب تدوينات له يعترض فيها على الحرب الدائر رحاها في طرابلس وضواحيها.

·         التاريخ : 1 اغسطس 2014
·         المصدر: الإعلامي سليمان الباروني
o       الإعلامي سليمان الباروني وعائلته يتلقى عدة رسائل تهديد بالخطف والقتل على خلفية عمله كمقدم نشرات أخبار في قناة العاصمة
o       سيارة بها مسلحون تعترض طريقه أثناء خروجه من مقر عمله حيث أوقفوه وهددوه بالقتل إن لم يقدم استقالته من القناة ويعلن موالاته للعملية العسكرية الجارية في طرابلس ثم قاموا بإطلاق النيران حوله وعلى إطارات سيارته  ولاذوا بالفرار.
  • إتهام أهل مدينة جادو، سليمان الباروني التي ينتمي اليها بالخيانه على خلفية عدم مناصرته لطرف بعينه في الحرب الدائرة في طرابلس.

·       التاريخ:1 اغسطس 2014
·       المصدر: قناة العاصمة ووكالات الأنباء
اختطاف طاقم قناة العاصمة من ميدان الشهداء أثناء تغطيته لمظاهرة ضد الحرب في طرابلس وبنغازي وهم المصور أحمد العلواني والمراسل محمد حبيب. تم اطلاق سراحهم يوم 6 أغسطس 2014 بعد تعرضهم الى سوء المعاملة والضرب والتعذيب.  
·       التاريخ:1 أغسطس 2014
·       المصدر: المذيع مؤيد المقطف وقناة العاصمة
نجاة مذيع قناة العاصمة مؤيد خليفة المقطف بعد محاولة إغتياله بإطلاق وابل من الرصاص عليه من قبل مجهولين بمنطقة "أبي سليم" بطرابلس.
·       التاريخ: 3 أغسطس 2014
·       المصدر: قناة ليبيا الدولية
محاولة اختطاف مذيع قناة ليبيا الدولية محمد الطياري أثناء رجوعه إلى بيته في منطقة جنزور بسبب عمله في القناة.
·       التاريخ: 17 اغسطس 2014
·       المصدر: مصادر مطلعة وموثوقة
العثور على تسجيلات صوتية ومرئية تحتوي على تحريض مباشر من قبل أطراف متعددة بالتعدي على الكثير من الاعلاميين والاعلاميات والمؤسسات الاعلامية.
·       التاريخ: 18 أغسطس 2014
·       المصدر: تقارير إخبارية وموظفين عاملين بقناة الوطنية
o      قوة الردع الخاصة بطرابلس تقتحم قناة ليبيا الوطنية وتمنع المدير التنفيذي للقناة السيد طارق الهوني ونائبه السيد يوسف شلتوت من الدخول اليها
o      تهديد عدد من الإعلاميين والموظفين في القناة بضرورة الإنصياع للأوامر الصادرة من الإدارة الجديدة.
·       التاريخ 18 أغسطس 2014
·       المصدر: شاهد عيان
o      خطف المخرج التليفزيوني أسامة راشد من قبل مسلحين وهو في طريق عودته إلى منزله في منطقة جنزور. يعمل السيد أسامة مخرجا تليفزيونيا بقناتي «ليبيا الرياضية» و«ليبيا الدولية».
o      أطلق سراح السيد أسامة راشد بعد أيام من اختطافه بعد تعرضه للضرب والتعذيب ومصادرة كافة الأجهزة والكاميرات التي كانت بحوزته. 
·       التاريخ: 24 أغسطس 2014
·       المصدر: وكالات الأنباء
اقتحام مبنى قناة العاصمة بقرجي ونهب محتوياته وحرقه وخطف طاقم المناوبة الليلي المكون من فنيين ليبيين ومهندسين من دولة الفيلبين ومهندس ارسال من دولة مصر وغفر حراسة من دولة مالي .
·       التاريخ:25 أغسطس 2014
·       المصدر: مصادر متعددة، تقارير إعلامية ووكالات الأنباء
نهب وحرق وتدمير منازل كل من:
o      الإعلامي حسام الدين التائب، مذيع بقناة العاصمة - طرابلس.
o      الصحفي محمود المصراتي، رئيس تحرير صحيفة ليبيا الجديدة - طرابلس.
o      السيد جمعة الأسطى، مدير قناة العاصمة - طرابلس.
o      الصحفي محمود الفرجاني، مراسل قناة العربية - طرابلس
·       التاريخ 25 أغسطس 2014
·       المصدر: تقارير إعلامية موثوقة
قوات تابعة الى عملية "فجر ليبيا" تعلن بأنها سوف تقتحم أي قناة تعارض "عملية فجر ليبيا" وستقوم باعتقال كافة موظفيها.
·       التاريخ 25 أغسطس 2014
·       المصدر: تقارير إعلامية ووكالات الأنباء
اقتحام مبنى قناة ليبيا الدولية الكائن بطريق المطار "طرابلس"  ونهب محتوياته واحتلاله من قبل مجموعة تتبع عملية "فجر ليبيا"
·       التاريخ 26 أغسطس 2014
·       المصدر: قناة العاصمة ومصادر أخرى مطلعة
اختطاف المهندس طارق الدرسي احد العاملين بقناة العاصمة بالإضافة الى زميليه سعد زاقوب و حسام الدين محمد المصري من قبل مجهولين
·       التاريخ 26 أغسطس 2014
·       المصدر: مصادر مطلعة متعددة
إنتشار قوائم تحوي أسماء صحفيين وإعلاميين بدعوى القبض عليهم من قبل بعض المجموعات المسلحة ثبت أنها مختلقة وغير حقيقية، حيث قامت "حصن" بالاتصال بمن هم في القائمة وتبين أنهم بخير ويتمتعون بحريتهم.
____________________________________________________________

يود مركز "حصن" من خلال إصدار هذا التقرير التأكيد على دوره في رصد وتوثيق هذه الانتهاكات وعلى تبيان خطورتها على سلامة وحياة العاملين في مجال الاعلام وسلامة عائلاتهم،  الأمر الذي يستوجب من جميع الشرائح المعنية من مؤسساتٍ حقوقية وقانونية وإعلامية، بل ومن الرأي العام، التحرك الفعلي والجاد والفوري لإيقاف هذه التجاوزات.
يعتبر مركز "حصن" هذه الوقائع وأمثالها مما لم يصلنا (أو وقع ولم نتمكن من التثبت منه) إرهاباً فكريا ومعنويا وانتهاكا صارخا لحرية الرأي والتعبير والاعلام الذي قامت ثورة 17 فبراير من أجل تحقيقه للوصول الى الديمقراطية والرفاهية والعيش الكريم لكافة أبناء هذا الوطن.
وبهذه المناسبة يدعو مركز "حصن" من كافة المجموعات المسلحة الكف عن تهديد الإعلاميين والمؤسسات الاعلامية كما يطالب كافة السلطات المعنية بالعمل الجاد والسريع لوضع حد لمثل هذه الاعتداءات المتكررة على الإعلاميين والمؤسسات الإعلامية العامة منها والخاصة، ويطالب بسرعة فتح التحقيقات للنظر في هذه الانتهاكات المخالفة للقوانين المحلية والدولية وتقديم المسؤولين عنها للعدالة في أسرع وقت ممكن.
كما يود مركز "حصن" أن يؤكد على أن الشكاوى ضد الإعلاميين والمؤسسات الاعلامية في حالة عدم قيامها بواجباتها الإعلامية بمهنية وموضوعية فى نقل الأحداث والحقائق للرأي العام الليبي والدولي أو وقوع تجاوزات من طرفها مثل الإخلال بالمعايير المتعارف عليها أو حادت عن المصداقية أو حابت دون وجه حق طرف على طرف آخر في النزاع الدائر حاليا في ليبيا أو قامت بإرتكاب جرائم صحفية يعاقب عليها القانون مثل التحريض على العنف أو الإنتقام أو التمييز العنصري أو الدعوة إلى الحرب والإقتتال أو نشر أخبار مضللة الهدف منها تأجيج الصراع وتأليب طرف على طرف أخر، يكون باللجوء الى نيابة الصحافة التي شكلت خصيصا للنظر في كافة القضايا التي تتعلق بقطاع الاعلام والعاملين.
كما يدعو المركز كافة العاملين بالمؤسسات الاعلامية بأن يحرصوا كل الحرص على القيام بعملهم بمهنية وشفافية ومصداقية عالية وأن يتنبهوا للمخاطر التي قد تنجم عن دعوات التمييز والتفرقة والكراهية والتي قد تكون مبنية على أساس العنصر أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الجنسية أو الأصل الاجتماعي أو المعتقدات السياسية. كما يشدد "حصن" على ضرورة إلتزام كافة الصحفيين والإعلاميين بضرورة التحري التام والتثبت قبل نشر الأخبار وإذاعتها وبضرورة التفريق بين الخبر والرأي والتعليق الشخصي وعدم الخلط بينهما.
ويذكر مركز "حصن" بأن المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية و السياسية تحظر قانونيا الدعاية للحرب كما تحظر دعاوي الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية أو تلك التي تشكل تحريضا على التمييز أو العداوة أو العنف. هذا وقد تضمنت المادة 2 من الإعلان الذي أصدره المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في دورته العشرين في 28 نوفمبر 1978 المبادئ الأساسية الخاصة بإسهام وسائل الإعلام في دعم السلام والتفاهم الدولي، وتعزيز حقوق الإنسان، ومكافحة العنصرية والفصل العنصري والتحريض علي الحرب.
كما أن الدولة بكافة مؤسساتها المختصة ملزمة بتوفير الأجواء الملائمة التي تتيح مناخا آمنا ومناسبا لحرية الإعلام والصحافة ترجمةً لالتزامها باحترام الإعلان الدستوري وبالمواثيق والعهود الدولية ذات العلاقة وتعزيزاً لحق الإعلام الحر في الحصول على المعلومة بحرية الذي يستلزم توفير غطاءٍ شرعي وقانوني للعاملين في مجال الصحافة أثناء تغطية الأحداث اليومية حماية لحقوقهم وحفاظاً على حياتهم وسلامتهم.
وختاما، يود مركز "حصن" تذكير المؤسسات التشريعية والتنفيذية في الدولة بأنه وفقا للمواثيق والعهود الدولية (وبالذات المادة "19" من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان) فإنه لا ينبغي أن يجرم إلا عدد محدود جدا من أشكال التعبير، وهي تلك التي تمثل بوضوح تهديدا وشيكا لسلامة الناس، وسيادة القانون والسلم، أو تلك التي تدعو الى الحرب أو التي تحرض على التمييز والعنف والكراهية.


مركز "حصن" للدفاع عن حرية الصحفيين
صدر في طرابلس في الأول من سبتمبر 2014
______________________________

*  (ملاحظة: لا يشمل هذا االتقرير الإعتداءات والإنتهاكات التي حدثت خارج مدينة طرابلس وضواحيها)

الجمعة، 8 أغسطس 2014

شكراً، على هذا العيد

"شكراً على هذا العيد"

تعرض قناة فضائية دعاية رقيقة لاستقبال عيد الفطر المبارك، برعاية إحدى كبريات شركات الهاتف المحمول، وفي الدعاية، يظهر فتيات وصبيان فقراء، حفاة وبثيابٍ متسخة ورثة، وجوههم كالحة وعيونهم تعيسة، يسيرون ببؤس في الطرقات، حتى يلتقيهم صاحب مروحة ورقية ملونة، ينفخ في وجه الصبي الأول نسائم من مروحته فتصير ثيابه بلونها وتشرق وجنتاه، تنبهر الطفلة السمراء واسعة العينين لروعة ما رأت، فينفخ في وجهها بائع الحلوى (حلوى الصوف) الشهية، من نسائم حلواه، فتتحول بدلة النوم الرمادية المهترئة التي تلبسها إلى  ثوبٍ ورديٍ، وزهرة تُجمل شعرها. يغمر الجميع الفرح، فيركضون كلهم ليلتقون بصاحب الدمى والكرات والألعاب والبالونات وعازفي الألحان. يجتمع حولهم الأهالي وتتناثر الزينة في كل مكان، تلف السعادة الوجوه. تتقافز تلك الطفلة السمراء واسعة العينين ذو الجسد النحيل مبتهجة الأسارير والسماء تمطر هدايا العيد برعاية (شركة الإتصالات) وأنشودة تقول:
شكراً.
 أحييت الحب فشكراً.
أفرحت القلب فشكراً.
وقهرت القسوة حين منحت العيد، ثياب العيد.
ألغيت البعد فشكراً.
و وصلت الود فشكراً.
وأعدت السعد فشكراً.
أرجعت العيدَ للعيد.
شكراً على أجمل عيد.
شكراً على أسعد عيد.
شكراً على أكرم عيد.
من جودك قد فاض العيد.
وفي ختام النشيد دعاء جميل: (اللهم لا تحرم طفلا، نعمة العيد).
وفي فاصل إعلاني آخر لذات القناة، طفلة من غزة، مصابة بقذائف العدو الإسرائيلي، مرمية على سرير المستشفى، دامية العينين والقلب، تستبقل عيدها بألم وحسرة ويُتم.
غير أنه ليس ببعيد، ما بين المشهد الأول والثاني، قصة طفل وطفله، كانا يركضان في الأزقة، يناديان حي على اللعب، ليسا متسخين، لكنهما أيضا ليسا مرفهين وباذخين. أطفال بلادي ينتعلون أحذية بخمسة دنانير، وقمصانهم بديناران. في مدينتي الكبيرة (طرابلس)، لا تتوفر لطفلي مساحات خضراء ليلعب أو منتزهات، لا يوجد حديقة حيوان أو طيور، لا خطوط بيضاء يقطع الطريق عليها ولا إشارة مرورية خضراء ليعبر، لا نجرم العنف ضد الأطفال، بل نتبناه كجزء من منظومتنا التربوية القمعية، لا نعيب على أحد إهانتهم ومنادتهم بأبشع العبارات إبتداء من الأم وحتى المدرسة وحتى كل مكان.
غير أننا نحبهم كثيراً ولانزال ونصنع لهم (فطيرة وسفنز) وحلويات صباح العيد، نحن لسنا أغنياء لذلك نشتري لهم الكثير من الألعاب الرخيصة من (طاولة ولد الجيران)، الذي وضعها في أول الشارع ليسترزق منها، ونوفر لهم ما قدرنا من ثياب جميلة، ونعدهم بليبيا حرة وعامرة .
كانت لتمتلء الطرقات بالباعة ويستولي التجار على مساحات الأرصفة أمام محلاتهم لعرض بضائعهم، وتخرج العائلات للتبضع والتجول في آواخر رمضان وحتى ساعات الصبح الأولى، ويتحول ليل الصيف القصير الى بهجة وسرور.
غير أن ما حدث كان بشعاً، ومريراً، لقد قطع تجار الموت ترانيم الفرح في ليل صيامنا بصوت بارودهم، أفزعوا أطفالي بسلاحهم الثقيل، ويرعبون جدتي العجوز التي تصرخ من الألم وهي تصابر على صيام رمضانها الذي قد لا يكون الأخير، لكن ما بقي من عمرها ليس أكثر مما مضى.
القصف والتفجير قطع عن بلدتنا الكهرباء، التي قطعت الإتصالات ثم انقطعت المياه، صوت البارود دمر مطار بلادي وأكلت النار طائراته، يملء الخوف والدهشة وجه طفلي وهو يشاهد النيران تلتهم الطائرة (ياماما كيف النار تقدر تاكل طيارة؟!). ويفسر لي ما يحدث في وطنه بأن: "يا ماما، ليبيا فيها شريران، شرير في محطة الكهرباء وشرير في محطة المياه".
الكراهية تزاحم الأفق في شهر الله الفضيل، والبيوت تهدم وتسرق وأرزاق الناس تضيع وأرواحهم تزهق و(أمير الحرب)، أخرج عائلته من مدينتي منذ بداية رمضان، ونحن لم نفهم مغزى ذلك، حتى دكَ المدينة فوق رؤسنا.
في بلادي نفخوا في النار فأضرموها واحترق وقود الشعب ونحن ما في أيدينا الا دعاء نرفعه لله: (حسبنا الله ونعم الوكيل)،
السماء تمطر موتاً، برعاية (أمير الحرب) وأنشودة صغيرة في عيدنا تقول:
شكراً.
شكرا على حزن العيد
شكرا على قتل العيد.
بوجودك قد مات العيد.

(حرمت طفلي من هذا العيد).

الجمعة، 27 يونيو 2014

فارسات الوطن

لن يزيدنا التطرف إلا إعتدالا ولن يزيدنا القمع الا صلابة،  وقائمة الموت الزعاف تطول وتثقل، لن أقول التعازي، فقلبي يوجعني، ولن أبكي الرثاء على فارسات الوطن، بل سأمتشق الحق من ورائهن سلاحا ضد الجهل والتطرف والعنف، من أجل ليبيا الجميلة التي أراها تكبر في وجه طفلي كما يكبر.

فلابد منها، ليبيا الحبيبة، وإن طال النضال المرير.

الأربعاء، 25 يونيو 2014

من أجل حرية الصحافة

اختفاء الشاب (أحمد عمران داعوب)، وهوصحفي ومصور يتبع المكتب الإعلامي (بني وليد)، مع زميليه، عبد السلام صالح عبد الهادي، وعبد الله سعيد يونس، وذلك عند الساعة الثانية ظهرا، يوم أمس، الثلاثاء 24/6/2014 بمدينة مصراته.

وقد كان الثلاثة في زيارة للمدينة المذكورة، وقد انقطع الإتصال بهم، ولم يتمكن أهلهم وذويهم من معرفة مصيرهم وماذا حل بهم حتى هذه اللحظة.

انتخابات مجلس النواب، بين الحر والمقاطعة

انطلقت اليوم منذ الساعة الثامنة صباحا، انتخابات مجلس النواب في ليبيا، وقد صرحت المفوضية العليا للانتخابات بأنه تم افتتاح (1619) مركزاً وذلك بنسبة (97%) من مجموع المراكز التي جهزتها المفوضية، وقد كانت لي هذه الجولة الصغيره في مركز انتخاب (الإنتصار) كناخبة أدليت بصوتي وكمدونة حاولت رصد سير اليوم الإنتخابي، التقيت فيها بأعضاء من المشرفين ومن الناخبين):
تقول فريال فريح، وهي مراقبة على صناديق الإقتراع.

الإقبال اليوم جيد نوعاً ما، غير أن درجة الحرارة المرتفعة لعبت دوراً أساسيا فيتأخر الناس، لربما بعد الظهر يكون الإقبال أكبر. وأنا أقول لليبيين أنه لابد من ليبيا وإن طال النضال.
فتحية الفرجاني (مراقبة)

العملية الانتخابية تسير على ما يرام، نتمنى من الليبيين أن يختاروا الانسان الصحيح والانتخابات هي الطريقة الصحيحة لهذا الاختيار ومن الواضح أن هناك إقبال على انتخابات مجلس النواب يفوق انتخابات طرابلس المركز(المجلس المحلي). ونحن سننتظر الناس حتى نهاية اليوم إن شاء الله.
عمر أحمد الحامدي، رئيس مركز الانتخاب "الصفاء".

نحن هنا منذ الصباح الباكر ونقوم بالإشراف على كل كبيرة وصغيرة، لقد حدث إحباط للناس بسبب إنتخابات المؤتمر الوطني وعملية الإستغفال التي قام بها البعض ولم يهتم الا لمصالحه لكن الناس سيصلحون هذا ولن نرضى أن نتنازل عن  ليبيا أبداً.
مختار الزروق، ناخب.
نحن ننتخب حتى نضع الإنسان الكفء في المكان المناسب والإقبال اليوم يبدو بسيط جدا، وأحد أسبابه تقنيه، لقد أخطأ البعض في عملية التسجيل ولم يرسل رسالة، الأمر الذي التبس على الكثيرين وأضاع عليهم فرصة التسجيل وبالتالي التصويت.
إيمان الدغري (منظمة طابور خارجي)
العملية الانتخابية تسير بدون أي عرقلة وكانت تراودنا مخاوف من الناحية الأمنية  لكن حتى الان، الأمور تسير بسلاسة تامة، وكل ما نحتاجه هو الصبر والمرحلة الانتقالية صعبة وما يكون الا خير، انا متفائلة.
لطفي علي عبد القادر الغرياني، (مراقب)

الإقتراع بدأ من ال8 الصبح ويستمر حتى ال8 مساءاً، 
الإقبال على الانتخابات جيد، بالرغم من حرارة الجو
الناس لديها رغبة في أمر جديد، لقد مرت انتخابات لجنة الستين والمجلس المحلي كان إقبال الناس ضعيف أما هذه المرة، نتمنى من المترشحين أن يكونوا مخلصين في خدمة ليبيا وهذا كل ما نريده في هذه الدنيا.
حنان جمعة اللافي، ناخبة:
الجو سئ جدا، أنا لم انتخب اليوم، هم غشوا الناس، انتخبناهم اول مرة ظنا منا أنهم سينهضون بالوطن ولكنهم، زادونا هم  وتعب، أنا لست على إستعداد أن أعطي صوتي لأحد لا يحافظ عليه.
زينب اللافي، ناخبه:

حاولت التحري عن مرشحي بدقة حتى أتفادى اختيار خاطئ مرة أخرى، تعلمنا من السلبيات التي مرت علينا وأتمنى على المُنتخبين أن يقفوا مع مصلحة الوطن، لقد جئت بالرغم من عدم توفر البنزين ونقص الأمن والحرارة الشديدة، لكن لن يعوقني شئ لأفعل ما بوسعي من أجل ليبيا وكلما زادت الأخطاء، زاد إصراري.
انتصار الجبالي:
السيدة انتصار الجبالي، سيدة أمازيغية قاطعت الانتخابات هي وبني عرقها ولم تقدم صوتها لا في انتخابات لجنة الستين أو المجلس المحلي طرابلس ولا هذه المرة في انتخابات مجلس النواب وتعلل ذلك بقولها:
"لقد مررنا بمرحلة الثورة، كانت مرحلة عصيبة بذلنا فيها الغالي والنفيس، ثم وصفنا البعض بأننا أقلية، وللعلم نحن لسنا أقلية، بل نحن (أساسية)، أي مكون أساسي في المجتمع، ثم إن الأخطاء التي توالت من المؤتمر الوطني وما ترتب عنها من خلخلة لأمن الوطن، تجعلنا نحذر كثيراً قبل أن نغطس إصبعنا في أي حبر مرة أخرى.
لقد قاطعت الانتخابات لأن أبناء تاورغاء لا يزالون في العراء، وقاطعت الإنتخابات لأنها لا تستند لأي دستور واعتمادها على الإعلان الدستوري غير مقبول ويعتبر خرقاً.

لقد قاطعنا انتخابات لجنة الستين وانتخابات المجالس المحلية وانتخابات مجلس النواب، وسنستمر حتى يتم الإعتراف بهويتي الأمازيغية بل واحترامها.